الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في صمتنا تكثر الكلاب

عروة حمدالله

2005 / 2 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


جميلا ان نجد للحرية مفاهيم تغني البعض عن الفهم الصحيح لمعنى الاستسلام المجازي او تبعد البعض عن نظرية وجود الرأي الاخر عندما لا نجد سوى الحل الامثل في الزمان المبعثر بين اقبية الساسة والمحنكين تجاريا.....
تبقى للمرايا وجوه الخيال المستحيلة وبُعد النظر الملامس لطرف الحقيقة لكن بصورة عكسية لطموحتنا المتسكعة بين الملاجأ والمدافن والشعارات ..
المتهمين في الخيانة لم يعد بينهم غريق كلهم اصبحو من المنقذين الوطنيين لشعب اثقلته المحنة والرصاص معا .
عندما نترك للامور سطوتها ومجازيتها في تسيير احلامنا لم يبقى لنا في هذا الكم الهائل من الغيبيات سوى العبور خلسة بين االامل والقبر لنسكن القبر الاجمل ..نحن من نجمل الموت ونزرع حول قبورنا ذاكرة من الغرباء الذين داسو بأحذيتهم جماهير الحقيقة ولعنو سمائنا بين المصفقين والمهنئين لهذا التخاذل عبر القارات ..
لا يمكننا ان نتحدى الواقع من وراء الابواب الخاطئة ..لا بد من مرايا تذكرنا اننا مازلنا على هامش الحياة ومازلنا قادرين على النهوض لنصبح في الاسطر الاولى للعالم ....
تعودو ان تكونو جملة بلا نهاية حتى لو كثرت الفواصل ولا تتركو للنقاط اغلفة تغلف فيها ارادتكم المستمرة نحن شعبا قد تعود على الفواصل وعلامات الاستفهام لكننا لم نستعمل النقاط ابدا الا في صمتنا الداخلي ..
كم تحتاج الغيبوبة من الكبرياء حتى توازي الموت وكم تحتاج عقولنا للسجون حتى تصبح مدفونة في اسفلت المؤامرات اللذيذة ..نحن دائما نحسن ايجاد البدايات ونخطئ في اختيار موضع النقطة ..
وهم ما زالو يحسنو وضع النقاط وعلامات الاستفهام واسعار البورصة لزخرفة السادية والتسلط بمفهوم التقدم والديمقراطية المباحة لاي شعب قرر ان يكون حرا ..
كما تعودنا ان نجد في اطعمتنا الملح سنتعود لاحقا ان نجد في كل صفحة من صفحات التاريخ باب من صكوك الغفران يوزعها أناس من المريخ لتحمينا من الوقوع في متاهات التمرد المبغضة ..

جأوا صانعو الغفران على جيادهم فالعقو احذيتهم بالعسل وناموا بين التراب المتشذر حول الحقيقة..
هكذا كان ينادي دانتي ساخرا في الكوميدية الالهية ...لم يكن لدانتي الجرأة على ان يلعق احذية الرهبان فأجبار على الصمت خمسة وعشرون عاما وحيدا..
ما اجمل الصمت في حضرة السياط والالم ..لم يقدر احد معنى الصمت سوى دانتي في ذلك الوقت ..
..رفض العسل وغنِم بالفرصة الذهبية لتقرير انسانيته ..
لم يسكت دانتي كما لم يسكت من قبله مئات العظماء والقادة الثوار ..لكنه بقي صامتا يحمل بذور التمرد على الظلم
كم جميلا ان نستوحي من صمتنا قنبلة تفجر الاغلال المنسية على عقولنا وارادتنا ..
كونو متشبثين بالحقيقة كتشبثكم بالرغيف الاخير ..فنحن ما زلنا جياع رغم بطوننا المتخومة بالحسرات وألالم

وطننا هومجازية المغامرة واحتمالات الهلاك فيه اكبرمن احتمالت النجاح.لذلك لنضع في خياراتنا الفشل لكي نترك للنجاح الحقيقي قوته في خلق وعي عميق حول قضية تجمعنا وتهمنا حتى لو لم نكن ننتمي الى جموع الجياع وحتى ان لم نكن ننتمي الى هذا الواقع المر الذي نعيشه في كل يوم ...لكن تبقى للفكرة روحيتها وطاقتها رغم اختلاف وجهات النظر حولها واختلاف جغرافية الانتماء ...نحن جميعا يجب ان نؤمن بأن قضيتنا هي قضية انسانية قبل ان تكون فلسطينية او عربية ..فالحق للجميع مهما كان المستفيد ..
نحن ننتمي فقط لجموع الحق والانسانية باختلاف موقعها ...نحن نؤمن بأن الانسان هو تراكمات الواقع والحلم معا لكن لا يجب ان نسلخ انسانيتا في واقعنا واحلامنا عن باقي الاحلام التي هي في النهاية لاتهمنا ولا تعنينا رغم تأثيرها الايجابي على حقنا التاريخي لكن هي حقيقة كم هي قضيتنا ..فالايمان والقناعة هو البركان الوحيد الذي يمكن ان يمسح الخطأ في تجاربنا ..
ان تجربتنا هي تكرار للآلم وهي تكرار لمحاولة نهضة شعب من موته ليخلق حوله عالما مدرك لحقيقة الحرية في سياقها الايجابي الموجود على بنية سليمة ومختلفة عن ما يحيط بنا من فشل واحباط
..نحن جزأ لا يتجزأ من هذا العالم ...فلنكن راية الحق قبل ان نكون راية الاغلبية في زمن الخطأ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جماهير ليفربول تودع مدرب النادي التاريخي يورغن كلوب


.. ليبيا: ما هي ملابسات اختفاء نائب برلماني في ظروف غامضة؟




.. مغاربة قاتلوا مع الجيش الفرنسي واستقروا في فيتنام


.. ليفربول الإنكليزي يعين الهولندي أرنه سلوت مدرباً خلفاً للألم




.. شكوك حول تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. هل لإسرائيل علاقة؟