الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و ماذا بعد ؟؟؟ قطرات من دم مسفوك غدرا

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2012 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


و ماذا بعد ؟؟؟
القلوب التي انفطرت على أحزان لم تعشها مصر من قبل .. العيون التي تبكي دماءً على ورود تم قطفها قبل الأوان و على شباب قدموا حياتهم للوطن ليعيش أبنائه في الداخل في أمن و سلام ..
القلوب تبكي و العيون تنزف لم يقترب منها هاجس النوم كلما تذكرت تلك الأرواح التي اغتالتها يد الارهاب في ساعة فطر تتجه في العيون للسماء لتدعو بدعاء الصائم .. اللهم لك صمنا و بنعمك افطرنا و ابتلت العروق بالدماء لا بالماء و مخالب الغدر لم تمهلها حتى أن تتجرع جرعة ماء تطفىء عطش الصوم فكان الدم سباق لحلوقهم
ماذا بعد يا كل هؤلاء يا من تتربعون على عروش خاوية ؟؟؟
يا من أصبح كل همكم الآن من يجلس و من يقف في انتظار دوره من لعبة الكراسي التي تتنافسون عليها تاركين أمن البلاد في الداخل و الخارج نهبا لعصابات الموت و في النهاية الحل الأقرب و الدائم هو الطرف الثالث و الفلول و أصحاب الفتنة و طبعا اسرائيل
الشعب منقسم ما بين مؤيد للرئيس و مدافع عنه و عن موقفه بأي وسيلة كانت و بأي ثمن يكون حتى لو كان دماء الأطهار الأبرياء
و النصف الآخر يلعن هذا اليوم الذي تولى فيه الأخوان مصير أمة أطبق الظلام ليس على بيوتها و شوارعها و حسب بل على عقولها أولا
اللعنات الآن تصب على رؤوس المجلس العسكري و تجعل منه المسؤول الوحيد لما حدث و يرمي بشرر القبيح من اللفظ و الفعل على كل من يدافع عنه متناسين أن هناك الآن شريك له في الحكم بل شركاء متعددون فحكم مصر لم يعد موحِدا كما كان قبلا
إليكم جميعا يا من بثثتم روح الانقسام و الفتنة في روح أمة إمتد تاريخها لحضارة آلاف السنوات لم ينقطع عنها نور العلم يوما إلا بعد أن خيم الجهل عليها لسنوات و لا يزال
يا كل هؤلاء ليجيب أحدكم ما معنى أن يتوافق هذا الحادث مع الإفراج الرئاسي عن أخطر المعتقلين السياسين و الجهاديين من سجون مصر ؟ ما معنى أن نطالب بالإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة و ضباطها المشاركين فيها فيتم الإفراج عن أعتى و أخطر مجرمي الإرهاب الدوليين ؟ما معنى أن يتوافق هذا مع زيارات القيادات الفلسطينية للبلاد ؟ و فتح المعابر بلا رقيب و بلا حدود ليدخل منها من يشاء و يُدخل معه ما يشاء و يخرج منها بما يشاء ؟ ما معنى أن يتوافق هذا الحادث مع كل ما يحدث بالداخل من زعزعة للأمن و الذعر و البلطجة الدينية التي أصبحت سمة الشارع المصري ؟ ما معنى أن يتوافق هذا الحادث مع تفتيت للبنية التحية للبلاد و إهدار إمكاناتها و ثرواتها ؟ ما معنى أن نقوم نحن بثورة لكي يحصدها غيرنا و يجني ثمارها ؟
يا جميع هؤلاء انتبهوا فإن الشعب في وادٍ و المجلس العسكري في وادٍ آخر و الرئاسة بحكومتها ووزارتها في واد ثالث ألا من مكان يجمع تلك الأودية يا أهل العقل كفاكم تعليق أخطائكم على عدو لم يشغل باله يوما إلا بتثبيت أوتاده و تدعيم دولته فأصبح هو في مصاف الدول الأولى و لا نزال نحن نطارد الشباب في الميادين و الشوارع و نقطع آذانهم و نغتالهم علانية و جهارا في وضح النهار بحجة الدين و التأديب و الشريعة التي تتشدوقون بها على سيف الباطل ما أقبح عقولكم
تعلقون نتائج هذا الحادث الإرهابي البشع على شماعة العدو الأوحد رغم أن رائحة الآخرين من العملاء و ممن لهم مصالح أكيدة في حدوث زعزعة أمنية خارجية و داخلية للبلاد تظهر و بقوة أبحثوا عمن له مصلحة في هدم مصر من كل جانب و جرجرتها لحرب ليس هذا موعدها و تقديمها كبش فداء و تحطيمها سياسيا و عسكريا و اجتماعيا
لا أحد يزايد على دور مصر في القضية الفلسطينية و ما قدمناه من أجل فلسطين و ما تحمله المصريون من أجل القضية و لكن هنا وقفة مهمة هناك فرق كبير بين الشعب و بين حكامه و موقف الحاكم ليس بالضرورة أن يتوافق مع موقف الشعب ،، عندما ننفي أن يكون للفلسطينين يدا و دورا فيما حدث لجنودنا الشهداء فهذا لا ينفي أبدا تورط قيادتها ضمن من تضامنوا كي يوقعوا بهذه البلاد العظيمة في هاوية لا قرار لها و المستفيد هنا ليس وحده العدو الاسرائيلي الذي يسعى بكل ما لديه من قوة ليحافظ على معاهدة كامب ديفيد حتى يضمن السلامة من اتجاه مصر لكن من يحاول أن يجر مصر و بأي شكل إلى التورط في حرب ضد اسرائيل و مصر بحالتها التي هي فيها الآن بعد أن عم الظلام و خيم عليها هل يمكن أن تنزلق في هذا الفخ المدبر لها بعناية ؟
التعاون الواضح بين الاخوان و بين حماس لا أحد ينكره و لا أحد يستطيع اخفائه أو حتى التنكر له و إلا ما معنى خروج أفراد حماس بالتوازي مع خروج قيادات الاخوان من معتقالاتهم حين تم فتح المعتقلات و السجون المصرية وقت الثورة ؟ و هذا الاستقبال الرئاسي الحافل لقياداتهم حين قامت بزيارة للبلاد ؟ بل و دعوتهم الشبه رسمية للرئيس المصري و الاخوان لتبادل الزيارات
الجميع مدان و لا يد بعيدة عما حدث دماء الأطهار من شباب أمتنا عالقة في أيديكم جميعا يا من تتباحثون و تجتمعون و تقتسمون جثة البلاد فيما بينكم .. من أجل ماذا تبيعون الوطن ؟ من أجل ماذا تسفكون دمائنا ؟ من أجل ماذا تكذبون على شعب ارتضاكم قائمين عليه ؟
لعنة الله على كل من تسبب في سفك دم طاهر برىء و دماء المصريين لن تكون أبدا بلا مقابل و رخيصة كما يظنون
لك الله يا مصر العلا و لكن شمسك أبدا لن تنطفىء و لطالما كنتِ يا سيناء مقبرة الغزاة و على أرضك تحطم كبرياء أعدائك و ظللتِ أنتِ حافظة للدم المصري في جوف صخرك الذي يبدو أشد حرصا على أبنائك فلا يفرط في قطرة دم منهم و سيحتفظ بها ليوم يبعثون
حفظ الله مصر وترابها الأغلى
عايده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهداء ابطال مصر
د/ ياسر النادي ( 2012 / 8 / 8 - 22:18 )
على كل من تلطخت يده بدماء المصريين أن يدفع ثمن هذا الدم الغالي و لن يهدر دماء شهدائنا هباء و الجميع يبحث عن مبرر و عن أحد يتحمل عنه ما حدث مهزلة تاريخية تتكرر لأنه لا رادع لهم و الجميع مدان و تحت طائلة الذنب قرات هنا صرخة قوية تمزق الذهول الذي اصابنا جميعا شكرا لك الكاتبة على هذه الصرخة الجريئة


2 - كل الشكر لك
صادق احمد علي ( 2012 / 8 / 11 - 16:13 )
كل الشكر لك على كل حرف نطقت به اختنا لقد ذكرت ما في نفوسنا و ما ننطق به في جلساتنا نعم الجميع مشترك و دماء الابرياء تطالب بثأرها و الآن قبل أن يتحول الأمر إلى أمر واقع و حال لا يتغير
كل الشكر لك اختنا عايده البدر

اخر الافلام

.. ذوبان تمثال شمعي لأبراهام لينكولن بسبب الحرارة الشديدة


.. ميقاتي: المدخل لعودة الهدوء إلى الجنوب يتمثل في وقف العدوان




.. إدارة جامعة أكسفورد البريطانية تسيّج محيط مخيم التضامن مع غز


.. فلسطينية تودع زوجها الذي استشهد في قصف إسرائيلي على غزة




.. أخصائي جراحة الأسنان خيام مقداد: تجديد الأسنان المفقودة من خ