الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة

حميد المصباحي

2012 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عندما أعلنت السلطة السياسية في المغرب,حالة الخطر,أو ما مسي بالسكتتةالقلبية,احتد النقاش,حول سبل الخروج من النفق,وكيفيات تجاوز الأزمة,في هذه اللحظة,كان لابد من وضع حد للإحتراب السياسي بين المعارضة والدولة,فكان مقبولا من الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,التفكير في الوطن ومآلاته,بعيدا عن تقديرات الحزب لخساراته السياسية,وهنا كان الكاتب العام صارما في القبول بتشكيل حكومة التناوب,رغم العراقيل التي افتعلها الإستقلاليون,وتحمل الحزب الضربات من داخله وخارجه,فأحزاب اليسار الراديكالية,لم تعفر لحزب القوات الشعبية,انخراطه في إنقاذ الحكم بدون أن يفرض شروطه,ويدافع عنها بقوة,وهذه المعارضة لقيت استحسانا حتى من طرف الكثير من القيادات الإتحادية نفسها,التي حاولت تصوير الكاتب العام بمثابة الإطفائي,أو جسر الأمان لانتقال السلطة بدون هزات اجتماعية وسياسية غير محمودة العواقب,في ظل اختلالات مالية اقتصادية وحتى سياسية ودولية,واستطاع السيد عبد الرحمان اليوسفي النجاة بالمركب و‘يصاله ‘لى بر الأمان السياسي والإقتصادي,وقد استحق بذلك تشجيع الحزب والدولة نفسها,خارج الحسابات السياسوية والحزبية,لكن حزب الإستقلال,رفض أن يظل حزب الإتحاد الإشتراكي في الوزارة الأولى,فاشتدت الصراعات بين الحلفاء,مما حذا بالملك إلى اختيار وزير أولا غير سياسي,وهنا كانت نكاية الحزب بكاتبه العام,مدفوعا ببعض القيادات التي كانت ترى نفسها أحق بالوزارة الأولى,فتدعمت بمستحقين آخرين مفترضين لوزارات أخرى,فكان غضب السيد عبد الرحمان اليوسفي,قويا على الدولة,ومضمرا على قيادات الحزب,حتى لا يعرضه لهزات تعصف بوحدته التنظيمية,والسؤال,هذه الوضعية التي عاشها الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,أليست هي نفسها التي عاشها حزب الأصالة والمعاصرة؟؟؟
كان المشهد السياسي في المغرب,بتعدديته المفتعلة,هشا,ومنخورا بالكثير من الأحزاب التي صارت عبئا على الدولة والمجتمع,مما ولد عزوفا سياسيا,خطيرا,جعل المجتمع المغربي مفتوحا على احتمالات تتجاوز قدرات الدولة في الظبط والتحكم,خصوصا بعد الهزات التي عرفتها الكثير من المناطق,والتي أثبتت أن الوضع ليس كما اعتقد الكثير من الساسة القدامى,الذين لم تعد معرفتهم بالمغاربة تؤهلهم لتزعم التجمعات,التي اعتنت بأجيال جديدة,لها رهاناتها وحساباتها,وبدأت تكسر سياجات الخوف من السلطة,وحتى من باقي السلط الإجتماعية والرمزية والتي كانت مساعدة على الإدماج النفسي والثقافي,وهنا كان لا بد من آليات جديدة,تحرك المياه الراكدة,وتكشف عن مخزون الغضب والرفض,بتجديد الآمال في التغيير والإصلاح,هنا ظهر حزب الأصالة والمعاصرة,كقوة امتصت أحزابا صغيرة,وكبرت باتفاق بين فاعلين ثقافيين ويساريين قدروا حساسية المرحلة,وبتعاون مع أطراف في الدولة نفسها,أدركت الحاجة إلى التغيير,ومواجهة مد الإسلام السياسي,الذي يمكنه أن يجرف حتى العدالة والتنمية نفسه,إذا ما اختلت التوازنات الكبرى كما حدث في مصر,غير أن الوضع الذي تم تجاوزه بفكرة مهندسيي الأصالة والمعاصرة جنبت الكثير من المواجهات,وإن كان الحزب قد تضرر منها هو الآخر وليس أمينه العام كما حدث لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,لكن المشترك بينهما,هو تحامل قوى اليسار الراديكالي,وتحالفاته,التي رفعت صورا لقيادات الأصالة والمعاصرة في تظاهرات عشرين فبراير,التي لم يحسن حزب الأصالة والمعاصرة التعامل معها,ولم يكن وحده,بل هناك قوى يسارية تعاملت بالحذر نفسه وإسلامية بل حتى حزب العدالة والتنمية نفسه,لكن سهام النقد وجهت لحزب الأصالة والمعاصرة وحده,لأنه تعامل مع السلطة,وهل هناك حزب لا يتحاور مع السلطة وليست له رغبة في الحكم؟ فالإتحاد الإشتراكي مع من خطط لفكرة التناوب مع اليسار أم مع الملك؟
والحقيقة أن التحامل على الأصالة والمعاصرة كان مرد,كون الحزب ضم فعاليات يسارية,ملت الإجترار البليد للضعف,والصراعات الشخصية والحسابات الزعماتية,وقررت أن تنتقل بفكرها لحزب يقدر الأفكار ولا يعمل على تشويهها والنيل من أصحابها بحجة طهارة مفتعلة,تخاف المبادرات,وتعجز عن خوض صراعاتها بعيدا عن الرهان على هذا الحزب أو ذاك,وانتظار موقف الإتحاد الإشتراكي لنقدها وتجريم كل خطواته السياسية,ليصير اليسار بتاريخه مجرد معارضة للمعارضة وليس فاعلا متميزا له رهاناته الخاصة والفاعلة في حقل الصراعات السياسية.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم