الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات صائم

كواكب الساعدي

2012 / 8 / 9
الادب والفن


تداعيات صائم
كواكب الساعدي

؟ أترحل
وتأخذ معك الشمس
أترحل ؟
وأنت الساكن في الوجدان
أترحل؟
وأنا الصائم
وانك مني
قطرة ماء في رمضان
2

بينما آنيتي تتراقص على وهج النار لإفطار رمضانيّ للعائلة طرأت هذه ركضت لمكتبي مخافة أن تتساقط من فجوات الذاكرة لتدوّن
قلبي حقل اخضر
وكفك منجل
اقطف ما شئت
فأنت مخوّل

3

أم أبي فاطمة الجنوبية البيضاء بعيون زرقاء ما فتئت تردّدها على مسامعنا في كل رمضان حتى حفظناها ونحن صغار وعلقت في الذاكرة ونحن كبار تقول: "إن أباهم كان رجلاً صارماً وحصراً في أداء الفروض الدينية ومنها الصيام يفرض علينا الصيام ونحن صغار ويا ويلنا أن سوّفنا أو تحججنا بحجج واهية يكون مصيرنا الحرمان من أطايب الحياة وأولها اللعب مع اقرأننا أو زيارة الأخوال"
كانت والدتنا تعاني وكثيراً ما انتحت جانبا لتسرق لقمة تضعها في أفواهنا خلسة أو قطرة ماء
في احد الأعوام حل الشهر الكريم بتموز كان الحر شديداً لا يطاق ونحن الصغار عيوننا تتوسل أمنا أن: لا صيام.
تقول أم أبي كنت أنا أصغرهم سناً يكاد العطش يرديني
وأنفاسي تطلق صفيراً من نار
اهتدت والدتي لحل سحريّ أن ناوي جميعا للنوم بللت شفاهنا بالماء وأوصتنا أن لا نبتلعه ورطبت أرديتنا لتخفف عنا الحر والشعور بالعطش وفعلاً داعبنا الكرى وأولهم أنا
وبين الصحو والمنام وإذا بها تقبل مجلّلة بالبياض بوجهاً مضيئاً كالبدر خاطبتني وأنا أحتضر عطشاً, انهضي فاطمة وضعت كفها تحت رأسي واغترفت من كفها الأخرى غرفه ماء وأي ماء طعم الكوثر,ماء الفردوس الزلال.
ارتويت كضالّ في الصحراء مهتديا لواحة خضراء وغرفة أخرى بللّت بها حواسي لم أشعر بعدها أنني على هذه الأرض بل محلّقة بفضاء سماويّ شفاف مسوّمة من ملائكة بأغطية بيضاء استدارت لترحل قلت انتظري من أنت ؟قالت أنا أم أبيها الذي اسمك من اسمي أحسست بظمأك وأتيت لأروي عطشك
مرت كضوء ساطع وتركتني أرقد بأمان
4

أوقظ الطفلة التي في داخلي هناك حيث رمضان وطقوس اعشقها حتى الآن حين يحل أذان المغرب والقرآن ومدفع الإفطار وقرقعه القدور والصحون تتراقص من جار إلى جار
لكن كل هذا الفرح يتبدل بخوف إن حل الظلام وأتى الذي يقرع الطبل ليوقظ النائمين للسحور كان صوت الطبل يرعبني حقاً أحكم الغطاء حول رأسي وأتكور على بعضي بعدها يتصبب العرق ليبلغ أنحاء جسدي كانت والدتي عالمة بمأزقي تضمني بين جناحيها وتهدهدني بطيب الكلام
حين يحل العيد يقف ببابنا يقرع الطبل إيذاناً بأخذ العيدية أتعجب من خوفي الليلي واستنكره لأني أرى الرجل مجسماً أمامي بمحيّاً عطوف ومسالم نحلّق حوله مطالبينه أن يقرع الطبل لنا مرة أخيرة إلى أن يأتينا بالخير القادم رمضان
5
سراج الدين مسلم من بنغلادش يوصل الطلبات إلى المنازل بطيبة متناهية يقول عندما وفدت إلى هنا أول مرة كنت غير معروفاً كان إفطاري علبه سردين اقتصاداً في النفقات ولما طال بي المقام وخبروا خُلُقي أغرقوني أهل الحي بكرمهم حتى بت أحتار أين أضع الطعام الذي يفوح بالهيل والزعفران أنظرُ لآنية الطعام وأتحسر أهلي هناك أتمناهم هنا ليتمتعوا بصدقات أهل الخير في رمضان


https://www.facebook.com/kawkib.alsaadiT








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسة شؤون الحرمين: ترجمة خطبة عرفة إلى 20 لغة لاستهداف الوص


.. عبد الرحمن الشمري.. استدعاء الشاعر السعودي بعد تصريحات اعتبر




.. قطة تخطف أنظار الحضور بعد صعودها على خشبة المسرح أثناء عزف ا


.. عوام في بحر الكلام - علاقة الشاعر فؤاد حداد وسيد مكاوي




.. عوام في بحر الكلام - فؤاد حداد أول من حصل على لقب الشاعر في