الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال : تهويد القدس والأقصى في إعلانات ومعطيات الكيان الصهيوني

عليان عليان

2012 / 8 / 8
القضية الفلسطينية



تحمل لنا وسائل الإعلام بشكل يومي ومتصل تقريباً أنباءً مفزعة تتصل بالأشواط التي قطعها العدو الصهيوني في تهويد مدينة القدس على الصعيد الاستيطاني والديمغرافي ، وعلى صعيد تزوير الثقافة والتاريخ الثقافي للمدينة ، لكن الخطوات الأهم والأخطر تلك التي لم يفصح عنها العدو الصهيوني سابقاً والتي تتعلق بالمسجد الأقصى ، وذلك بانتظار اللحظة السياسية المناسبة ، وبدأ بالإفصاح عنها قبل أيام.
وأبرز خبرين مرا مرور الكرام بدون أدنى ردة فعل عربية رسمية وفلسطينية هما :

أولاً : ما كشفت عنه وزارة الداخلية الإسرائيلية مؤخراً عن معطيات ومعلومات في أن نسبة المستوطنين اليهود في الضفة والقدس المحتلتين ارتفعت حوالي 4,5 في المائة وتجاوزت 650 ألفاً بينهم 350 ألفاً و 143 مستوطناً في الضفة الغربية و ( 300 ) ألف مستوطن في مستوطنات القدس الشرقية.

وقارنت وزارة داخلية العدو الصهيوني بين الأرقام الراهنة لأعداد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس ، بأعدادهم عند توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993 مشيرةً إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس لم يتجاوز آنذاك 110 آلاف مستوطن .

وهذه المعطيات تعني ما يلي:

1- أن عدد المستوطنين تضاعف أكثر من ست مرات عما كان عليه عام 1993 .

2- أن عدد المستوطنين في المستوطنات ألمزروعة في الضفة الغربية ومحافظة القدس ( 144 مستوطنة) تضاعف في ظل اتفاقات أوسلو وخارطة الطريق وأنابوليس وغيرها من المسميات ، وأن هذه الاتفاقات والمفاوضات شكلت غطاءً سياسياً كبيراً للاستيطان.

3- أن الطريق في ضوء استمرار نهج التسوية الراهن سيكون مفتوحا أمام مخطط العدو ، بزيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس إلى مليون مستوطن خلال السنوات الأربع المقبلة.

4- أننا لم نعد أمام تهويد القدس ومحيطها ( 26 مستوطنة ) بل أمام تهويد مساحات واسعة من الضفة الغربية ، خاصة بعد إقامة جدار الضم والتهجير العنصري ، الذي تكفل وفقاً للمخططات الإسرائيلية بضم كافة المستوطنات في الضفة الغربية والقدس ( لإسرائيل ) وإخراج عدد من الضواحي والقرى من خريطة القدس وبالتالي المصادرة على أية إمكانية لقيام الدولة الفلسطينية وإمكانية أن تكون القدس عاصمة ً لها.

قد يجادل البعض بالقول أن الاستيطان يدخل في سياق المرتكزات الرئيسية للإستراتيجية الصهيونية ، وأن لا علاقة لأوسلو والمفاوضات بتسريع ونيرة الاستيطان.

صحيح أن الاستيطان ركيزة أساسية في المشروع الصهيوني والصحيح أيضاً أن العدو – وحتى يتجنب العزلة والانتقادات الدولية وقرارات مجلس الأمن التي تدين الاستيطان – يختار اللحظة السياسية المناسبة لتكثيف الاستيطان المستوطنين ، وهذه اللحظة لاحت منذ توقيع اتفاقات أوسلو .
فحكومات العدو الصهيوني ومنذ توقيع اتفاقات أوسلو لم تتوقف عن مصادرة الأرض والاستيطان ، وتهويد القدس وباتت مطمئنةً بعدم حصول إدانة (لإسرائيل ) في مجلس الأمن ، لأن المرجعية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي غدت المفاوضات نفسها وليس الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ناهيك أن البند الخاص بالاستيطان في اتفاقات أوسلو لم يجر ربطه بقرارات مجلس الأمن ، التي تعتبر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بما فيها القدس غير شرعي ويجب إزالته.

ثانياً: الأنباء المتعلقة بخطط تهويد المسجد الأقصى ، فقد أعلن رئيس الائتلاف الحكومي الإسرائيلي عضو الكنيست عن حزب الليكود زئيف ألكين عن خطوة خطيرة وغير مسبوقة ، تقضي بتقاسم الأقصى زمنياً بين العرب المسلمين واليهود بحيث تحدد أيام خاصة لدخول اليهود فقط إلى الأقصى دونما العرب ، وأيام خاصة بدخول العرب المسلمين فقط ، ما يعني أن تهويد الأقصى وساحاته دخل مراحل متقدمة .

وقد سبق هذا الإعلان إعلان آخر صادر عن مستشار ما يسمى ببلدية القدس الموحدة ، حول توجه البلدية لاعتبار ساحات المسجد الأقصى ساحات عامة ، شأنها شأن ساحات أو أماكن عامة في القدس لا يوجد أي حظر على التواجد فيها أو زيارتها.

هذه التصريحات هي بمثابة بالونات اختبار لردة الفعل الرسمية العربية والفلسطينية فإذا كان الرد الفلسطيني والعربي بحجم هذا التحدي فسيعمل العدو على تأجيل مشروعه التهويدي للأقصى ، وإذا كان الرد باهتاً وضعيفاً فإنه سيطبق على المسجد الأقصى ما سبق وأن طبقه على الحرم الإبراهيمي في الخليل ، أي تقسيمه لاحقاً بين العرب المسلمين واليهود ، كمقدمة لهدمه وبناء الهيكل المزعوم وتوابعه مكانه وفي ساحاته.


وتأتي هذه التصريحات من قبل مسؤولي العدو الصهيوني بعد أن دخلت عملية تهويد المسجد الأقصى ، مرحلة جد خطيرة في ضوء بلوغ الحفريات تحته نقاطاً خطيرة ، أسفرت عن تفريغ وتجويف الأرض من تحته بحيث بات مهدداً بالانهيار.

وهذا الخطر الذي يتهدد الأقصى يستدعي استنهاض كافة أشكال المقاومة ، ويستدعي أيضا تحركاً فلسطينياً وعربيا على المستوى الاقليمي والدولي لإفشال مخططات العدو بشأنه وبشأن الاستمرار في تهويد القدس – التي سبق لعلماء آثار إسرائيليين أن أكدوا عدم وجود أي دليل يثبت تواجد اليهود تاريخياً فيها – بما يفتح الباب لقراءة نظرية فاضل الربيعي حول القدس بشكل جدلي ومعمق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم