الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟

حميد المصباحي

2012 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


سلطة الدين في العالم العربي,حقيقة ثابتة,فالمجتمعات نفسها تحتكم إليه في كل قضاياها,حتى تلك التي لاعلاقة لها بالدين,مثل المرض والفقر,والعنوسة والطلاق,لا أحد بستطيع الهرب من هذه الأحكام النافدة,طبعا دون نسيان الطقوس الدينية,التي تمارس في أوج الغضب عليها,ومع كل ذلك فهي معيار وجود المسلم ودليل أخلاقيته,ورجاحة عقله,عليه أن يممثثل لها ليسلم من حكم المجتمع عليع و حتى على أسرته,التي ينالها ما يناله إن كان مفرطا فيما هو ديني من الطقوس الموسمية,مثل الصيام وعيد الأضحى,أما الصلاة فلا ينتبه لها إلا عند التقدم في السن,مثل الحج,فكيف لا تحتكم إليه الدولة نفسها؟؟؟
1الدين والمجتمع
كل المجتمعات تلبي رغبات أفرادها المادية والروحية,والديانات ليست فقط طقوس,إنها نسيج من العلاقات,التي تشد الأفراد إلى بعضهم,واضعة حدودا للمعاملات ومنظمة لطرق الرد والتفاعل بين الناس,بل إن الديانات بالمظاهر التي تصر عليها,تسم خارجيا أتباعها بمدى التزامهم بأعرافها,ليس بذهابهم فقط لدور العبادة,بل بحضورهم لكل اللقاءات الدينية التي يتعرفون من خلالها على بعضهم ويتشاورون مع الفقهاء والمتفقهين في أمور الملة,ليست هذه خصائص الديانة الإسلامية,فقط,بل هي مميزات كل الديانات التي عرفها الوجود البشري والحضارة الإنسانية,فهي مدبرة لواقع التعارف والتقارب بين المؤمنين,كعامل وجداني,وهي تخفيف من المعاناة اليومية,بسن وسائل للتغلب على العزلة والحلول الفردية,التي قد تلحق ضررا بالغير,وهي تآزر ضد الأغيار,الذين يحمون مصالحهم لتحقيق نجاحات جماعتهم الدينية او العرقية على حساب غيرهم أو بتجاهلهم,فالدين لم يكن غيبيا فقط,بل يوظف ما غيبي,لطمأنة المؤمنين به وحثهم على المزيد من العمل والإجتهادات الدنيوية لتحصيل المال والسلطة التي تسمح بمساعدة الغير,وقد ورد في الحديث,أقربكم من الله أنفعكم لعباده,الدين المعاملة كما ورد في الإسلام,وغيرها من الأحاديث الحاثة على استحضار خدمة المسلمين لبعضهم وأهاليهم,وحتى لا تتحول المصالح إلى معايير كلية,كان الغيب وسيلة لاختبار إيمانية الفرد,وحثه على الثقة في حسن المصير,وعلى أن أهمية الدنيا ليست في ذاتها,بل في كونها مدخلا للفوز بالآخرة.
2الدين والدولة
من الصعب على الدولة في العالم أن لا تتأثر بما هو اجتماعي,فهي حريصة على اختيار القوانين التي لا تتعارض مع رغبات مجتمعاتها,بل إنها حافظت على بعض القيم المتعارضة مع الدولة,فأسمتها قوانين العرف والتقاليد,وهي في مجملها ليست إلا ميولات تقليدية للمجتمعات العربية البدوية في عمقها المتحفظة على القوانين الوضعية كما تتخيلها في موروثها الشفاهي الأمي,ولأن الدين أكثر عمقا من التمثلات الفكرية للدولة نفسها ورجالاتها,فقد وجدت الدولة نفسها مرغمة على الإحتكام لما هو ديني ,لتشيد عليه مشروعيتها,وتحاسب بناء عليه كل التمردات باعتبارها كفرا,وتزاوج بين التهم السياسية والدينية,لتبدو العقوبة وكأنها قصاص رباني,وليس عقابا قانونيا مدنيا كما يحدث في الدول المتمدنة والحضارية في بنائها للدولة والقوانين المنظمة لوجود الناس وتحركاتهم داخل المدن والتجمعات التي ينتظمون فيها قضاء لحاجاتهم وتعبيرا عن أفكارهم وطموحاتهم.
باختصار مجتمعات مثل هذه كانت في حاجة لتحقيق وحدتها لأية ديانة,سواء كانت الإسلا م أو غير من الديانات الموحدة,وربما لهذه الأسباب كانت الديانة الإسلامية هي الوحيدة التي أسس نبيها عليه الصلاة والسلام,الدولة بعد الهجرة إلى المدينة,مما يعني أن الإسلام لا يمكنه أن يظل ديانة,فهو في نظر الكثير ممن يحسنون تأويل التاريخ الإسلام لا يقبل بأن يكون عقيدة فقط,إنه دين ودولة,وهذا ما يخيف الغرب منه أكثر من كل الديانات الموحدة الأخرى,لكن هل هذه حقيقة؟؟؟
3الإسلام والدولة
اعتبر الإسلام بعد الهجرة النبوية,سياسة لا يمكن أن تطبق إلا بوجود الدولة,أي الدولة الإسلامية,مما يفرضه ذلك من تدمير لبنى القبيلة والعشيرة ومختلف الروابط غير الدينية,فقد رفض النبي وأصحابه العيش في كنف السلطة المسيحية عند ملك الحبشة,ورفض التحول في الوقت نفسه إلى ملك على قريش وربما شبه الجزيرة العربية,أي رفض العيش في كنف سلطة موحدة,مسيحية,ورفض سلطة على كل القبائل,رغم وجود حديث قيل فيه,أن الله يهدي بالسلطان أكثر مما يهدي بالقرآن.
فكيف يرفض النبي السلطة ,التي كانت ستجنب أصحابه وهو نفسه الكثير من المحن والمعاناة التي تعرضوا لها عن طريق وثنيي قريش وحلفائها وأعيانها؟؟؟
إن السلطة الإسلامية أساسها أن تكون سلطة على المؤمنين,المسلميم,هذا هو سر تداخل الإسلام بالسلطة من جهة والمجتمعات العربية الإسلامية من جهة أخرى,وهو مبرر للبحث في تاريخ الإسلام,والتنقيب في الموروث الديني المحتكر بالسعودية في غار حراء والمناطق المجاورة له,إضافة لما تزخر به المدينة من وثائق دالة على المرحلة الإسلامية وحتى على قبلها من المراحل,حيث عرف عن العرب المسيحييين عادة التدوين وكذلك اليهود العرب,فهناك مخزون من المعارف والكتابات مضمرة بخلفيات سياسية وعقدية ضيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام دين سلطة أم مجتمع
محمد الخلف ( 2012 / 8 / 7 - 14:06 )
تقول أن الاسلام دمر القبيلة والعشيرة ، أقول أن ماتقوله يثير الضحك عندما تحاول استغباء القاريْ، واضح إنك تقرأ سطر وتترك أسطر عند قراءتك لتاريخ الدولة الاسلامية ، تحياتي

اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم