الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولمبياد لندن : ميدالية من الخشب للرياضة العراقية

جاسم محمد كاظم

2012 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يشابه اسم الرياضة الاولمبية العراقية إلى حد كثير عنوان كبير يسمى الإمبراطورية الرومانية المقدسة لان هذا المسمى الفارغ لم يكن بالأساس إمبراطورية ولا رومانية وبالتالي لم تكن مقدسة .
والرياضة الاولمبية العراقية بقيت حالها حال المشاهد البسيط يسترق النظر بعيونها المليئة بالتراخوما من شاشات الفضائيات ذات النقل المباشر والمعاد تشاهد أبطال العالم في بلد الضباب يعلقون ميداليات الفوز بعيون تضحك بدموع النصر .
لا يعرف التاريخ الاولمبي أبدا مسمى عراقي دخل تاريخه ولم تتشرف سماء الاولمبياد برفعة علم ميسوبوتاميا في أجوائها إلا بيوم برونزي يتيم حققه الرباع عبد الواحد عزيز أيام الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم باولمبياد روما 1960 .
ومن ذلك التاريخ المنسي إلى مسار هذه اللحظة بقيت الرياضة العراقية بكل طبولها المقرعة ودعايتها الفارغة بألعابها الفردية والجماعية مصابة بالشلل الرعاشي لا تستطيع عضلاتها الواهنة مجاراة الأقوياء من دول لا تتملك نصف أو ربع ميزانية نفط ميسوبوتاميا الدافق .
والذي يريد تحليل الأسباب وفك غموض هذا اللغز المحير لكي يصل بالتالي إلى نقاط الاستنتاج الرئيسية ومعرفة الأسباب يجد إمامة جبال من العوائق الهائلة.
وصلت الرياضة العراقية إلى أوج قمتها بعصرها الذهبي للفترة الزمنية (1978- 1990) ودخل منتخبها الاولمبي أجواء موسكو 1980 بالتزكية رغم خسارته أمام الكويت في المباراة الحاسمة بعد مقاطعة دول حلف الناتو بزعامة أميركا للدورة بعد غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان .
تخطى المنتخب العراقي منتخب فنلندا وكوستاريكا بإقدام فلاح حسن وتعادل مع يوغسلافيا ووصل إلى الدور الثاني وخرج برباعية ثقيلة من ألمانيا الشرقية ولم تحقق الألعاب الفردية شيئا بعد أن ضاع رباعوا ميسوبوتاميا أمام رباعي الكتلة الشرقية وعادت البعثة الرياضة آنذاك بخفي حنين وتكرر الأمر باسوا منة في اولمبياد لوس انجلوس حتى بعد مقاطعة الكتلة الشرقية وإبطالها لهذه الدورة وخرجت الكرة العراقية مهزومة من قبل الأسود الكاميرونية قبل أن تطحنها الماكينة اليوغسلافية بالرباعية ولم تستطع القبضات العراقية من اختراق حصون القبضات الكوبية والأميركية لتخرج مهزومة بالقاضية إمام أبطال العالم لتعود الرياضة العراقية بعد ذلك بأربع سنوات بدعاية هائلة يوم وطئت أقدامها ارض سيئول ووصل الأمر بحماس الجمهور والأعلام إلى إجراء استفتاء على صفحات مجلة " ألف باء " توقع فيه القراء بنسبة 60 % أن يصل المنتخب الاولمبي العراقي بكرة القدم إلى المباراة النهائية وتوقعت كل المجلات الرياضية برؤساء تحريرها أن تحرز الرياضة العراقية المتمثلة برفع الأثقال . الملاكمة .المصارعة أوسمة فضية على اقل تقدير بدورة اجتمع فيها "الناتو " وحلف وارشوا " لأول مرة بعد 18 عشر سنة من القطيعة .
ولم تكن سيئول بأحسن من سابقاتها بعد أن خرجت كرة بلاد الرافدين من الدور الأول متبوعة بالملاكمة والمصارعة لتضيع الرياضة العراقية تماما بعد كارثة الكويت بزمن استمر حتى هذه اللحظة .
رياضة اليوم أصبحت بضاعة تنتج أبطالها مصانع عملاقة تعتمد على تقدم التكنولوجيا الهائلة دائمة التحسين وهي بالتالي ناتج من نواتج هذا التقدم وهذا ما ظهر جليا عبر اولمبياد لندن حيث نالت الدول المتقدمة تقنيا وتكنولوجيا كل ميداليات المعدن النفيس واحتكرت أقدام أبطال هذه الدول منصات التتويج .
لذلك فان أول استنتاج يطرح نفسه بقوة ليس هناك رياضة بدون تقدم تقني هائل في كل مجالات الحياة يتبع باستكشاف حقيقي للمهارات والمواهب بعيدا عن روح المحسوبيات والوصوليات المقيتة والولاء السياسي للايدولوجيا لذلك فان أمام رياضة ميسوبوتاميا شوطا طويلا قد يكون محسوبا بالعقود الزمنية أن لم يكن بالقرون في بلد بدائي الفكر والممارسة يفتقر إلى كهرباء القرن الثامن عشر وتفتقد أرضة لغة البضاعة ودوران المصانع قبل أن تسمع آذاننا من جديد ترنيمة الرائعة "هيفاء حسين " وهي تتغنى بأبو جاسم بصوتها الساحر:
" العب يحبيبي تمرن ..العب عل الطوبة تفنن "
"يعجبني أشوفك لاعب ... اسمك يملي الملاعب "
بعد أن غادرنا أبو جاسم بغير رجعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ جاسم محمد كاظم المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 8 / 8 - 05:03 )
http://www.kalemasawaa.com/vb/t8048.html

أرجو أن تتفضل بمشاهدة هذا الرابط لتعلم أنه من الصعب جداً أن تقوم قائمة للرياضة في بلادنا . الرابط أرسله الأستاذ فادي يوسف الجبلي المحترم
ولم يدهشني في الرابط سوى استنكار أن يفطر الصائم في رمضان لأنه يمارس الرياضة فيستغرب المفتي غباء هذه الفتوى لأنه المسلمين في غزوة بدر لم يفطروا
واستغرابي جاء لأني أعلم أن الصائم بإمكانه التعويض في أيام أخرى ، أو بإطعام المساكين.. فما المشكلة ؟
شكراً وتفضل احترامي


2 - الأخت العزيزة ليندا فائق الاحترام
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 8 / 8 - 09:10 )
أشكرك جدا على هذا الرابط الذي يؤكد بدائية التفكير والممارسة في بلد تقول عنة كتب التاريخ بأنة شهد ظهور الخط والكتابة وان الرياضة فيه عند السومريين سبقت رياضة اولمب أثينا وابطالة . خالص التحية والامتنان

اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها