الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون صوتوا لعشائرهم

رزاق عبود

2005 / 2 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بصراحة ابن عبود
العراقيون لم يصوتوا للعراق، صوتوا لعشائرهم
لقد خذلوك ياهشام الديوان كما خذلونا.

كثيرا ما يعود السائح، وخاصة بعد زيارة احد البلدان العربيه، ليجد نفسه مخدوعآ مغشوشآ. فالذي قدم له، ورغب به، واختاره من بضاعة، ليس ذاته، الذي لف له بجريدة عتيقه. كلما كنت اسمع ألدكتورهشام الديوان، في فضائية الفيحاء، وهو يتحدث ببساطه، وعفويه، و"بقلب السمك"، كما تعودنا، ان نقول في البصره. يتحدث ايضا بذات البساطه، والصدق، والصراحه، واحيانآ السذاجه، التي تعود عليها في دواوين الكويت. ويستعيد، ويسترجع نفس الصوره الزاهيه عن العراقيين الذين عايشهم ايام زمان.عن الطيبه، والبساطه، وضوح الرأي، والتسامح. متناسيا ،او ناسيا، ان ألأنسان العراقي غيب عن العالم أكثر من ثلاث عقود من الزمن. مسخت افكاره، وغسلت أدمغة الكثيرين، وشوهت نفسية، واخلاق جيل باكمله. اضطر العراقي، ان يهتف للرئيس للقائد، ويمجد الحزب الخالد حتى ظنهما قدرا منزلا. بل هكذا فسره لهم،المدعين بالدين. باعتبار صدام، وحزبه عقوبه الاهيه. مستغلين محنة، وقنط الأنسان العراقي. فالتجأ الى الغيبيات،تحت، وقع ألأحباط،، واستغلال الوعاظ الكذبه، وتراجع الى الطائفيه، والعشائريه ليحتمي بها بدل افكار، وبرامج ألأحزاب الوطنيه .

واذ اعيدت عامة الشعب، الى هذا المستوى، من التدني الفكري، فلا غرابه، ان يعود ألمرأ، ليسلم امره بيد ألأميين من "رجال الدين"، ومن الذين نزعوا ضمائرهم، ليؤثروا على ضمائر ألأخرين . استخدموا اسم الله، والدين، والأئمه المعصومين، وسطوة، ومكانة المرجعية، للتاثير على عقول، وافكار، وسلوك الناس باسم الديمقراطيه، والحريه، والدين، ويوم الغدير . قالوا لهم ان المشاركه في الأنتخابات اهم من أداء فريضة الحج، وان ألأنتخاب فريضه دينيه، وان من لا ينتخب "قائمة السيد" لا يدخل الجنه. واطفاله لقطاء، وزوجته حرام عليه. واذ كانوا يتوجهون الى اناس يأخذون الأمورعلى علاتها، وان ما يقوله السيد، العالم، الملا، الفقيه، الوكيل هو الصحيح، وهو النازل من عند الله. ومن اين لهذا الانسان البسيط ،ان يعرف، ان هؤلاء اختاروا السياسه رغم لباسهم الديني، وانهم اختاروا اساليب السياسه الملتويه على الأساليب الدينيه السويه. اي كما قال احدهم مره "الدين اخلاق والسياسه نفاق". وفي المصالح يسقط كل شئ، وسقطت كل اوراق ادم وحواء المزيفه. واتضح ان مزج الدين، والسياسه لا يلطف الثانيه، بل يسئ للأول. وألأنتخابات ألأخيره دليل، واضح على ما نقول.

واذا كنت اتفهم، على مضض، ان يخضع الرجل البسيط، ألأمي، الفلاح، المعزول عن المدنيه، ووسائل ألأعلام، ولا يرى الفضائيات، لضغوط، وتهديد، وابتزاز، وخداع، واستغفال، رجال الدين، الذين لم يستمعوا لهم، في السابق، عندما افتوا بعدم جواز ألأصلاح الزراعي، وعندما وقفوا الى جانب ألأقطاعيين بدل وقوفهم الى جانب المستضعفين. فخذلوا الديمقراطيه، والحريه الشخصيه. كما خذلوا امامهم القائل "ما رايت نعمه موفوره الا الى جانبها حق مضيع". كما تحدى الفلاحين،وقتها، الدوائر الرسميه، واجهزة الدوله، وترددها في توزيع ألأراضي على الفلاحين. فبادروا للأنتفاض، وألأستيلاء على اراضيهم بقوة السلاح. هؤلاء الذين صوتوا اليوم لصالح من "باعهم بحفنة حنطه" سيعون انهم صوتوا خطأ، وانهم اخذوا على حين غره.

نعم قد افهمهم، وأتفهمهم، وهم بين سندان ألأرهاب، ومطرقة الفتاوي الكاذبه. ولكن كيف افهم، أو اتفهم هؤلاء الذين عاشوا في دول ديمقراطيه . انا لا اقصد هؤلاء الذين جاءؤا ليبتزوا ألأوربيين بالمساعدة ألأجتماعيه، وفي نفس الوقت ينعتوهم بالخنازير. اقصد هؤلاء المنافقين،المدعين الذين يتفطرون علمانيه، ويتغدون، ديمقراطيه، ويتعشون ماركسيه. كيف صوت هؤلاء الى رؤساء عشائرهم، وملالي طوائفهم. انها قضيه شخصيه، قد يجادل البعض الذي صار اوروبي يوم الأنتخابات. ليكفوا أذن، عن نفاقهم، ويخلصونا من ريائهم، وليعلنوا على الملأ، انهم أيضا خافوا من سطوة الزعيم، وحرمة الشيخ، وهيبة رئيس العشيره، او حوبة السيد.

مثقفون، او هكذا يدعون، شتموا كل القادة، وتبرئوا من كل القوميات، واستهزئوا بالطوائف، وتعالوا، وترفعوا ،او هكذا اوهمونا، على الاقليميه، والمناطقيه، وألأنتماءات القوميه. واذا بهم يوم ألأنتخابات تذكروا عنصريتهم، وطائفيتهم، واقليميتهم. فضحوا زيفهم بانفسهم، وصوتوا لأناس"قاده" لاهم لهم، سوى الصعود على أكتاف، بل دماء الجماهير.

هؤلاء لم يصوتوا لا للعراق، ولا لكردستان. بل صوتوا لرؤساء عشائرهم.

فهل خدعونا كل هذه الفتره، ام خادعوا انفسهم؟ ستندمون بالتاكيد عندما تهدا النفوس، وتنجلي الصوره، وترون باعينكم الاعيب، و" مبدئية، و ايمان" السياسيين القوميين، والدينيين الذين صوتوا لهم. وبعد ان تتيقنوا، ان قوائم السفراء، والوزراء، والمدراء قد اكتملت صياغتها، وهي متفق عليها منذ مؤتمر لندن. ولا مجال لأضافة اسماء جديدة. ستندمون على تصويتكم لضيق افقكم، وعنصريتكم، وطائفيتكم.

لا نريد البوح ياسماءكم، فانتم وحدكم من خان افكاره، ورفاقه، واصدقائه، وشهداء فكره. وانتم وحدكم من يستطيع في نهاية السنه الذهاب الى محراب الأنتخابات، وألأعتراف باخطائكم، والتبرء منها. بالتصويت للعراق، لكردستان، للأفكار، للمبادئ، التي تربيتم عليها، وتغربتم من اجلها، وليس للزعماء، والمشايخ.

لقد زال ألأن حبر ألأنتخابات الذي ذكركم اياما بخطيئتكم. أما حبر "ابو كاطع" فلا يزال صامدا، وهو يفضح "الساده" الدغش.

رزاق عبود
13/2/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا داخل مستشفى إماراتي عائم مخصص لع


.. تساؤلات عن المسار الذي سيسلكه الرئيس الإيراني الجديد في العل




.. وفود إسرائيلية وأميركية في مصر.. هل الاتفاق بشأن هدنة غزة با


.. مراسلتنا: قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي حانين وعيترون ج




.. 5 مرشحين يدعمون القضية الفلسطينية فازوا بمقاعد في مجلس العمو