الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الديمقراطية والاستبداد السياسي

سامي العباس

2012 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ليس كل ما يلمع ذهبا
تسلمت العا ئلات المقاطعجية في كل من سورية ولبنان بعد الاستقلال نظاما ديمقراطيا برلمانيا , مشتقا من النظام الفرنسي .مع بعض التحويرات في الحالة اللبنانية "ديمقراطية الطوائف "
لم يصمد طويلا هذا النظام في سورية امام ضغط الانقسام الاجتماعي :مدينة /ريف .بل تداعى بفعل اختراق ابناء الفلاحين للمؤسسة العسكرية السورية و سيطرتهم التدريجية عليها خلال عقد من السنين "1947-1957 ".. كان طرد الشيشكلي ايذانا باغلاق ملف الصراع لصالح المشروع القومي –الاشتراكي بحامله الاجتماعي الرئيسي "الفلاحين الفقراء والمتوسطين ".. ففتحت الطريق لعملية تحطيم التراتب الطبقي الموروث من المرحلة العثمانية . رافقت هذه العملية اعادة نظر بالنظام السياسي البرلماني لأنه كان في خدمة المصالح الطبقية للعائلات المقاطعجية – في انتخابات 1957 حصلت كتلة أكرم الحوراني على -17بالمئة – من مقاعد البرلمان . وا لحوراني "زعيم الحزب العربي الاشتراكي" كان تعبيرا عن تمايز قومي /طبقي داخل المدينة بين العائلات المقاطعجية من جهة والتجار الصغار والمتوسطين من جهة أخرى"... فمعظم العائلات المقاطعجية التي تحولت في عهد الاصلاحات العثمانية الى عائلات اقطاعية كانت في
بلاد الشام والعراق ومصر من أصول غير عربية " . سرعان ما أدى هذا التمايزالمركّب"قومي/طبقي " الى جسر العلاقة بين الريف والمدينة . وكانت مدينتي حمص وحماة المفتوحتين على ريف متنوع دينيا ومذهبيا بيضة القبان في انجاز هذا التحول . وكانتا المستودع الذي يرفد هذا التوجه"الاشتراكي " بمعظم رموزه العسكرية والسياسية " للتدقيق في هذه المسألة أنصح بالعودة الى ارشيف المذكرات والمقابلات التلفزيونية لضباط وسياسيي تلك المرحلة "
باختصارغير مخل بالسياق العام : بدى التحويل للبنية السورية: الاقتصادية –الاجتماعية بواسطة النظام البرلماني "سلحفاتيا " في العين الراديكالية" للقومية –الاشتراكية"..أدلوجة قوى التغيير الطامحة لاعادة النظر بتقسيم الثروة من جهة .ومن جهة أخرى,بدى النظام البرلماني مسرحا للتجاذبات الاقليمية والدولية لاستلحاق سورية "انظر دور حزبي :الشعب والوطني في الصراع الهاشمي –السعودي على سورية " . هكذا تحول الجيش الى اداة للتغيير السياسي والاجتماعي , بدلا من وظيفته في حماية ا ستنقاع البنية الاقتصادية –الاجتماعية ..
في لبنان – فيما عدا المحاولة الشهابية – استولدت ديمقراطية الطوائف حربا اهلية ملجومة بالعاملين الاقليمي والدولي . وفيما عدا التحطيم الجزئي للتراتب الطبقي الذي رعته سورية خلال ثلاثة عقود من وجودها العسكري والسياسي في لبنان . ظل القران معقودا بين العائلات الروحية وديمقراطية الطوائف مع بعض التعديلات التي ادخلها اتفاق الطائف على التحاصص الطائفي ..
وبينما ثبتت الديمقراطية الطائفية ديمومة الارتهان للخارجين :الاقليمي والدولي . مما وضع مشروع التدامج الوطني على الرف منذ الاستقلال .افلح نسبيا نظام الاستبداد في سورية في منح الوطنية السورية فرصة للتعضي يجري امتحانها منذ سنة ونيف في أقسى مواجهة اختلط فيها الدين بالسياسة والمصالح الدولية بالاقليمية ,والجهل بالتوق الى العدالة والحرية .
وعلى ترتيب أحمق للأولويات تولى يساريون سوريون مهمة رش السكر على الروث الوهابي الذي يشكل الوجبة الرئيسية للاسلام السياسي السوري .أما من أسعفه ذكاؤه من هذا اليسار فقد تولى الدولار الخليجي اسكات عقله وضميره .
هكذا فان المفاضلة بين الديمقراطية والاستبداد لاتختصر الحكاية .فليس كل مايلمع ذهبا . بدءا من عالم الاجتماع غليون وانتهاء بمن أطلق على نفسه مانديلا سورية رياض الترك ..
سامي العباس
17-5-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي