الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندوة -وحدة اليسار... الآن-

حسن أحراث

2012 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


طبعا، من حق أي حزب سياسي أن ينظم ما يشاء من الندوات وغيرها. ومن حقه أيضا أن يختار من يشارك في هذه الندوات، وأن يختار الوقت المناسب لذلك. كما بدون شك، من حق أي حزب آخر أو أي متتبع أو أي مهتم سياسي أو أي مواطن مغربي، أن يعبر عن رأيه بخصوص هذه الندوات وخلفياتها وسياقاتها، خاصة وأن الدعوة لحضور ندوة "وحدة اليسار... الآن" مفتوحة أمام العموم.
ومعلوم أن هذه الندوة منظمة من طرف الكتابات الإقليمية لتحالف اليسار الديمقراطي بالرباط، وهو تحالف مكون من أحزاب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي واليسار الاشتراكي الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي. أما المشاركون في الندوة، حسب الملصق الدعائي، فهم الحزب الاشتراكي الموحد وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب النهج الديمقراطي وحزب التقدم والاشتراكية، وليس كما جاء في الدعوات الموجهة الى وسائل الإعلام "بمشاركة كل التنظيمات وفعاليات اليسار المغربي". إن هذه الصيغة الأخيرة تنفي أو تخفي وجود فعاليات يسارية فعلية وحاضرة في الميدان، وتؤدي ضريبة الانتماء الى اليسار الحقيقي، اليسار الجذري.
ويهمني بهذه المناسبة التوقف عند نقطتين اثنتين، وهي:
- الظرفية السياسية التي تنظم فيها هذه الندوة؛
- الأطراف السياسية المشاركة في الندوة؛
* الظرفية السياسية الراهنة والندوة:
تمر بلادنا من أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، رغم تستر النظام المغربي عن ذلك، بالإضافة الى كل من لهم مصلحة في استمرار الأوضاع على ما هي عليه، وفي مقدمتهم مكونات الحكومة الحالية، وخاصة أحزاب العدالة والتنمية والاستقلال والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية (المشارك في ندوة "وحدة اليسار... الآن"). وقد يعفيني من إبراز مؤشرات هذه الأزمة التي تعبر عن احتداد الصراع الطبقي ببلادنا، بعد التدهور المهول في الخدمات الاجتماعية (التعليم، الشغل، الصحة، السكن...) والزيادة "الماكرة" في المحروقات (وهي زيادة، في واقع الأمر، في العديد من المواد الاستهلاكية الأساسية)، اقتراض ما يزيد عن ستة (06) ملايير دولار من صندوق النقد الدولي. وبدون شك، ستدخل بلادنا نفقا أكثر قتامة من ذي قبل، من حيث الخضوع للامبريالية وإملاءات مؤسساتها المالية التي يعرفها الشعب المغربي أدق المعرفة (أسوأ حتى من "برنامج التقويم الهيكلي" لسنوات الثمانينات من القرن الماضي) ومن حيث الإجراءات القمعية المصاحبة لها من طرف النظام (انتفاضة يناير 1984 وانتفاضة دجنبر 1990 كأمثلة ساطعة). وستكون الجماهير الشعبية المضطهدة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة، الضحية الأولى لهذا النفق المظلم، وكما دائما.
ويتابع الجميع الآن، وفي أغلب الأحيان في صمت مخجل، الحملات القمعية المسعورة (حملات انتقامية واستباقية) التي تستهدف بالأساس مواقع الفعل النضالي الجذري (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، حركة 20 فبراير...)، والتي ترمي الى إسكات الأصوات المناضلة التي تفضح الإجرام والتردي الحاليين والى توفير شروط الهدوء والاستقرار لتمرير المخططات التدميرية للنظام. إن أعداد المعتقلين السياسيين الآن يذكرنا بالأعداد المماثلة لسنوات الرصاص وكذلك أشكال التعذيب والاختطاف وأوضاع السجون، في تجاهل تام لشعارات حقوق الإنسان المتعارف عليها عالميا ولشعارات الديمقراطية ودولة القانون...
إن المرحلة، مرحلة مواجهة وفضح واستمرار معارك الكادحين المغاربة (عمال وفلاحين وطلبة ومعطلين...) من اجل التحرر والانعتاق.
* الأطراف السياسية المشاركة في الندوة:
قد يقول قائل: إن ندوة "وحدة اليسار... الآن" ستطرح الوحدة من أجل مهام المرحلة (النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الانخراط الفعلي والقوي في حركة 20 فبراير من أجل تقويتها وتطويرها، التصدي لمخططات النظام في مجالات التعليم والصحة والشغل والسكن...). قد نصدق ذلك لولا مشاركة حزب التقدم والاشتراكية، المشارك في الحكومة الرجعية الحالية المسؤولة بدورها عن معاناتنا، وقد نصدق ذلك لولا مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي شارك، بل قاد الحكومات السابقة التي أسست للتناوب على ركوب جراحنا ومآسينا. إنه من المستفز المراهنة على حزبين "متلاشيين" لا علاقة لهما باليسار، فبالأحرى "وحدة اليسار... والآن"!!
وماذا عن "تجمع اليسار الديمقراطي" الذي يضم الى جانب مكونات تحالف اليسار الديمقراطي حزب النهج الديمقراطي؟ لماذا تجاوز "التجمع" والدعوة للندوة باسم "التحالف"؟ ولماذا الانفتاح على أحزاب أثبت التاريخ والواقع الراهن "عدم صلاحيتها"؟
إن غير المقبول، نظريا على الأقل، هو مشاركة النهج الديمقراطي في هذه الندوة، وذلك لسبب واحد على الأقل، وهو الحضور الى جانب "الحزبين المتلاشيين" البعيدين عن اليسار وهموم اليسار (في الوحدة أو في النضال) وعن مصالح الجماهير الشعبية، والقريبين بالمقابل من النظام وخدام مصالحه الطبقية.
أ ليس ذلك شكلا من أشكال العبث السياسي؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبث أو انتهازية مقيتة
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 8 / 11 - 00:25 )
لا تبدو مشاركة حزب النهج إلى جانب الاتحاد والتقدم ،عبثا إلا لمن له ذرة شك في انتماء هذا الحزب التحريفي إلى خط الجماهير ، ليس عبثا أن يطرق الانتهازي كل الأبواب من أجل أن ينال اعتراف رفاقه في الانتهازية أو يحجز لنفسه مقعدا حتى بجانب الأعداء ...بالنسبة لحزب النهج لا يهمه سوى استمرارية حركيته كحزب والبحث المتواصل عن حلفاء ومكاسب ظرفية دون أي نظرة استراتيجية ...الغريب ليس مشاركة حزب النهج في الندوة كما ليس خطأ رهانه على البيروقراطية والتطبيل لها مقابل حصوله على مقاعد قيادية داخل النقابات وجنبا إلى جنب مع سماسرة العمل النقابي ..ثم التباكي والبحث عن النصرة عندما تطرده أو تلفضه هذه البيروقراطية بعد استنفاد مهامه..ليس غريبا كل هذا ..الأغرب أن يبدو ذلك للكاتب شيء عبثي ..لماذا لا نسميه بإسمه الحقيقي : أي الانتهازية ولماذا نتجنب إبراز الموقف السياسي من هذا الحزب ....هذا هو العبث رفيقي مع التحية


2 - شيء من المسؤولية
محمد سعيدي ( 2012 / 8 / 12 - 13:09 )
إنه من السهل الاختباء وراء الأسماء المستعارة والمزايدة على المناضلين (ومن خارج المغرب، إن باريز ليس هو المغرب الرفيق عبد اللطيف). اعلنوا عن أنفسكم وسجلوا مواقفكم كما يحلوا لكم. وسنرى إذاك ماذا أنتم فاعلون، وعلى أرض الواقع. أليست هذه انتهازية أخرى من بين الأصناف المتعددة للانتهازية


3 - إلى سعيدي
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 8 / 15 - 23:13 )
أنت تقوم ليس بالمزايدة أنت تقوم بعمل استخباراتي صبياني...نسميه التجسس على المناضلين...إشارة صغيرة أنا لا أختبئ وراء إسم مستعار أنا أتشرف باختياري لهذا الاسم ثانيا أنا موجود بالمغرب وبقلب المغرب وفي مدينة صغيرة بهذا المغرب..ولم ولن أتوفر في حياتي على جواز للسفر..يبدو أن معطياتك ناقصة وأنك لا تقوم بعملك على أحسن وجه ..لقد قدمت إليك أعلاه مساعدة بسيطة فشغل جمجمتك وكف عن هذه المهنة المشينة..وحاول أن تتعلم نقاش الأفكار بدل نقاش الأشخاص...الله ينعله قاعدة


4 - إسمي الحقيقي
محمد سعيدي ( 2012 / 9 / 2 - 04:00 )
محمد سعيدي
أنشر أحيانا بعض المقالات بإسمي الحقيقي على موقع الحوار المتمدن على الرابط التالي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=3758
وأود أن أوضح للرفاق الذين يعرفونني شخصيا أن التعليق رقم 2 ليس لي. وإذا كان شخص آخر يحمل نفس الإسم، أرجو من الرفاق التمييز، أما إذا كان ينتحله فأطلب منه الكف عن ذلك. خاصة أنه يكشف عن إسم يدعي أنه لرفيق عبد الكريم الخطابي ، وهذا العمل لا أتفق معه كيف ما كانت المبررات و ليس من أخلاقي.
محمد سعيدي


5 - تحية للسعيدي الحقيقي وتبا للنسخة الانتهازية
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 9 / 2 - 17:24 )
أحييك رفيقي على توضيحك السابق ..دائما النعام يقوم بتخبئة رأسه خوفا من المواجهة فيما يترك مؤخرته دون حماية ...هؤلاء الجواسيس تملأ الساحة للأسف وبعضهم يتوهم نفسه مناضل عموما نطمئنهم أن أحفاد الخطابي تحتاط من النقيض لكنها أبدا لا تخافه..نطمئنهم أيضا أن خطابنا على صفحات الحوار ما هو إلا ترجمة لخطابنا على أرض الواقع من اللغة العامية إلى العربية ...أما الاسم الذي كشف عنه ذاك المنتحل فلا يعدو أن يكون دليلا على الغباء ليس إلا...عموما أسلوب خوض الصراع الفكري يدل على المضمون الفكري والسياسي لأصحابه ..أكرر تحيتي لك رفيقي على توضيحك الهام

اخر الافلام

.. دمار في -مجمع سيد الشهداء- بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنان


.. انفجارات تهز بيروت مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية




.. عسكريا.. ماذا تحقق إسرائيل من قصف ضاحية بيروت الجنوبية؟


.. الدويري: إسرائيل تحاول فصل البقاع عن الليطاني لإجبار حزب الل




.. نيران وكرات لهب تتصاعد في السماء بعد غارات عنيفة استهدفت الض