الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاولمبياد الوجه الاخر للسياسة

محمود هادي الجواري

2012 / 8 / 8
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الاولمبياد الوجه الاخر لشكل الدولة السياسي...
الاولمبياد ،التجمع العالمي الكبير للسلام والمودة والتسامح ،، هذا من الجانب الانساني المشرف وبحق ولايمكن لنا ان نقول خلافا للحقائق التي نراها باعيننا ، ولكن في ذات الوقت انه صراع سلمي سياسي عنيف و مرير واثبات وجود ايضا لنيل مرتبة من مراتب الشرف ،، فالفوز فيه يعني ايضا الكثير ولربما يستطيع تغيير الكثير في هياة الدولة التي حققت الانتصار ، وكما في ذات الوقت يعني ايضا الكثير للدولة الي تلقت الهزيمة ، ففي كلا الحالتين هو بيان واضح وصريح الى شكل و حال الدول المتبارية من النواحي التنظيمية والتعبوية الميدانية واللوجستية، ناهيك عن الستراتيجية والتكتيك والتكنيك ،،كل من المفردات الذكورة تجد لها دورا وموقعا مؤثراوبقوة في تلك الفعاليات الكونية ، وهنا تندرج تحت هذا العنوان عناوين كثيرة لها تماس مع واقع الدولة التي هي عليه ومديات حراكها الضميري والمعنوي وحتى الوجاهي ،، وهذا ايضا مدعاة للتباهي والتفاخر وفي الاخرهو جلب الفرحة والسعادة ويدخلها الى قلوب المواطنين المنتمين لتلك الدولة او حتى من المتعاطفين مع الدول وان كانت تعيش تحت مستوى خطر الفقر فانها ستجد من يناصرها واعانتها احتراما لابطالها .. ولنا امثلة كثيرة ولكن لناخذ البعض من دول افريقيا التي لم يعرف سكانها ارتداء الملابس ، اصبحوا الان لهم مكانهم في المحافل العالميةواستطاعوا من بناء صرح حضاري لهم ، اذن الاولمبياد هي اداة كشف حقيقية لما تمتلكه الدول من الامكانات والطاقات البشرية وعلى مستويي الافراد كمواطنين فيها وكذلك دور الدولة في يوظيف تلك الطاقات ،..كذلك هي اعلان ايضا صريح عما تطمح الدول اليه او ما تعجز عن الوصول اليه في حال وجود الامكانات والظروف عند حجبها او اطلاقها ...نعم هناك تمنيات مشروعة للافراد ، ولكن ايضا هناك طموحات للدولة في وضع البرامج الفاعلة من اجل اللحاق بنظيراتها من الدول وعلى اقل تقدير .نلاحظ هنا مدى الفهم المشترك للمسؤولية الملقاة على عاتق المواطن كفرد وعلى عاتق الدولة كمنظمة لحياة الفرد في ظل الدولة التي يتمع مواطنها بنعمة السلطات الحاكمة او نقمتها ..العراق يعد من البلدان الغنية ، وعندما يقول احدنا ان راتب البرلماني كذا الف دولار ، الوزير ، رئيس المؤسسة، يتبادر الى ذهن المستمع لهذه الارقام الفلكية،، ان العراق بلد يعم فيه الرخاء الاقتصادي والرفاهيةويتعامل مع ارقى النظم الحضارية ، ولسبب بسيط هو ان العراق له حضور مشرف في التاريخ القديم ، وكذلك له خصوصية تميز بها وقبل ان تدرك البشرية معنى الحضارة .. اذن العراق كان اسما مجهولا ولكن عندما تقول وادي الرفدين سيعرفون وفي الحال الحضارات التي نشأت فيه ومنها البابلية والسومرية والاكدية انحدارا الى نهاية العصر المغولي ومن احتلاله من الدولة العثمانية .. واخيرا الاحتلال البريطاني الذي كان له الاثر المشهود في نفض الغبار عن الحضارة الذي طمرت ولقرون عديدة ،، ولم لم تكن الارض العراقية خزانة مليئة بالنفائس لاندثر اسم العراق واندرس ،،، ولكن وجود النعم جعلت انظار العالم تتجه صوب المنطقة برمتها ولكن من الذي يحرمنا من تلك النعم؟؟؟ يبدو ان الاهمية التي يتميز بها العراق عن سائر البلدان ،، جعلت من العراق ساحة للصراع بين الدول الطامعة في خيرات العراق هذا من جانب ، وكما ان ضعف العراق كان دائما بسبب الاحتراب والتناحر بين المتهالكين على حكم وباي ثمن ، فلما كان الغرب حريصا على مصاله اولا ،،فلابد له ان يجد ممن يسانده ويؤازره لتحقيق مصالح ومنافع متبادلة بين تضمن له البقاء العلني او المستتر ، وقد يذهب الغرب الى ابعد من ذلك فمشروع التحالف هو الاخر الضامن والكفيل في تنصيب اناس لهم ذات العيون التي ينظر من خلالها المحتل السري او العلني الى الشعوب التي انتابها الخمول الفكري والعقائدي فلا يستطيعوا من تحريك شئ في السكون .. يبقى السؤال هل ان اللحاق بالركب العالمي الجديد هو رهينة الوعي المجتمعي ام العقلية التي بمستطاعها نقل الانسان الى جادة التطور؟؟للاسف الشديد عندما يسئلك سائل عن جنسيتك وتجيب من العراق ،، يتركك السائل معتقدا انك تحمل قنبلة او سلاحا ،،، اذن كان لاثر الدكتاتورية والحروب والارهاب لها انعكاساتها السلبية على سمعة الوطن والمواطن وعلى حد سواء ..اذن العراق ذاع صيته بين الدول ليس على اساس الحضارة التي اسسها، ولكن كان الارهاب بديلا ..السؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا يخشى المسؤولون من العلماء والابطال والمفكرين والى غيرهم من اعمدة بناء الحضارة ،، اتذكر شيئا لربما يساعد القارئ على الاجابة ،، من عاش في الستينات من القرن المنصرم الا يتذكر ان الاطفال كانوا يقيمون المهرجانات الرياضية وكل في حارته ،، الم تنتج بطلا ليتبارى مع الفائز من الحارات الاخرى ، كل ذلك كان خارج اطار الدولة ويحدث وبشكل عفوي ،، فماذا حدث ،، اغاض هذا الموروث الجيد طاغية العراق واعتبره شذوذا في براءة الاطفال ،، فما كان منه الا ان يوقف ذلك الموروث ويزج بالاطفال الى التنظيم الحزبي ، والى خلق منظمات تعنى بتدريب الاطفال على القتال والبسهم الملابس الزيتونية التي عسكرت العقول قبل المواقع ..انطفأت جذوة الهوايات العفوية ، وسكنت الساحات التي كانت تعج بالفرق الرياضية الشبابية المتبارية وفي كل يوم حدث رياضي وفوز وخسارة .. من الجانب الاخر حتى الرياضة لم تسلم من العسكرة والحزبية ، وتارجحت الرياضة في العراق بين مناصرحزبي لا يدرك احتكر الميادين الرياضية واخر افنى عمره في االهواية والاحتراف ليجلس مستمعا الى ما ينصح به ذلك الحزبي القزم الصغير.. عشر من السنين العجاف ولم تشهد مدينتي بناء اي صرح رياضي ، واتذكر طفولتي المرة عندما كنت اسبح في جرف النهر واذا بقنينة محطمة تخترق قدمي .. تلون الماء باللون الاحمر ن واوشكت على الغرق ولكنني كنت انازع من اجل البقاء ،، اليوم اطفالي لا يجدوا مسبحا لا اولمبيا ولكن مسبح ليتعلم فيه الصغار السباحة الخشية من ذلك الحدث لا اريد ان استنسخها في اقدام اطفالي ،، اين نحن من المدنية كي اطالب المشاركة في الاولمبيادات ؟؟؟ساسة العراق وكما اسلفت يخشون من ينازعهم على ان يكون اسمه مرفوعا عاليا فوق اسماءهم .. فكم لنا من الابطال لا يرغبون بالعودة الى العراق ،، يعلمون ان اسماؤهم التي دوت في العالم ستصبح في العراق مغمورة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكراً صديقي العزيز
نبيل عبد الأمير الربيعي ( 2012 / 8 / 8 - 18:58 )
شكراً استاذ محمود الجواري لهذه المقالة الرائعة والتي اخذتني لرياضة الاحياء الشعبية والاستعراضات المدرسية واهميتها لمدن العراق هذه من ذاكرة المدينة


2 - سيدي الشكر موصول لك اولا
محمود هادي الجواري ( 2012 / 8 / 8 - 20:12 )
سيدي الفاضل الاستاذ نبيل ،، قبل كل شئ او ان اشكرك على استجابتك السريعة للتواصل معي على هذا المحور الانساني الذي يعبد لنا الطرقات لنصل الى بعضنا البعض بيسرانني أتالم وبشدة لغياب اغلب موروثاتنا الانسانية ليس لما لها من هيمنة على الماضي ولكن كانت وبحق عفوية ،، وفي ذات الوقت كنا لا نعرف الامراض التي نشهدها في ايامنا الحاضرة ،، للاسف نحن يجب علينا ان نبالغ في توعية الجيل الجديد الذي ولد ضعيفا ، مشوها وقلقنا ليس على انفسنا ، فحتما نحن راحلون عن هذه الدنيا .. ولكن جل قلقنا اننا نرى باعيننا مستقبل اجيالنا وهذا هو ليس من باب التشاؤم ولكن الشعور بالخوف والتوجس يدفعنا للبحث عن السبل الكفيلة التي تضمن لاطفالنا حياة مليئة بالوعي ، وبجميع تنوعاته واهمها البدنية والعقلية وكما يقول المثل العقل السليم في الجسم السليم . شكرا لك ثانية اخ نبيل مع احترامي.. اخوكم محمود هادي الجواري ... ...

اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم