الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات فى مجزرة رفح 2012

سيد يوسف

2012 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تأملات فى مجزرة رفح 2012
سيد يوسف

كنت حريصا على ألا أخوض فى أمر لا تتضح لى معالمه فلدى نقص حاد فى المعلومات حول تلك المجزرة وهذا النقص ليس مرده قلة المتابعة كلا كلا، وإنما مرده صمت مؤسساتنا الرسمية فى مقابل أننا لا نثق تماما فى تصريحات الكيان الصهيونى الذى ظل هو مصدر المعلومات حتى كتابة هذه السطور، ومن ثم كانت الظنون تذهب بالمرء وتجيء دون دليل.

على كل حال هناك عدة اعتبارات وتأملات أدعو الناس والفاقهين تحديدا إلى التأمل فيها وبهدوء شديد:

1/ أرجو ألا نتناسى فى خضم أحداثنا العاجلة هذى قضايانا الرئيسة: الإصلاح السياسى، وتطهير المؤسسات من الفساد فقد بدأ هذا النسيان يسحب علينا ذيله قليلا قليلا وشغلنا بتفاهات لا يمكن أن ينهض بها وطن كحضور جنازة من عدمه وبما يهرفه إعلام الفلول لا سيما مهرج قناة الفراعين.

2/ أرجو ألا نتسرع فى إلقاء التهم شمالا ويمينا لا سيما أن الذى يملك الإعلام يستطيع أن يوجه الجماهير بعيدا عن قضاياها الأساسية فالإعلام آلة ضخمة يسيرها أصحاب مصالح خاصة.

3/ لا يجعلن أحد من نفسه آلة تبرير لا عقل له ينطلق لسانه مبررا كل ما يمس الرئاسة بشىء فالرئيس بشر يخطئ ويصيب وليس معقولا أن تكون جميع تصرفاته وقراراته - إن كان ثمة قرارات - حكيمة، وفى المقابل لا يجعلن أحد من نفسه بوقا للشتائم والانتقاص لمجرد انه لم ينتخب الرئيس ولا ولم يكن يريده أو لخصومة بينه وبين التيار الدينى.

4/ اتخاذ سياسات جادة وصريحة وصارمة لمنع تكرار تلك الاعتداءات صار أمرا واجبا والتقصير فيه خيانة للوطن ولدم الشهداء.

5/ابحث عن المستفيد تعرف القاتل...والمستفيدون كثر سواء فى الداخل أو فى الخارج...وبعضنا يعرفهم لكننا لا نريد لعقولنا أن تصدق ذلك وابحثوا عمن يكبل الدولة أن تنهض من كبوتها تعرفوا الداخل المستفيد... ابحثوا عن مصائبنا التى لم تأت بعد فى قنوات الفلول ولدى مهرجى تلك القنوات :مهرج قناة الفراعين نموذجا..ولا تسخروا فالأغبياء وورثة مبارك من العسكر والقضاة ورجال الأعمال بعضهم لبعض حائط صد.

6/ أولو تأكدنا أن الكيان الصهيونى وراء حادث رفح فهل سنعلن ذلك؟! هل سيكون لنا رد فعل شبه محترم يحفظ كرامتنا وسيادتنا؟! الشفافية أداة للشعوب المحترمة والحكومات المخلصة وهو سلاح يمكن أن يستعين به الحاكم ضد خصومه ويا ليت قومى يعلمون.

7/ ما لم نستدرك أنفسنا ونواجه الحقائق ونحدد الفاعل دون طرمخة أو كذب أو لى للحقائق ستظل دماؤنا تنزف وكل يوم نودع شهيدا ...حولوا الحزن والغضب لثورة ضد حماة أمن الكيان الصهيونى ولا تصدقوا الكذبة الذين يخفون الحقائق دفاعا عن المجرم والقاتل الأصلى فإن صدقتموهم فانتظروا مزيدا من الدماء ولربما كان الدم القادم هو دمك أو دم ابنك ... إن الله أودع فينا عقولا لنفكر بها لا ليفكر لنا الكذبة نيابة عنا ثم يصدقهم بعضنا ببلاهة شديدة الغباوة...احجز مقعدك فإما بطلا مغوارا وإما مشاهدا جبانا كلسان حال القوم حين قالوا: " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون"!!!

8/ أرجو ألا نتبارى إلى تخمينات ما مسارعين إلى إلقاء الاتهامات دون دليل إن الإسلام علمنا أن نتثبت عند ورود الأخبار فقال: (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا
قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وإذا لم نتثبت فليس معنى هذا أن ننطلق وفق ما يرددون...إن مصالح الفلول وأعوانهم وأطماعهم لا تخفى علينا. وإننا إذ نشغل ذهننا بالبحث عن الجانى فالحق أن سبب ذلك: الانتقام من القتلة، ورد الكرامة، ومنع تكرار مثل ذلك من خلال ردع القتلة.

10/ الحمد لله...هذه الأحداث الجسام، وهذا المخاض، وهذى المواقف التى يميز الله بها الخبيث من الطيب تؤكد أن ثورتنا فى طريقها الصحيح وإن شابهها بعض الأخطاء... ستنجح ثورتنا رغم أنف ست طوائف كلهن أقذر من أختها ( الفلول وأغبياء القوم من غير الفلول/ العسكر/ الإعلام/ الصهاينة/ الغرب/ بعض ساسة العرب).

10/ من المؤكد تماما وبوضوح شديد وبلا جدال أن الشارع لا يعبر عنه الفيس بوك وتويتر وأن هؤلاء فى واد وهؤلاء فى واد آخر وانظروا إلى ملطمة تويتر لعدم حضور د. مرسى لجنازة شهدائنا إلا أن الإنصاف يقتضى القول إننى لست أتوقف عند ملطمة عدم حصور د. مرسى جنازة الشهداء فالعمل لهم ومنع تكرار ذلك أجدى ألف مرة من مجرد معنى رمزى لحضوره ... لكن هل رأينا منه تكريما لهم؟ أو سياسة لمنع تكرار اعتداء الصهاينة؟ أو تأديبا للفلول؟ أو حتى دفاعا عن هيبته أو هيبة منصبه؟؟ تساؤلات موجعة لكنها مجرد تساؤلات فلينصح محبو الرئيس بما يجب عليه من فعل وليفكر الذين آتاهم الله عقلا ليفكروا وليستقو الذين آتاهم الله سلطة بنزع صلاحياتهم قبل فوات الأوان والله من وراء الفلول محيط.
سيد يوسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24