الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقفون ضمير الأمة

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


المثقفون ضمير الأمة
تعتمد الأمم في ترسيخ مبادئها والانطلاق في ازدهارها على المفكرين والعلماء والادباء والذين نطلق عليهم اصطلاح المثقفين, وتكون للمثقف نظرة ثاقبة في تحليل الامور وتوقع نتائجها معتمدا على التراكم المعرفي الذي تكون لديه نتيجة البحث والدراسة والاطلاع على التجارب السابقة في مجاله وعلى الملكة الحسية العالية التي حباه الله تعالى بها وبذلك يكون في كثير من الاحيان سابقا لعصره, ولذلك أغلب المثقفين من علماء ومفكرين وادباء عانوا الكثير بسبب تصادم ارائهم ومكتشفاتهم مع الفكر والمعلومة السائدة في مجتمعاتهم, فمنهم من قتل أو أحرق ومنهم من سجن ومنهم من نفي ومنهم من احرقت كتبه ولا يزالون يعانون الى يومنا هذا. وهناك علاقة جدلية بين المثقف والمجتع والحاكم فاذا اخذ المثقف دوره كاملا في المجتمع وثبت دعائم الاخلاق والعدل والمساوات صلح عند ذاك المجتمع وتطور وانتج حكام عدول وبالعكس اذا اضطهد الحاكم المثقفين تخلف المجتمع, ولنا تجربة في العراق ما بين القرن الرابع الهجري حيث اعطي للعلماء والمفكرين دور في حياة الامة فازدهر المجتمع, وبين اضطهاد صدام حسين للمثقفين مما ادى الى تخلف المجتمع. ومن هنا ادركت المجتمعات والنظم الديمقراطية اهمية اشراك المثقفين في جميع المجالات في ادارة الدولة, ولتطبيق ذلك أوجد الحكم الديمقراطي منصب المستشار للرئاسات والوزراء على ان يعطى هذا المنصب للمثقف الخبير في مجال اختصاصه. ولكن في ديقراطيات عالمنا العربي لا يعين المستشار على أساس معيار العلم والمعرفة في المجال المطلوب وانما تدخل معايير الحزبية والقومية والدين والطائفة والمحسوبية والمنسوبية, ولذلك نرى ساستنا , في كثير من الاحيان, لا يتخذون القرارات الواجب اتخاذها في مواقف مصيرية مما ينعكس سلبا على المجتمع والبلد.
من ناحية اخرى هناك فئة ( كالمثقفين) كما يسميهم الاستاذ عبد الرحمن طهمازي وهم كثر هذه الايام , لديهم قدرة الكتابة والبحث ولكنها من جهة غير دقيقة ومن جهة اخرى لا تدعم استقرار وامن المجتمع ومن جهة ثالثة منقادة لهذا أو لذاك ومن جهة رابعة تدخل في تعصب شوفيني أو طائفي, وبذلك يكون هؤلاء بلاء على المجتمع وعلى العملية الديقراطية التي يتنعمون بحرية ابداء الرأي في ظلها.
وهنا دعوة الى المثقفين الحقيقيين للعمل الجاد على ملئ الساحة الثقافية بما يخدم ترسيخ العلم والمعرفة واشاعة روح التسامح والاخاء والمساواة في المجتمع, وكذلك دعوة الى الحكومات الديمقراطية للاهتمام بالمثقفين الحقيقيين واعطائهم المكانة التي تليق بهم واختيار المستشارين من بينهم.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح