الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظومة الفشل الاستراتيجي في كوردستان .... ( نوشأيران مصطفى) زعيما

بركات العيسى

2012 / 8 / 9
كتابات ساخرة


لطالما دعت قوى ثورية ناشطة منذ خمسينيات القرن الماضي الى يسارية الفكر ، وماركسية النهج ، للسير بكوردستان نحو التمدن ومراعاة حقوق الإنسان ، نتيجة الضغوطات والممارسات الوحشية ضد الشعب الكوردي من انظمة فاشية ،مستبدة ، وقفت بالمرصاد لحقوق الكورد القومية والاجتماعية والانسانية ، ولطالما أن (كلنا في الإسلام أخوة ) شعار يرفعه العرب خارج تغطية الكورد ، إلا أن التنكر بالزي ذاته من قبل مستعربين كورد ، ومتمسلمين منهم يمجدون الشعار ذاته ، ويوفرون كل ما يلزم ذلك من منابر، وعمائم ولحايا ، وعنف ضد المرأة ، وقتل الإنسان داخل الجسد ، واحداث الفوضى ضد العلمانية ، والانسانية ، والديمقراطية ، التي طالما دعت اليها قادة الكورد الحاليين وزمّروا طويلا بأبواقها دون أن يلفتوا أنظار القطيع الذي بات مدمنا بالدشداش العربي ، الذي ينبذ الكورد عن بكرة أبيهم.
المعارضة الكوردية المزدوجة في كوردستان العراق والتي لا تقل خطورتها عن أية معارضة قامت باستفزاز دعاتها باشعارات دينية رنانة ، باتت تعانق أخواتها من قوى ظلامية في الخارج القريب لإستحداث الفراغ الأمني والسياسي داخل اراضي الاقليم ، نتيجة حتمية لعاطفة الشعب الكوردي الشديدة بخطب المنابر ، واسغائهم الأكثر من مطلوب للمتشددين والسلفيين الكورد ، الذين يتعاطون قواعد ووعاظ ومخططات ممن يستهدفون القيادة الكوردية وسياستها الحالية في دول مختلفة على الحدود مع العراق .
الاستهداف الخطير لكوردستان تبين في مناسبات مختلفة ومن ديدان الشجرة ذاتها ، حين احرقت جماعات تابعة لحركة التغيير اعلام كوردستان في وضح النهار بمدينة السليمانية ، واتضحت الأمور أكثر فأكثر برفع راية (لا اله الا الله ) بأيدي محتجين كورد في مدينة زاخو ، استغلوا تواجد بعض محال الخمور في المدينة فرصة ذهبية لاحداث الفوضى والشغب ، بعد الافراط بالظن أن سيل الدماء ستطوف مدن كوردستانية كثيرة ، مستهدفين من خلالها سدة الحكم ، إلا أن الكرّة فشلت في بواكير نشأتها .
بعد ان اصبحت حركة التغيير قوة سياسية وصلت عدواها برلمان كوردستان وحلفا مستحلفا بالله ورسوله والمؤمنين جمعيا لنظيراتها في المعارضة من الجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي لتشكيل قوة فولاذية طاعنة بالقرار السيادي والسياسي لحكومة الاقليم ، اختلف النهج والفكر وما تم التخطيط له لبناء مجتمع ماركسي ، يراعي حقوق الانسان وضرورياته في الحياة ، واستهداف المرأة والعنف ضدها بلغ ذروته في عموم كوردستان منذ ما يقارب عام ونيف ، نتيجة لتعاطعي قطيع ضائع من شباب الكورد حبوب هلوسة فكرية متشددة ، مستهدفين كل مظاهر المجتمعية .
الفوضى التي تعج العراق منذ اختلاف الفرقاء السياسييين على ما تسمى بالسيادة الوطنية والمناصب المختلفة ، وملفات النفط والغاز والبيشمركه ، وعقدة المادة 140 من الدستور ، والصراع الدائر على الحدود بين البيشمركة وقوات الجيش العراقي الآتية من الناصرية بحجة بسط الأمن على الحدود مع سوريا ، حركت الخلايا النائمة في جسد المعارضة الكوردية ، وافرغتها مجددا في الشارع الكوردي .
ولنصرة المالكي وبسط سياسته الفوضوية على أرض الخيال ، ليس في جنوب العراق ووسطه فحسب بل في الشمال أيضا بتعليمات فقيهية لزعيم حركة التغيير ( نوشأيران مصطفى) ، اعتكرت الأجواء مجددا ، وبات العبئ ثقيلا على القيادة الكوردية نتيجة الأمراض الداخلية التي تصيب الجسد الكوردي شيئا فشيئا ،بالرغم من المعوقات الكثيرة بين كوردستان والعراق من جهة ، وكوردستان وتركيا من جهة اخرى .
السجال الدائر في البيت الكوردي سيمضي بأعداء كوردستان خطوات جديدة لتضييق الخناق على الكورد عموما ، ومن المنطلق ذاته ربما سيرى المالكي فرصة للترشح لولاية ثالثة بعد فشل مخططات استجوابه وسحب الثقة عنه بضغوطات أيرانية على الكتلة الصدرية للتنازل عن مزاعمها ، حتى أصبحت الأخيرة بأيدي شيعية أمينة .
كوردستان التي تعاني وعكة الأمرّين معا ، لا تحتاج الى ثورة ضد النظام بقدر استهداف المعارضة التي تشكل منذ الآن خطرا كبيرا على شعبها ، فبصمات أيران وطبائع السعودية المتلاصقة لظهور المعارضين الكورد تعني أن الأقليات الدينية المنبوذة لدى الاحزاب الكوردية الاسلامية تعاني خطر الزوال كحقيقة واقعية تذوقتها هذه الأقليات من فوبيا المتشددين الاسلاميين في أرضهم الواقع .
فمنظومة الفشل الاستراتيجي بكوردستان والتي يترأسها زعيم حركة التغيير بفتوى إسلامية حقيقة ينبغي أن يكون زوالها من أولويات عمل وسياسة القيادة الكوردية قبل التفكير بمشروع العودة الى الشعب .
بركات العيسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جهل الكاتب
امير ( 2012 / 8 / 8 - 23:47 )
الكاتب غير مطلع على الشاْن الكردي العراقي ولايعرف شخصية راعي حركة التغيير ( نوشيروان مصطفى ) وليس نوشاْيران مصطفى ! ولان اهداف الحركة ومطاليبها واضحة مثل وضوح صاحبها !

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب


.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز




.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم