الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضاءات على ظلال مشهد عملية سيناء ( السياسية):

خالد عبد القادر احمد

2012 / 8 / 8
القضية الفلسطينية


في المنظور المباشر الذي استحدثته في الواقع عملية سيناء الارهابية, نجد انها لم تحرر, ولم تكن في سياق منهج تحرير فلسطين, بل اطلقت في المجتمع المصري موجة تشدد سيادي عاطفي, تؤكد على استقلالية المصالح الوطنية المصرية, حتى لو على حساب المصالح القومية الفلسطينية, ولا اعتراض لدي على ذلك, دون الخوض حواشي العلاقة التاريخية بين المجتمعين, ومحاولة الاجابة على سؤال من ظلم من؟ فالفكر العرقي, وتاريخ الاعلام الرسمي لجميع انظمة المنطقة, نجح في شيطنة الطرف الفلسطيني وقضيته, ورسم لها منظور سبب المصايب, مخفيا دورتامر هذه الانظمة في تقسيم فلسطين والتامر على وجود القومية الفلسطينية ومنع الشعب الفلسطيني من محاولة التحرر,
في المقابل اطلقت العملية موجة حقيقة من الاستخذاء السياسي لم تنطوي على اي درجة من الاعتزاز الوطني الفلسطيني, من قبل حركة حماس خلت من الندية وحرصت على تكرار التاكيد على الولاء لمصر المرشد, في محاولة لامتصاص غضب الشارع المصري, وفي محاولة للحد من امكانية تحول الموقف الشعبي المصري الى موقف سياسي رسمي,
اننا ندعوا الشعبين المصري والفلسطيني لان يرتقوا بعلاقتهم التاريخية عن ان تكون ضحية عملية امنية سياسية, لا عملية ارهاب تقليدية, هدفها اعادة اطلاق التسوية, عن طريق معالجة حالة الانشقاق الفلسطينية, من مدخل العمل على شطب والغاء مقولة المقاومة المسلحة الفلسطينية, والذي تمت معالجته في الضفة الغربية وبقيت معالجته في قطاع غزة,
ان الاكثر احتمالا هو ان هذه العملية تمت بتنسيق بين عدة اطراف اقليمية بما فيهم اطراف مصرية وحركة حماس والكيان الصهيوني, والاقل احتمالا هو ان تكون واقعة تعمل على تسريع التحولات الايديولوجية السياسية في حركة حماس لصالح تسريع العودة الى مفاوضات التسوية السياسية,
ان عنق القرار السياسي الفلسطيني حتى في بعده الايديولوجي ليس حرا, بل محاصر من خلال حصار ذاته وحركته السياسية, ووضع قطاع غزة ليس بافضل من وضع الضفة الغربية, ومن الواضح ان قليلا من الضغط على عنق الضفة او عنق قطاع غزة سيستحدث مراجعات ايديولوجية سياسية فلسطينية كبيرة, فكيف اذا والكيان الصهيوني والولايات المتحدة تقبضان على اعناق الاطراف الاقليمية؟
لقد كانت الوظيفة الاستراتيجية لخصوصية وضع سيناء, مقروءه جيدا للكيان الصهيوني في صراعه مع الاطراف الاقليمية وعلى وجه التحديد مع مصر, في حين لم تقرأ مصر الرسمية من وضع سيناء سوى انها قطعة من مساحة ارض الوطن, ولم يكن غريبا وهذا الفارق بين القرائتين, ان يؤكد الكيان الصهيوني في ملاحق اتفاقية كامب ديفيد على الشروط الامنية, التي اطلقت وظيفة الفوضى وعدم الاستقرار الامني لسيناء والتي تخدم تطلعات التوسع الصهيوني المستقبلية, بل ويمكن القول ان هذه المسالة اخذها الكيان الصهيوني بعين الاعتبار حين قرر الانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة, كما اخذ بعين الاعتبار حجم الوجود الاخواني في القطاع وعلاقته بالوجود الاخواني المصري,
ان مستجدات الصراع في المنطقة ومستجدات الاصطفاف السياسي بها, تقول ان حالة الانشقاق الفلسطينية انجزت مهمتها, وانه لم تعد هناك حاجة لاستمراريتها, وان التوجه لتصفية ذيولها باتت الان هي المهمة المرصودة لقطاع غزة, وان انجاز هذه المهمة سيعبر انجاز المصالحة الفلسطينية على مسار اطلاق تسوية لا يكون الطرف الفلسطيني بها مستقلا بل مقيدا محاصرا مشروطا بمصالح الطرفين الاردني والمصري, وبذلك تترسخ نهائيا اتفاقية كامب ديفيد, وحالة السلام بين مصر والكيان الصهيوني, كما تترسخ نهائيا اتفاقية وادي عربة واتفاقية السلام بين الكيان الصهيوني والاردن,
ان القضية الفلسطينية التي سرعت في بناء تفوق الكيان الصهيوني النوعي الاقليمي, ودفعت فيه الى الامام روح وطنية الاستقلال والسيادة, باتت الان احد معيقات توسعه عالميا, واحد الادوات والمجالات التي تستخدمها ضده المراكز التقليدية للقوة في العالم, والقضية الفلسطينية لا تزال هي ايضا احد مقومات حسابات الاقتصاد القومي عند انظمة المنطقة, خاصة مصر والاردن وسوريا, الى جانب انها احد موجهات الايديولوجية والثقافة الشعبية في مجتمعاتها والتي لا تزال اداة من ادوات تقييم الشعب لعلاقته بالسلطة تبعا لها,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤانسات أدبية- د. العادل خضر: يوتوبيات العبور


.. الرئيس الصيني في زيارة إلى فرنسا تركز على العلاقات التجارية




.. مفاوضات حماس وإسرائيل تأتي في ظل مطالبة الحركة بانسحاب كامل


.. مصدر مصري رفيع المستوى يؤكد إحراز تقدم إيجابي بشأن مفاوضات ا




.. النازحون يأملون وصول إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النا