الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا لكامرة الهاشمي الخفية

حسين علي الحمداني

2012 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


عندما شاهدت كما شاهد الكثير من العراقيين الكامرة الخفية التي نصبت في مكتب طارق الهاشمي، قلت الله يساعد قادة البلد الذين جلسوا في هذا المكتب وتحدثوا بأسرار وربما تجاوز بعضهم حدود اللياقة أو أفضى بأسرار هنا وهناك،لا أدري لماذا كنت مشفق لأول مرة في حياتي على هؤلاء الساسة الذي أخذوا على حين غرة من قبل شخص يفترض إنه موثوق من قبلهم،ولكن على ما يبدو بأن الثقة باتت معدومة في زمن الكاميرات الخفية .
التسجيلات المصورة التي عثر عليها في مكتب طارق الهاشمي الذي لازال يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في العراق رغم إقامته الدائمة في إسطنبول ، تسجيلات مصورة لشخصيات سياسية عراقية تثير شهية وسائل الإعلام ومن الطبيعي أن تثير شهيتها لأنها بالأساس وسائل إعلام وهذه مهنتها،ولكن هذه التسجيلات تكشف بشكل آخر الأساليب الملتوية التي يمارسها البعض ليس مع خصومه فقط بل حتى مع شركائه في ذات القائمة الانتخابية الواحدة،وهو أسلوب ليس بالجديد لأنه ينتمي للمدرسة العربية المخابراتية في الحكم التي عادة ما تسجل النقاط على الآخرين وتستخدم ذلك في أوقات مناسبة لها ولأهداف معروفة من جهة ومن جهة ثانية تشعر هي الجهات بأنها تمتلك أوراق من الصعب تجاهلها من الطرف الآخر والتاريخ العربي يحتفظ في أرشيفه الكثير من هذه الحوادث التي أنتشرت في زمن عبد الناصر وتوارثها الآخرين عنه، وهو أسلوب مخابراتي محترف يؤكد لنا بأن السيد الهاشمي يفضله حتى مع أقرب حلفاءه السياسيين.
والغريب بأن القائمة العراقية التي ينتمي إليها الهاشمي وعلاوي والنجيفي قد أدانت تسريب شرائط مسجلة بكاميرات خفية وجدت بمكتب طارق الهاشمي، وفي حين أكدت أن أجهزة أمنية سربت تلك الشرائط "للتسقيط السياسي والشعبي"، اتهمت وسائل الإعلام باستغلالها "لإغراض سياسية مدفوعة الثمن".
والاستغراب هنا يكمن بأن القائمة العراقية تندد بالتسريب وليس بجوهر التصوير، تندد برد الفعل لا بالفعل نفسه، كان الأجدر بها أولا أن تدين من قام بعملية التصوير هذه ، هل يمكن لنا أن ندين طفلا صغيرا نضع بين يديه مسدسا محشوا وجاهز للإطلاق ؟ أم ندين من سلمه المسدس وسحب الإطلاقة وقال له أضرب؟
وسائل الإعلام غير ملامة ، اللوم كل اللوم على من أمر بالتصوير وأحتفظ به ، فإذا كان الهاشمي يتعامل هكذا مع حلفائه في القائمة الواحدة ، فكيف إذن كان يتعامل مع الآخرين ؟ لسنا هنا بصدد محاكمة الهاشمي الذي يحاكم غيابيا ، لكننا أمام حالة تتطلب معالجة صحيحة ،وإن أسلوب معالجة الأخطاء لدى البعض يتم هو الآخر بطريقة خاطئة للغاية، التسجيلات المعروضة لا شائبة في مصداقيتها،ومن صورها رجل من قادة العراقية،والعراقية لازالت من أشد المدافعين عنه في التهم الموجه ضده من قبل القضاء العراقي ،كان الأجدر إدانة تصرف الهاشمي وقيامه بتصوير زائريه وأحاديثهم ونحن لا نستبعد بأن الهاشمي ربما كان يجر زائريه للحديث في مواضيع يريدها هو لا هم من أجل إنجاح التصوير بالطريقة التي تتاسب وما يهدف إليه الهاشمي.فالفلم لم يكن مفبركا كما أدغى البعض ، وإذا كان ثمة متآمر فليس هو بعارض الفلم بل من قام بتصويره وكان بإمكانه أن يدمره في اللحظة التي يريدها ولا يحتفظ به إلا إذا كانت له مآرب أخرى ، وأعتقد بأن الوقت لم يسعف الهاشمي لأن يستخدم هذه الأفلام ضد شركائه في القائمة العراقية لأنه منحنا نحن الشعب العراقي فرصة أن نسمع ما يدور في أحاديث البعض وشكرا للكامرة الخفية التي جعلتنا نكتشف بأننا سذج جدا في رؤيتنا لقادة البلد الذين يتآمر كل منهم على الآخر وجميعهم يتآمرون علينا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى صحة وضع الثوم بالفريزر؟ ومتى يجب التخلص منه؟


.. رحيل عموتة عن تدريب منتخب الأردن.. لماذا ترك -النشامى- وهو ف




.. حرب الجبهتين.. الاغتيالات الإسرائيلية | #غرفة_الأخبار


.. ما دلالة غياب اللاعبين البرازيليين في الدوري السعودي عن -كوب




.. حزب الله يهدد إسرائيل.. من شمالها إلى جنوبها