الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معبر رفح معاناة تتجدد

عبدالله الدمياطى

2012 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



إن معبر رفح يمثل شريان الحياة لسكان قطاع غزة ويمثل ايضا سبيل النجاة الوحيد لمئات المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية تتطلب سفرهم لاستكمال مشوارهم العلاجي خارج قطاع غزة، يشكل إغلاق معابر قطاع غزة والأنفاق الأرضية البديلة مشكلات فى غاية الخطورة بل كوارث حقيقية فمازالت اسرائيل هي المسيطرة على جميع المعابر الاخرى مما يجعل قطاع غزة سجنا محكم الإغلاق
لقد تم غلق معبر رفح البرى المخصص للأفراد بواسطة السلطات المصرية فجر الاثنين وايضا قامت الحكومة فى غزة الى إغلاق الأنفاق الأرضية، ويأتي هذا الإغلاق عقب الهجوم الذي شنه مسلحون مجهولون على حاجز أمني بمنطقة الماسورة بمدينة رفح المصرية وأدى إلى مقتل نحو 16 مجنداً مصرياً وإصابة 7 آخرين.
وهذه ليست المره الاولى التى يتعرض لها معبر رفح للأغلاق فبداية المأساة كانت فى عام 1978م بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد الذى وبموجب الاتفاقية تم فصل رفح المصرية عن رفح الفلسطينية وتحكمت اسرائيل وقتها بمعبر رفح وأصبحت القوات الاسرائيلية تمنع مرور الفلسطينيين من خلال هذا المعبر ومارست اسرائيل شتى أنواع القسوة والإذلال ضد سكان غزه من خلال تحكمها فى المعبر، وقد استمر هذا الوضع حتى عام 2005 حينما استطاعت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس تكبيد اسرائيل خسائر كبيرة، فقررت اسرائيل الانسحاب من قطاع غزه،وبهذا الانسحاب أصبح معبر رفح معبرا يربط بين مصر وغزة بما يعني أن السيادة عليه كانت مصرية فلسطينية.
لكن اسرائيل لم تقبل أن لا تكون السيطرة لمصر وفلسطين فتم عمل اتفاق بتاريخ 15/11/2005 بين كل من اسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية الذى كان يمثلها محمد دحلان وينص الاتفاق على أن يكون معبر رفح تحت سيطرة مراقبين دوليين وأن يزود بكاميرات مراقبة تنقل لاسرائيل كل التفاصيل التي تحدث داخل المعبر وليس هذه فقط بل للاسرائيل الحق في إغلاق المعبر متى تشاء بحجة الدواعى الامنية، وبم ان مبارك هو حليف لاسرائيل فوافق على كل هذه الشروط وكذالك فعل دحلان، فكانت اسرائيل بمجرد ان تطلب اغلاق المعبر تستجيب مصر وتغلق المعبر على الفور، وبهذه السيطرة الاسرائيلية تم ازلال الفلسطينيين فكان المعبر يشكل نوعا من التعذيب والإذلال للداخلين والخارجين منه.
وبعد نجاح حماس فى الانتخابات الفلسطينية وسيطرة حكومة حماس على غزة انسحب المراقبون الدوليون من الإشراف على المعبر فاتخذتها مصر ذريعة لإغلاق المعبر.
حتى قامت الثورة المصرية المباركة واختار الشعب المصرى اول رئيس مدنى منتخب وهو د/محمد مرسى الذى قرر عقب نجاحه فتح معبر رفح، وهذا ادى رفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى وسكان غزه خاصة، حتى المجزرة المروعة التي نفذت ضد ضباط وجنود الامن المصريين المرابطين في رفح، واهداف هذه المجزرة هى صناعة عداء مصري للفلسطينيين وإحكام الطوق الأمني على غزة وايضا ترحيل قضية غزة إلى مصر وتحويلها إلى مشكلة مصرية، وايضا تحويلها الى عبء امني واجتماعي واخلاقي على مصر.
اخيرا ان إغلاق معبر رفح يؤثر بشكل قاطع على الاقتصاد فى غزه، واغلاق المعبر يعني توقف علاج المرضى الذين هم على قائمة الانتظار للخروج للعلاج في مشافي مصر والدول الأخرى.
أن إغلاق معبر رفح سيزيد من المأساة في غزة، كما انه سيحرم سكان القطاع من المساعدات الإنسانية التي تأتي عبره.
واخيرا اغلاق المعبر يشكل ضربة للمستويات الإنسانية كافة في القطاع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات