الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخطاء قاتلة ارتكبها بشار الاسد لو ارتكبها رئيس اخر لاستقال من منصبه

خليل خوري

2012 / 8 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اخطاء قاتلة لبشار
الاسد لو ارتكبها
رئيس اخر لاستقال
من منصبه ....

عقب هروب رئيس الوزراء السوري رياض حجاب من السفينة السورية قبل غرقها حسبما تشير توقعات حاكم مشيخة قطر حمد بن خليفة الذي اقسم بشواربه ان يعينه رئيسا للحكومة الانتقالية السورية ، ظهر وزير الاعلام السوري الزعبي امام ممثلي وسائل الاعلام السورية للتعليق على الحدث ولتقديم التبريرات الرسمية التى جعلت مسئولا يتبوأ اعلى مرتبة في السلطة التنفيذية او بتعبير ادق بعثي من العيار الثقيل يغادر الاراضي السورية الى جهة غير معلومة . ومما ذكره بهذا الشان باقتضاب واستخفاف شديدين بانه عمل فردي ولا تاثير له على دولة تدار بواسطة مؤسسات ، واستكمالا للحجج والتبريرات المطروحة من جانب وزير الاعلام السوري استخفافا "بمغادرة" رئيسه حجبا بعد ايام قليلة من تعيينه بهذا المنصب الرفيع ودون استئذان من "الرفيق القائد بشار الاسد " اقول انه في دولة المؤسسات او في الدول الديمقراطية لا يهرب المسئول خلسة ومن الابواب الخلفية من وطنه خاصة حين يتعرض لغزو خارجي تم التحضير له في الدوائر الامبريالية والصهيونية والرجعية بل يصمد في موقعة ليكون على الاقل قدوة للشعب في التصدي والصمود لهذه " المؤامرة الامبريالية " او يقدم استقالته الى الجهة التي عينته/ انتخبته لهذا المنصب اذا ما استشعر من حجم المؤامر ة ومتطلبات مجابهتها انه لا يتمتع باية اهلية وقدرة وجراة وشجاعة كافية للتصدي لها خاصة اذا كان ادوات المؤامرة هم من الهمج والحثالات الذي يخوضون حربهم ضد الدولة السورية بسيوف مسلولة زودهم بها حكام مشيخات النفط والغاز . وفي دولة المؤسسات ايضا لا يتم تعيين رئيس الوزراء من جانب "فخامة " رئيس الدولة كما لا يحتل هذا المنصب الرفيع لمجرد ان رئيسه قد قيّمه بمعيار عفا عليه الزمن هو معيار " توسّمت به خيرا " أي استنادا الى مؤهلاته في مسح الجوخ وهز الذنب واداء فروض الولاء والطاعة لفخامته ، بل يتم انتخابه لهذه المنصب اما من خلال التصويت المباشر من جانب اعضاء البرلمان او في انتخابات عامة وذلك تجسيدا لمبدا اشراك الشعب في صنع القرار ، أليس هذا ما يجري في اسرائيل مع انها كيان مصطنع وشعبها من احفاد القردة والخنازير، فلماذا يصر بشار الاسد ان ينوب عن 22 مليون سوري او تعبير ادق اغتصاب الارادة الشعبية فى اختيار وتعيين رئيس الوزراء مع ان وزير الاعلام يؤكد بان الدولة السورية ليست كمشيخات و سلطنات وامارات الخليج العربي بل هي دولة مؤسسات ؟؟ وفي دولة المؤسسات لا يعطل رئيس الدولة الدور الرقابي للسلطة الرابعة الصحافة ولا يتعامل مع البرلمان كفرقة دبيٌكة ترقص تصفق لكل كلمة يتشدق بها " الاب القائد " وتحرق له البخور بغض النظر عن اخطائه الفاحشة . وفي دولة المؤسسات يمارس الشعب حقة في التعبير والتنظيم السياسي والنقابي والاجتماع والتظاهر كما يقوم اعضاء البرلمان بدورهم الرقابي على السلطة التنفيذية بحرية كاملة دون ان يتعرضوا لارهاب اجهزة الامن والمخابرات او تمتد اليهم ايدي الاغتيال فيكشفون وينتقدون اخطاءها ويحاسبون المسئولين عنها ،وبالمثل تمارس الصحافة دورها كسلطة لرابعة فلا تتعرض لاية ضغوط من جانب الدولة اذا ما فتحت النار على رموز الفساد فيها او افسحت المجال للخبراء والمتخصصين لتقييم اداء الدولة او القت الاضواء على تجاوزات المسئولين ونهبهم للمال العام للراي العام وارتباطاتهم المشبوهة بالجهات لاجنبية المعادية لمصالح الشعب ، فلو توفرت في سوريا هذه المؤسسات الديمقراطية بموازاة توفر هامش كبير من الحريات العامة فهل كان بوسع رياض حجاب ان يتستر على ارتباطاته المشبوهة بعصابة الجيش الاخوان الحر الذي ثبتت خيانته لسورية بتلقيه السلاح والذخيرة من اميركا واسرائيل وتركيا وتغطية نقفاته الجارية من اموال حاكم السعودية ومشيخة قطر؟ وهل كان بمثل هذه السهولة ان يهز ذنبه مهما بلغ طوله واهتزازاته لبشار الاسد دون ان تعري الصحافة وغيرها وسائل الاعلام ارتباطاته وعمالته للسعودية وتعاونه مع الاخوان الملتحين وتهريبه لعائلته وللاموال العامة التي نهبها ؟
منذ اندلاع الازمة السورية لا تتوقف ماكنة الاعلام التي يديرها وزير الاعلام السوري الزعبي عن بث اخبار وتعليقات وتحقيقات مصورة تتحدث عن مؤامرة امبريالة صهيونية رجعية تستهدف الاطاحة بنظام بشار الاسد الممانع وعن دعم السعودية وقطر للجماعات الارهابية المسلحة وعن دور هذه الجماعات في تدمير الدولة السورية وسفك دم الشعب السوري خدمة للمصالح الامبريالية كما لا يتوقف الاعلام الرسمي عن تذكيرنا بان المجموعات الارهابية المسلحة قد بسطت في وقت من الاوقات سيطرتها على عدد كبير من احياء دمشق وحلب وادلب وعلى الارياف السورية مع تعزيز الخبر باحصائيات ووثائق وافلام تشير الى تسليح هذه الجماعات والى الجهات الاجنبية التي تدعمهم والى المعابر والحدود التي يتسللون منها ، ورغم توسع الاعلام واستفاضته في هذه المسالة فانه يلتزم الصمت المطبق فلا يبين للراي العام كيف تسنى وبكل هذه السهولة ان يتسلل الى سورية جيش جرار من الملتحين الاخوانيين والتكفيريين وان يتحصن 63 الف مسلح في الارياف والمدن السورية وان يقيموا فيها ورش ومستودعات ومستشفيات ميدانية ويخزنوا الاف الاطنان من الذخائر والاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة تحت سمع وبصر الاجهزة الامنية !! الا يدل كل هذا ان بعض المسئولين في اجهزة الامن والجيش قد سهّلوا لهم او ربما غضوا الطرف عن تسلل جيش الاخوان الملتحين وحتى تزويده بالسلاح من مستودعات الجيش السوري فيما رئيس الدولة يتابع المشهد كالاطرش في الزفة ، فلو توفر في سوريا متطلبات دولة المؤسسات فهل كان ممكنا ان تحدث هذه الاختراقات الامنية لمراتب قيادية في اجهزة الدولة فيشغلها مرتشون باعوا ضمائرهم وتخلوا عن انتماءهم الوطني لقاء رشاوي وهبات الشيخ حمد دون ان تكشفهم الصحافة وتسلّط الاضواء عليهم قبل ان يمارسوا خيانتها . فلو اقام النظام دولة مؤسسات تخضع للرقابة والمساءلة والمحاسبة الشعبية كما تخضع لمساءلة سلطة تشريعية تتمتع بكامل صلاحياتها ولا تخضع لتوجيهات الرفيق القائد ، فهل كان ممكنا على سلطة تنفيذية ان تطبق برامج اقتصادية اصلاحية مماثلة للبرامج الصندوقية الليبرالية كحرية التجارة وخصخصة القطاع العام التي ادت الى افلاس المئات ان لم يكن الالاف من المرافق الانتاجية والخدمية وبالتالي الى تضخم جيش العاطلين عن العمل اكثرهم انضم الى جيش الاخواني السوري الحر بهدف الارتزاق وتوفير لقمة العيش لهم ولعائلاتهم ليس الا !!!! واخيرا وليس اخر لو توفرت في الدولة السورية متطلبات دولة المؤسسات فهل تلتزم الدولة الصمت فلا تكشف للراي العام عن الجهات التي نفذت العملية الاجرامية ضد وزير الدفاع وثلاث اخرين من كبار القياديين في الدولة ؟؟؟؟؟ اليس من حق الشعب السوري وذوي الضحايا ان يطلعوا على تفاصيل المؤامرة وادواتها الاجرامية ؟ حتى هذه اللحظة لم يتعرف رجل الشارع على القاتل ولا على الجهة الذي حرضته ودفعت له اموالا لكي ينفذ جريمته ، ولا عن المتعاونين الذين سهلوا له ادخال العبوات الناسفة الى مقر الاجتماعات ، الا يدل كل هذا التعتيم على الجريمة ان الدولة لا تعترف بحق الشعب الوصول الى المعلومة المتعلقة بالجريمة ؟ فاذا صح ان الدافع لهذا التعتيم هو استكمال اجراأت التحقيق في الجريمة وصولا الى كافة المتورطين فيها والقاء القبض فان المسالة لا تحتاج كل هذا الوقت الطويل للكشف عنهم خاصة وان الجاني تم القاء القبض عليه وما دام الجاني قد ادلى باعترافاتها فهل ثمة تفسير لكل هذا التعتيم حول الجريمة سوى ان النظام يسعى لاجراء صفقة او تسوية سياسية مع الدولة العربية او الاجنبية المتورطة في التخطيط للجريمة وتمويل ادواتها ومنفذيها تضمن سلامته لقاء عدم فضح النظام لدورها الاجرامي ؟
ما من شك ان سورية تتعرض لمؤامرة امبريالية صهيونية شرسة وتنفذها بالتنسيق والتعاون مع ادواتها من الرجعية العربية ممثلة بالسعودية وقطر وذراعها العسكري ممثلا بعصابات الاخوان الملتحين وهدفها الرئيسي هوتدمير الدولة السورية واضعافها ومن ثم جرها لتوقيع معاهدة صلح مع اسرائيل وفق شروط الاخيرة والى فك تحالفات سوريا مع روسيا والصين وايران ووقف دعمها للمقاومة اللبنانية والسؤال هنا : هل يمكن لبشار الاسد بعد كل هذه الاخطاء التي ارتكبها ان يدير دفة الصراع ضد الاطراف المحلية والدولية المتورطة في هذه المؤامرة ؟ ان مؤامرة بهذا الحجم وبهذا المستوى من الشراسة وبالاطراف المشاركة فيها وعلى راسها الدولة العظمى الولايات المتحدة الاميركية لا يمكن باي حال من الاحوال التصدي لها وافشالها الا قيادة ثورية تجسد ارادة الكادحين والبورجوازية الوطنية السورية قيادة وطنية لا تساوم على دم السوري لا قيادة بشار الاسد التي تبنت الليبرالية المتوحشة واحتضنت الحركة الاخوانية الرجعية حماس وضيقت الخناق لسنين طويلة على التيارات التنويرية والعلمانية واليسارية !! وفي الظرف الراهن لا تتوفر هذه الشروط الا في بعض الاطياف السياسية الوطنية واليسارية السورية ، وفي القيادة الحالية للجيش التي تعهدت بعدم مهادنة العصابات الاخوانية المسلحة واثبتت في نفس الوقت كفاءة في اجتثاثهم في العديد من المدن والارياف السورية اعتمادا على الجيش النظامي وعلى الجماهير المسلحة . فهل تبادر قيادة الجيش الى تشكيل حكومة وطنية تضم ممثلين عن كافة الاطياف الوطنية والتقدمية على الساحة السورية ؟ وهل تبادر بموازاة هذه الخطوة الى تشكيل مجلس قيادة ثورة كي يتولى ادارة دفة الصراع ضد ادوات الامبريالية والصهيونية ويواصل التصدي لهم بكل حزم وبلا ادنى شفقة حتى يقضي عليهم ويجتث نبتهم الشيطاني من الساحة السورية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التغافل و التخابث
جميل الخولي ( 2012 / 8 / 8 - 18:46 )
بعد كل ما تعرضه من تحليلات و براهين على انعدام و جود الدوله و المؤسسات و أن من يدير البلد عصابه من المجرمين بواجهة هزيله مثيرة للشفقة و الاشمئزاز ..ثم تحاول خلط الاوراق و التغافل و التخابث على طريقة الاعلام السوري البليد مصورآ أن كل ما يحدث هو مؤامرة..و..الى آخر المعزوفة المهترئه و المتعفنة ...لتمهد للقول بأن جنرالات القمع و القتل و النهب و الدمار هم من يجب أن يقود المرحلة القادمة و هم من يطهر سوريا و يتصدى للمؤامرة ؟؟؟؟؟؟
ربما خطوةة المرحلة تحتاج لاناس يمتلكون ضميرآ حرآ و خلقآ انسانيآ متمدنآ أكثر من حاجتنا الى محذلقين كلاميين و ايديولوجيين مُتقرنين..


2 - الاخطاء القاتلة
سلام السوسنة ( 2012 / 8 / 8 - 22:34 )
الأخطاء القاتلة ليست أخطاء الغلام المعتوه الذي لم يتخذ قرارا واحدا مصيبا في الحرب او السياسة.
الاخطاء القاتلة هي في نظام قام على:
- القتل خارج نطاق القضاء.
- التعذيب الممنهج الوحشي على نطاق واسع.
- الاعتقال التعسفي ولفترات غير محددة وبلا محاكمة او بمحاكمة صورية من نمط محكمة امن الدولة.
- الانكار الكامل لابسط الحريات الانسانية من قبيل حرية التعبير والتنظيم والنشر.
- التمييز الطائفي ضد قطاع واسع من مكونات الشعب السوري.
- النهب المنظم والفساد المبرمج لصالح عصابة مافيوزية من أل الاسد ومخلوف وشاليش وبعض الأجراء أدت الى القاء ثلث الشعب السوري تحت خط الفقر.
أما الدعوة للجنرلات الفاسدين بقيادة البلد لمجرد قدرتهم على ابادة فصيل لا تحبه -و لا أنا- فلست متأكد انك تعني ما تقول.
ما سبق وسميته أخطاء وبحسب ما وصل اليه البشر،
يسمى
-جرائم ضد الانسانية- وما تدعو اليه جرائم حرب .
دمت بخير وسلام.

اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا