الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية ( نسر ) المصرية تكمل ما بدأته عملية سيناء الارهابية:

خالد عبد القادر احمد

2012 / 8 / 10
القضية الفلسطينية


يصر البعض على قراءة ان الصراع بين الاخيار والاشرار هو الذي يرسم الصورة لسياسية المحلية, في اي بلد من بلدان المنطقة, ويغيب عن رؤيتهم صورة تنامي حجم كتلة الانظمة الرسمية وتوحد اتجاهها في الحركة تحت مظلة النفوذ السياسي الامريكي, وان محور حزب الله سوريا العراق ايران يعيق استكمال نمو هذه الكتلة وحركتها, لانهم ببساطة يرفضون الاقرار ان وصول حركة الاخوان المسلمين لمواقع الحكم في مواقع الربيع العربي والتقاءها مع الانظمة الرجعية التقليدية, نجح في اجهاض احلامهم الوردية الثورية التي حملوها لمقولة الربيع العربي, وان مردود التضحيات عاد لصالح المصالح الفئوية الضيقة لجماعة الاخوان المسلمين,
لقد حدد هؤلاء موقفهم العاطفي من عملية سيناء باعتبارها عملية شريرة لا باعتبارها عملية سياسية, تستهدف اعادة اطلاق حركة التسوية السياسية في المنطقة على حساب دم ستة عشر شهيدا من جنود الجيش المصري, واختلفوا في تحديد الطرف الشرير الذي ارتكب الجريمة, دون ان يفطنوا الى ان عدة اطراف شريرة وبصورة سياسية مقصودة, وكل لاهدافه الخاصة ولكن بالانتظام الجماعي على ايقاع الرسم السياسي الاستراتيجي الامريكي, خططوا ونفذوا وتقاسموا الادوار في ارتكاب هذه الجريمة,
ان من واجبنا ان نعزي ( اهالي شهداء الجيش المصري) في مصابهم الاليم, لكننا لا يمكن ان نقدم العزاء لمصر الرسمية بكافة مؤسساتها, لانها من الاطراف الشريرة التي هدرت بفتوى اولوية الهدف السياسي دم هؤلاء الشهداء, ولا يجب ان نقدم لمصر الفكرية ايضا هذا العزاء, لانها اثبتت انها في اللحظات الحاسمة لا ترتقي عن الالم العاطفي الى مستوى الحكمة السياسية الضرورية, بل تنحدر عفويتها الى مهاوي الضبابية,
اما قطاع غزة وبعد الاقرار بان حركة حماس هي احد الاطراف الشريرة التي شاركت عن وعي وادراك سياسي كامل الوضوح بعملية الارهاب السياسي في سيناء, فان دفاعنا عن القطاع يتمحور حول دعوة شعبنا فيه الى بذل محاولة جدية للتحرر من سيطرة الفكر والمنهجية العرقية العروبية الطائفية, والانفضاض عن منتجاته الفصائلية, من تيارات اسلام سياسي او تيارات ليبرالية قومجية وبرجوازية, التي لم تعد تعرف ما هي سمات وصفات المنهجية الوطنية ولا اين تتموضع, وندعوها للبحث عن البديل الوطني الاستقلالي السيادي فكرا وتنظيما ومنهجا
لقد انخرطت حركة حماس بتنفيذ هذه العملية وهي تدرك تماما انها تضع ( شعب قطاع غزة وبعض قواه السياسية ) امام احد الخيارات والمسارات التالية:
اولا خيار الارادة الامريكية في انهاء حالة الانشقاق وانخراط حركة حماس في التسوية من موقع الاقرار بوجود الكيان الصهيوني, والاعتراف بشرعية وجوده, وقبول التعايش معه, وهو المرشح الاقوى بين هذه الخيارات
ثانيا خيار عودة السلطة المصرية لادارة قطاع غزة, وهو ما عبرت عنه التصريحات الاخوانية خلال حملة انتخابات الرئاسة المصرية, وردت بنقيضه حينها حملة الفريق احمد شفيق
ثالثا خيار اعادة المسئولية عن قطاع غزة الى الاحتلال الصهيوني كارض محتلة,
ان اطلاق مصر الرسمية عملية ( نسر ), والتي من اهدافها الرئيسية اغلاق الانفاق بين مصر وقطاع غزة, انما يطلق الالية السياسية التي تضع ( شعب قطاع غزة, وكافة قواه السياسية, عدا حركة حماس ) امام ضرورة الاختيار بين مطلب الحرية ومطلب رغيف الخبز المعيشي, الامر الذي يهيء لحركة حماس الشرعية اللازمة لاستكمال تنفيذ الدور المنوط بها في المخطط السياسي, والذي يستدعي منها اولا جدع انف مقولة وثقافة المقاومة المسلحة تحت مظلة التبرير الامني وتهيئة شروط الفتح الكامل لمعبر رفح, وما يستدعيه ذلك من استجابة للشروط الدولية تستدعي فيما تستدعيه انجاز المصالحة وواد حالة الانشقاق والانقسام التي تعيق عودة اجهزة سلطة رام الله للعمل في القطاع وعلى معبر رفح,
قد يرى البعض فيما قدمنا عرضا يطرح اشكالية تناقض في صورة موقف وحركة الكيان الصهيوني, ودوره كطرف شرير في عملية سيناء والالية السياسية التي تستحدثها, ولهؤلاء نقول ان براغماتية الكيان الصهيوني التي تزاوج بين تماسك التشدد المبدئي الاستراتيجي, ومرونة التعامل مع اللحظة التاكتيكية, مكنت الكيان الصهيوني من الانخراط من موقع التنسيق المباشر مع باقي الاطراف في تنفيذ العملية, حيث ستتيح بصورة رئيسية كسر الحدة الايديولوجية لموقف حركة حماس السابق الرافض للاعتراف بالكيان الصهيوني وقبول التعايش معه على اساس الاعتراف بشرعية وجوده, كما ان العملية ستفكك باقي ذيول تحالفات حركة حماس السابقة مع محور الممانعة والمقاومة محليا في غزة بعد ان فككت اقليميا علاقتها بسوريا وايران ولم يبق سوى علاقتها بحزب الله في لبنان, الى جانب انها ستريح الكيان الصهيوني من تكاليف وضع سيناء وغزة الامني, وستمنع مبكرا انفلاته الذي قد يكون مستقبلا غير قابل للسيطرة عليه, الى جانب انها ستحتفظ بمعظم مكتسباتها الاستيطانية في الضفة الغربية رغم نية تقدم السلطة الفلسطينية بطلب دولة غير عضو في الامم المتحدة, الامر الذي لن يلغي بقاء الصراع مع الفلسطينيين على ارض وفي اطار مقولة ارض متنازع عليها يفترض مطلب السلم والامن العالمي حله بالتفاوض المباشر بين اطراف النزاع, ولو كان بين ( دول؟ )
ان المواقف الرسمية والمواقف الفكرية التي تجر شعوب المنطقة بعيدا عن وعي وادراك الصورة السياسية وحركة تفاعلاتها, واعتقال الشعوب في مقولة وكذبة حرمة وقدسية الدم, هي مواقف تعتقل هذه الشعوب في حالة تخلف متوالدة التجدد, وهو للاسف ما يفعله عن وعي القيادات الفلسطينية, التي ذهب هنية حماس منها الى حد اسقاط الهوية الفلسطينية عن من يسفك دما مصريا, لكنه لم يسقطها عن نفسه وعن حركة حماس حين سفكت الدم الفلسطيني نفسه, وهو ما يفعله ايضا قيادات تيارات الاسلام السياسي الامريكي في مصر وغيرها, حتى لم نعد نسمع تكبيراتهم لله عز وجل, الا حين ارتكاب المذابح بحق شعوب المنطقة, تماما كما هدف تكبيرات الانظمة, فاذا قلنا ان الاهداف السياسية للمؤسسات والقوى السياسية في المنطقة تحلل هذا النهج وتبرره, فما هو محلل ومبرر الاقلام التي تدعي الولاء للشعوب, والتي انقسمت الى اهلاوي وزملكاوي؟ سؤال لا يملكون الاجابة عليه فجوابه عند فيفا الولايات المتحدة الامريكية.................. وهنا نقف عند هذا الحد حيث لا يمكن التوسع اكثر









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟