الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزوة الإخوان لمصر

نسيم عبيد عوض

2012 / 8 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


قبل أن يغزو العرب مصر فى القرن السابع الميلادى - عام 641م- كتب عمر بن العاص للخليفة عمر بن الخطاب يصف فيه مصر المستحقة الغزو العربى الإسلامى(( اعلم ياأمير المؤمنين ان مصر تربة غراء ‘وشجرة خضراء ‘يخط وسطها النيل ‘مبارك الغدوات ‘ميمون الروحات ‘تجرى فيه الزيادة والنقص ‘كجرى الشمس والقمر ‘ وبينما مصر يا أمير المؤمنين لؤلؤة بيضاء فهى عنبرة سوداء ‘ وهى زمردة خضراء ‘ وإذا هى ديباجة رقشاء ‘فتبارك الله الفعال لما يشاء.)) وجاءه رد أمير المؤمنين فورا بعد أن كان معارضا غزو مصر فى البداية ((لله درك يا أبن العاص فلقد وصفت لى خبرا كأنى أشاهده .)) وهكذا إحتلت مصر من الغزاة العرب ‘بعد تسعة قرون من الإحتلال اليونانى والرومانى ‘ لتقع بقية حياتها وحتى يومنا محتلة ‘ ورغم تاريخ غزوها وإحتلالها لم يستطيع أى من القوى الأجنبية التى إحتلتها أن تغير من مصريتها ووحدة شعبها ‘والأهم وحدة أراضيها ‘ولم يستقطع شبر واحد من أرضها طوال العصور الماضية ‘ومنذ فجر التاريخ وليومنا ‘بقيت أرض مصر واحدة مهما إختلف القابع عليها .
جاء الغزاة العرب لمصر وأحتلوها ‘ولكن كان معهم كتابهم الذى يوصيهم خيرا بالقبط شعب مصر ‘ والذى ينكره بعض جهال التاريخ اليوم ‘ولكن الغزاة الجدد جماعة الإخوان المسلمين ليس فى كتابهم إلا ماكتبه حسن البنا أو سيد قطب وليس فيه أى إشارة لشعب مصر أو القبط أهل مصر الأصليين ‘ ولا حتى مصر كلها لها أهمية عندهم فالهوية لهم هو الإسلام بغض النظر عن الأرض ‘ فالقسم هو((الله غايتنا ‘الرسول قدوتنا ‘ القرآن دستورنا ‘ الجهاد سبيلنا ‘ الموت فى سبيل الله هو أسمى أمانينا.)) وبكل تحديد أقرها حسن البنا ((أن إسلام الإخوان المسلمين هو عقيدة وعبادة‘ وطن وجنسية ‘ روحانية وعمل ‘ مصحف وسيف.))
ولذلك عندما بدأت سياسة أميركا والدول الغربية فى التخطيط للربيع العربى ‘ والهدف منه تقسيم البلاد العربية على طريقة سايكس بيكو الذى قسم بلاد العرب الى دويلات صغيرة بعد الحرب العالمية ‘وحتى هذا لم يقترب لتقسيم مصر ‘ ولكن بيكو الحديث فى مخططه تقسيم مصر الى دويلات ثلاثة ‘ ولذلك كانت السياسة ألأمريكية والغربية واضحة منذ صعود نجم جماعة الإخوان المسلمين بعد خطفهم لثورة ميدان التحرير ‘ ومن اليوم الأول وخرج الرئيس الأميركى أوباما ووزيرة خارجيته علنا ‘ يؤيدون حكم الأخوان المسلمين ‘وساعدوا وخططوا ومولوا صعود الإخوان وها قد وصلوا الى رئاسة الجمهورية وبالتالى التحكم فى مجريات الأمور فى مصر .
ومانشاهده اليوم هو التحركات السريعة جدا نحو تقسيم مصر ‘وبدأت خطط التقسيم فى كل إتجاه فى وقت واحد وعلى ثلاث محاور ‘ الأقباط وسيناء والحرب الأهلية ‘ والعنصر الأخير أى الحرب الأهلية هو المحقق للتقسيم ‘ شاء شعب مصر أو لم يشاء ‘ والصورة الواضحة الآن وبسهولة وضحت معالمها :
الأقباط بإجبارهم على الهجرة للخارج ‘وهى خطة أعلنها مبكرا الشيخ الحوينى فى سخرية أبان غزوة الصناديق ( إللى مش عاجبه علية بأمريكا أو كندا ) ‘ و ترك يد السلفيين فى شوارع مصر لتضييق الخناق بل الحياة على المسيحيين فى كل مكان ‘ من قطع الأذن الى خطف البنات وإسلامهم أو دفع الإتاوات والقتل والنهب والتدمير ‘وإشعال الفتن الطائفية والتى يذهب ضحيتها الأقباط تغطى كل أرض مصر اليوم ‘ بدأو بحرق الكنائس ‘ثم تجنبوها حاليا ‘ويحرقون شعب الأقباط فى حياتهم فى مصر ‘ وتهجير الأقباط عن بيوتهم وأرضهم وممتلكاتهم وخروجهم خاليين الوفاض وحرق بيوتهم وأعمالهم بدأت فى- صول- فور إنتشار السلفيين فى الشوارع بتشجيع من جماعة الإخوان المسلمين وآخرها وليس آخرا ماحدث فى العامرية ودهشور ‘ والمحاولة المستميتة فى الجمعية التأسيسية لتحويل دستور مصر الى دستور دولة دينية إسلامية ‘والذى لن نوافق عليه مطلقا ‘ وأيضا تعيين وزير واحد فى حكومة من 35 وزيرا تحدى وعداء واضح للأقباط وكأنه يعاقبهم على عدم إنتخابه بواقع الحال ‘ وهذه بدايات لمخططات التقسيم ‘وإجبار الأقباط على طلب الحكم الذاتى وإستقلالهم بدولة بعيدا عن مصر ‘ التى يعدونها للخلافة الإسلامية .
ما يحدث فى سيناء الآن رغم تحذيرنا منه ‘ منذ تسلم مرسى حكم مصر وجلس على الكرسى وأصبح لحماس طريقا مفتوحا ووجودا فى أروقة قصر الرئاسة ‘وجاء إسماعيل هنية ‘ ثم الإفراج عن كل الإرهابيين المسلمين المحكوم عليهم أو حتى الهاربين خارج البلاد ‘ كل عناصر الإرهاب والطائفية تعود لأرض مصر ‘ ومع قدوم الفلسطينيين لسيناء والبدأ فى إمتلاك الأرض وبناء إقامة دائمة على أرض الوطن ‘ ثم إنشاء قاعدة قوية فى مصر لحاكم قطر ‘ الذى عينته القوى الأجنبية على تحقيق خطط الربيع العربى فى تقطيع أوصال كل ارض عربية أو بمعنى آخر كل الدول الإسلامية ‘ وتحقق ذلك فى تقسيم السودان ‘ وسيليها ليبيا ‘ثم مصر وسيلحقهم باقى الدول المتحدثة بالعربية ‘ والهدف واضح للجميع ‘ وحكم الإخوان يسير بأقصى سرعة فى تحقيق هذا التقسيم ‘ ومايحدث فى سيناء اليوم ‘والفوضى فى أرضها وتخبط القوات المسلحة المصرية فى مواجهة مايحدث على أرض سيناء ‘ وإسمعوا رئيس المخابرات المصرية الحالى وهو بالتأكيد من جماعة االإخوان المسلمين يقول (كنا نعرف بالهجوم ولكننا لم نتوقع الهجوم وقت الإفطار ) وهل هذا الرجل يصلح بكلامه هذا أن يقود سلاح المخابرات العسكرية ‘ ولكنه المخطط بالتقسيم .
وكل هذا سيتحقق بحرب أهلية بين شعب مصر ‘ ولعلنا حذرنا من أكثر من سنة مضت بأن جماعة الإخوان المسلمين تجمع الأسلحة من كل مكان ‘من ليبيا ومن قطر ‘إستعدادا لهذه الحرب الأهلية ‘والناظر على صورة مصر ‘ والكلام عن إنتشار وتحكم مايسمى بالبلطجية فى ربوع مصر على مجريات الأمور بالسلاح والمخدرات ‘ وقتل الناس لبعضها والأخذ بالثأر الفورى بدى إعتبار لقوات الأمن ‘ بل وتراجع الأمن عن حماية مواطنى بلدهم ‘ يجعلنا نقول أن غزو مصر من جماعة الإخوان يتم بأسلوب المافيا العالمية ‘ هو أمر معلوم لجهات أجنبية ومحلية ‘ وتساهم فى تحقيقة دول كبرى ‘لأنها تعلم أن جماعة الإخوان لا يهمها طين مصر وأرضها ‘لأن كل هدفهم واحد هوإعلان الخلافة الإسلامية على أى أرض ‘ والجهاد الإسلامى وتقطيع الأوصال كما فى دول الصومال وأفغنستان ليس بعيدا عن أعيننا .
وأملنا الوحيد هو تاريخ شعب مصر الذى قاوم التقسيم طوال آلاف الأعوام الماضية ‘ ولكن هناك متغيرات أخطر وقوات داهمة تفعل ماتشاء ‘ ويعود أملنا الوحيد فى شعب مصر ‘ الذى فى كل الأزمات قادر على الفتك بأعدائه ‘ والأمر يحتاج الى ثورة عارمة تقلب الأوضاع وتعيد لمصر حريتها من هذا الغزو الإخوانى ‘ وتحجيم هؤلاء الغزاة أو تحجبهم عن التوغل فى حكم البلد والقضاء عليها ‘ والأيام القادمة فى رأييى حاسمة وسنشاهد متغيرات كثيرة ‘والله وحدة يعلم هل تبقى مصر وحدة واحدة وطنية قوية ‘أو تتفكك قواها وتنهار فى أحضان دويلات صغيرة ضعيفة تلعب بها قوى الشر العالمية كيفما تشاء ‘ وإن لناظره قريب كما يقولون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد يعلن ترشحة للرئاسيات في إي


.. شركة لوريال تبتكر جلدا اصطناعيا يمكنه أن يَسمَرّ عند التعرض




.. ماهو الميثاق الأوروبي للهجرة والجوء الذي تمت المصادقة عليه ؟


.. هل يغيّر استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية داخل أراضي روسيا الم




.. مسؤول أوكراني: قتيل وأضرار في عدة مباني إثر هجوم صاروخي روسي