الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجوم رفح السيناريوهات والنتائج

محمد يوسف الحافي
باحث

2012 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أثار هجوم رفح الإجرامي سخط عارم في الأوساط الشعبية والرسمية, كما يثير هذا الحدث عدد من التساؤلات إذا ما تعرضنا لتحليل الموقف السياسي والأمني خصوصا في هذا التوقيت, وقبل أن تصل التحقيقات إلى فك رموز هذا الحادث المشين, والذي يحمل في طياته من وجهة نظري الكثير من الأهمية, فقد تترتب على هذا الهجوم نتائج وخيمة وجسيمة, على الأمن القومي المصري, وقد يترتب عليه تغيرات أمنية وجيوبولتيكية في المنطقة, وتحديدا فيما يخص شبه جزيرة سيناء والسيادة الأمنية فيها, وما لها خصوصية لجهة كونها منطقة حدودية مع إسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس من ناحية أخرى.
فأصابع الاتهام تشير لإفراد متطرفين دخلوا من غزة ونفذوا الهجوم, وتناقلت وسائل الإعلام ردود الفعل الرسمية والشعبية الغاضبة, وقد عبرت أيضا المواقف الرسمية والشعبية الفلسطينية عن استنكارها ورفضها للهجوم, حتى لو أظهرت التحقيقات تورط عناصر من قطاع غزة في هذا الهجوم, وما تأثير ذلك لو ثبت على العلاقات المصرية الحمساوية , والعلاقات المصرية الإسرائيلية من ناحية أخرى, ذلك مما دعا العديد من المراقبين والمحللين ربط الهجوم باتفاقية كامب ديفد, وبنودها الخاصة بأمن الشريط الحدودي بين مصر وإسرائيل. كما اتهمت أوساط أخرى إسرائيل بالوقوف وراء هذا الحادث, بل هناك من ذهب للقول بأن أطراف إقليمية مثل حزب الله ومن وراءه إيران هم المستفيدين من هذا الهجوم.
في هذا الصدد يجدر بنا التمييز بين أمرين مهمين, وهما: هوية الأشخاص منفذو الهجوم ومكان وجودهم, والجهة التي تخطط وتقف وراء مثل هذه العمليات, خصوصا وان طرفا لم يعلن عن تبنية أو حتى تأيده للهجوم بأي حال من الأحوال, سواء من غزة أو من خارجها. والأمر الثاني هو التمييز بين ردود الفعل السريعة على الهجوم وبين النتائج التي قد تتمخض عن هذا الهجوم, بمعنى أن النتائج البعيدة المدى للهجوم سوف تساعد في معرفتنا بشكل أوضح للطرف الذي يقف وراء الهجوم والمخطط له. فمصر لن تتوقف عن دعمها لقضايا فلسطين وخصوصا الحالة الإنسانية لسكان قطاع غزة, أم أن الإعلام يستغل الهجوم لتشويه العلاقة الحميمة التي تربط الشعبين؟ وهذا ما لم يحصل بكلا الأحوال, وكلنا يتذكر المظاهرات التي خرجت ووجهت اتهامات قوية لنظام حسني مبارك عندما تعاون مع الأمريكان في ضبط الحدود مع قطاع غزة, من خلال الجدار الفولاذي واتهم بالخيانة من قبل الكثيرين في تلك الفترة.
ونرى هنا بأنه يجب عدم الربط أولا بين منفذي الهجوم والسياسة المصرية تجاه قطاع غزة وسكانه, وهذا ما نستبعده على المدى البعيد, وأن إجراءات أمنية مشددة ستقوم بها القوات المصرية على الحدود مع غزة, تحديدا الشروع في إغلاق الأنفاق بشكل نهائي, بالإضافة لإجبار حركة حماس على التعاون الأمني مع مصر فيما يخص المنطقة الحدودية, وهذا الأمر يعتبر مُرضي لكل من إسرائيل ومصر على حد سواء, ويتم فيما بعد استبدال الأنفاق بآلية لتوصيل المؤن والبضائع والمواد الأساسية لقطاع غزة عبر اتفاقات تجارية, خصوصا انه تم الحديث عن ذلك كثيرا من قبل المصريين في الآونة الأخيرة, فيما يخص إمداد القطاع بالكهرباء والمحروقات بشكل أساسي, بالإضافة لإجراء تسهيلات واضحة فيما يخص حركة المرور من والى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
المهم هنا, هل سيعتبر ذلك خطوة سريعة ويستغل الهجوم للعمل على ربط القطاع بمصر تجاريا وامنيا؟ وهذا أيضا ما يريح إسرائيل ويرضي المصريين وحركة حماس إلى حد ما, وهذا لا يتعارض مع حق السلطات المصرية في فرض كامل سيطرتها على الأراضي المصرية, لكن يجب عدم إعطاء إسرائيل فرصة للتخلي عن مسؤولياتها تجاه قطاع غزة وتحويلها لمصر, خصوصا في ظل حكم إخواني في مصر, وما سوف يتمخض عن ذلك من نتائج كارثية على القضية الفلسطينية, والصراع العربي الإسرائيلي برمته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن