الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلايا تبحث عن ثغرة المالكي يعلن انتهاء المعركة ضد الارهاب

عمار طلال

2012 / 8 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



(ولسوف يعطيك ربك فترضى)
اجهزت ارادة العراقيين، المتمثلة في خيارهم الانتخابي، على الارهاب.. مدحورا مذموما، في حديث نابع من صميم الوجدان الوطني اللاهج بالشكر للضباط والمراتب الذين احبطوا محاولة اقتحام سجن (التاجي) عند استقبال دولة رئيس الوزراء نوري المالكي لهم، يوم الاثنين 6 آب 2012.
قال دولة الرئيس خلال اللقاء: انتهت المعركة ضد الارهاب، والمتبقي مجرد خلايا هنا وهناك تبحث عن ثغرة، تقف وراءها ارادات من دول اخرى، تستغل الظرف الحاصل في المنطقة.
استقبل المالكي عسكرا، ابدعوا في مهنة، الابداع فيها يعني التعرض لموت محتوم، انتصروا على الموت، فاصبحوا موضع فخر العراق بكل الوان طيفه.
الا ان سيادته، اكد: نريد بناء بلد مستقر ومنسجم بجميع مكوناته.. محب لدول الجوار؛ لان هذه العوامل هي التي تحقق الاستقرار.
في الوقت الذي يثني فيه العراق، من خلال رئيس الوزراء، على بطولات جيشه، يعتمد انسجام مكونات طيفه الداخلي ومحبة دول الجوار، عوامل في تحقيق الاستقرار، وليس العسكر بضراوة سلاحه، التي راهن عليها صدام، فخذلته.
العراق دولة ضد شعبها، منذ نقل الامام علي (ع) الخلافة الراشدية، من المدينة الى الكوفة؛ بقصد السيطرة على انفلات العراقيين من عقال الدستور، يتأكد ذلك عندما اقامت بريطانيا دولة ذات جيش في العراق، عقب ثورة العشرين؛ كي تقمع الشعب وتئد ثوراته.
هل آن الاوان ليكون نظام الحكم جزءا من الارادة الشعبية.. متوفقا معها وليس متضادا؟
واقع التجربة الحالية يقول نعم، بدليل رهان المالكي على الانسجام والمحبة.. داخليا وخارجيا.. في تحقيق الاستقرار، وليس الاعتماد على قوة السلاح وبطش العسكر بالمدنيين العزل.
يواجه العراق اليوم، سيما العسف التي توقعها بعض الدول الاقليمية به، مواجهة حضارية من دون تشنج، حتى في لهجة الاحتجاج، عابرا الفاظ التحدي التي كان صدام يطلقها (بوخة) للارهاب فقط، لا نظير واقعي لها، على صعيد الافعال.
(ومن يتقِ اللهَ يجعل له اللهُ مخرجا) اذ نفذ العراقيون الى بر الامان بعد احتقانات طائفية، تضافر العالم كله على تكريسها، من الداخل والخارج (حتى بلغت التراقي) واحتفظت الادارة السياسية للعراق، بهدوء رفيع، حطم مؤامرت المبغضين، الذين ارادوا جره الى انفعال تشتد خلاله اللهجة، في مخاطبة مكون عراقي ما تدعي قوى خارجية وصايتها عليه، بل تسيء لهذا المكون، باظهاره بمظهر الجاسوس او الطابور الخامس ولاءً لآخرين ضد وطنه.
دعى دولة رئيس الوزراء خلال اللقاء الى تبادل المحبة بين المواطن ورجل الامن، متفهما الازعاج الذي تسببه السيطرات الامنية اضطرارا...
محاور لقاء المالكي بالعسكر، دارت حول المحبة، وليس حول السلاح، ونهى عن التعسف في استخدام الصلاحيات، الممنوحة لرجال الجيش والشرطة، على الا تتحول الرحمة الى غفلة او يتحول الحرص على الواجب الى اضطهاد.
فهل نجيد التوازن.. جيشا وشعبا.. في مجتمع متطرف بطبيعته؟ اظن الخير يخير والناس على دين ملوكها؛ فكلما طمنت الدولة شعبها بانها منه ومعه واليه وليست دولة ضد مجتمعها، انتظم ايقاع الشرطي والمواطن، على تفهم دوريهما وانجاز مهماتهما بتناغم عالي الولاء للوطن، كل من موقعه، الذي قال فيه رسول الله (ص):
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.
لذا.. واعتمادا على هذا الحديث النبوي الشريف، رهن المالكي، مستقبل الامن بالجهد الاستخباري والتعاون مع المواطنين، حتى القضاء على الارهاب بتوالي الضربات المتواصلة.
واشراك المواطن في تدعيم امنه باسلوب مدني وليس عسكريا، يجعل الامان تقليدا اجتماعيا نابعا من عمق حياة الشعب ليصب فيها، يحبك نسيجها ويقوي لحمتها بالتواشج مع السداة.
الاصغاء لحديث المالكي مع الضباط والمراتب الذين احبطوا محاولة اقتحام سجن (التاجي) نهاية عهد اللهجة المنفعلة التي تطيش عن تحقيق اهدافها، وبداية عهد تأملي راكز.. هاديء وفعال.
تلاحقت عهود الصبر على العراقيين؛ اذ صبوا قبل حكم البعث طويلا، ومكثوا على صبرهم مقيمين، طوال حكمه، الذي افرز صدام بطغيان ديكتاتوريته الفظيعة، وما زالوا صابرين بعد التحرير في 9 نيسان 2003، يتقون ارهاب البعث والقاعدة بالصبر والصلوات والاجراء الحازم من دون ان يجرهم استفزاز بعض الدول الاقليمية، للتنكيل بمكون يدعون حمايته، وما يحمون الا حقدهم على النجاح الديمقراطي الآخذ بالرسوخ متجذرا في العراق، بانتظار حلول الوعد، الوارد في الآية الكريمة: (ولسوف يرعطيك ربك فترضى).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجموعة السبع تتوصل لاتفاق بشأن استخدام الأصول الروسية المجمد


.. اعتراض صواريخ في عسقلان وسديروت




.. حريق بمبنى سكني قيد الإنشاء في أربيل بكردستان العراق


.. كيف يعمل وزير المالية الإسرائيلي المتطرف على تغير الواقع الج




.. الجولة الأعنف بين حزب الله و إسرائيل.. هل يتحول التصعيد المس