الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخِتان و الإِعتداء الأول

عمار مها حسامو

2012 / 8 / 11
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


كانت جالسة تلعب بدميتها الصغيرة تسرّح لها شعرها و تحاكيها ، هجم عليها أناس غرباء ، أمها ساعدتهم على نزع ملابسها عن بدنها ، عرّتها و ثبتت لها أيديها الصغيرتين و إمرأة غريبة عنها فتحت كلتا رجليها بشكلٍ محكم و بينما كانت تحاول أن تفلت منهنّ بدأت الطفلة بالبكاء و الصراخ كانت الأخرى تقطع لها قسمها من بظرها بسكينٍ حاد ، كان الختان .
جاء في لسان العرب : خَتَنَ الغلامَ والجارية يَخْتِنُهما ويَخْتُنُهما خَتْنًا، والاسم الخِتانُ و الخِتانة ، وهو مختونٌ و الختن للرجال و الخفضُ للنساء و الختين المختون الذكر و الأنثى في ذلك سواء .
تُدعى من تتولى الخفض بالخافضة أو الخفّاضة و تُدعى أيضاً بالمبظّرة .
عرّف ختان الأنثى حسب منظمة الصحة العالميّة أنه بتر جزء من الأعضاء التناسليّة للأنثى بتراً كاملاً أو بشكل جزئي و ذلك لأسباب دينيّة أو اجتماعيّة ، تنتشر هذه العادة الاجتماعية في المناطق الحارة في إفريقيا و جنوب آسيا و اندونيسيا على الأخص و في البلدان العربية تنشر بشكلٍ ملحوظ في مصر و السودان و القرن الإفريقي .
الوضعية الجسديّة للختان لا تختلف عن وضعية الاغتصاب و لهما نفس الأثر في ذاكرة الطفلة خاصةً أن الطفل يخزن ذاكرة طويلة الأمد من طفولته ، ذاكرة قائمة على الخوف و الألم ، و فقدان الثقة بالآخرين و خصوصاً إن كان أحد الأبوين شريكاً في عملية الختان بشكل مباشر أو غير
مباشر ، و صدمة الختان يمكن لها أن تكون آنية أو طويلة الأمد خاصةً إن ترافقت بالتفكير و رؤية الأحلام و التخيلات المرعبة الدائرة حول الختان لأن تتحول إلى حالة مرضية .
و حسب دراسة علميّة أجريت في مدينة أن بكاء الأطفال المخنوتين أكثر من الأطفال الغير مخنوتين ، و صوت بكاء المخنوتين أعلى من من الغير مخنوتين حيث ألم الختان يحتقط به الطفل في ذاكرته التي يستعيدها مع أي ألم جديد .
في السودان كانت تتم عملية الختان بشكل أبشع و أشنع مما هي عليه في مصر ففي مصر كانت عملية الختان قائمة على بتر قسماً من البظر أما في السودان كانت عبارة عن قطع البظر و الشفاه الأربعة الداخلية ومن ثم تقوم الداية بإخاطة الجرح و إغلاق فتحة المهبل بشكل كامل دون بعض الثقوب
الصغيرة كي يخرج دم الحيض و عند الزواج تفك تلك العقدات و إن ترملت إحداهنّ أو طلِقت كي لا تمارس الجنس إن رغبت تتم الإخاطة من جديد حتى زواج آخر و فك تلك العقد بالسكين مرّة أخرى .
ففي المناطق الحارة تترشح الهرمونات الجنسية قبل و بكمية أكثر مما هو عليه في المناطق العادية و الباردة و هذا الهرمون مسؤول عن النشاط و الرغبة الجنسية فالحرارة تؤثر على النوى الموجودة في منطقة التحت المهاديّة في الجهاز العصبي ، لذلك يصل سكان المناطق الحارة من الذكور
و الإناث على حدٍ سواء إلى البلوغ الجنسي قبل أبناء سنّهم من باق المناطق و يعتبرون من مالكي رغبة جنسية أعلى من سكان المناطق الباردة و المعتدلة ، فكان ختان الأنثى المنتشر في المناطق الحارة وسيلةً لردع هذه الرغبة الإنسانية و الحدّ منها ، فالختان يمنع الأنثى من الوصول إلى النشوة الجنسيّة " الأورجازم " و يصيبها آلام خلال الجماع تعيقها عن متابعة الممارسة الجنسيّة بلذة .
يقول الجاحظ في غاية الخفض تقليل غلمة النساء ، فيكون العفاف عليهنّ مقصوراً ، و البظراء تجد من اللذة ما لا تجده المختونة ، فإن كانت مستأصلة مستوعبة كان على قدر ذلك .
و مع عملية الختان تتعرض الأعصاب و الأوعية الدموية المغذية و المسؤولة عن البظر للتهتك فيمسي قطعة لا تفتقد مشعرات أو إحساسات ، تسبب الألم عند الإيلاج و الإخراج في العملية الجنسية فتتحول العملية الجنسية من لذة إلى نقمة و ألم ، فتأخذ المرأة الحمل سبباً يمنع الجماع المؤلم .
هذه العملية تجعل المرأة تصاب في ألم أثناء التبول و الجلوس و الممارسة الجنسيّة فتستمر عملية إخلاء المثانة إلى ثلاثين دقيقة مترافقة مع الألم الشديد ، إضافة إلى احتباس البول و دم الحيض داخل جوفها مما يسبب العفونة و انتشار الباكتريا و الإلتهابات .
رغم ذلك فإن أغلب حالات الختان تتم في أوساط ريفيّة بوجود الدايّة و بشكلً غير مشروع متى أقرت الحكومات منع العمل به ، فلا أدوات طبية معقمّة و غياب الوسط الطبّي و الصحي نتيجة لذلك تنتشر حالات مرضيّة كثيرة و عدوى و نزيف دموي ربما له أن ينتهي بالوفاة .

* * * * * *

في الممارسة الجنسيّة يمر كِلا الذكر و الأنثى بالمراحل الجنسية الأربع :
1- الإثارة
2- الصعود
3- النشوة
4- الهبوط
إلى أن يصلا إلى مرحلة الإشباع و القذف ، فكلاهما يقذف و إن اختلفت كمية السائل المقذوف و وقت القذف ، فذلك يرتبط بالمدة المتطلبة للوصول إلى نقطة الإثارة و الصعود حيث أن الذكر و الأنثى يختلفان عن بعضهما في نقطة الانتقال من الإثارة إلى الصعود فالنشوة ثم الهبوط ، خصوصاُ أن الذكر مستفحل ينتظر تلك اللحظات بشغف و الأنثى خجولة مرتبكة و ربما متألمة إن تعرضت للختان فيما سبق .
أكدت ذلك الدراسات العلمية الحديثة ، لكنها لم تكن غريبة عن السابقين يقول الإمام الغزالي في ذلك :
( ثم إن قضى وطره فليتمهل على أهله - أي زوجته – حتى تقضي هي نهمتها ، فإن إنزالها يتأخر فيهيج شهوتها ، ثم القعود عنها إيذاء لها ، و الاختلاف في طبع الإنزال يوجب التنافر بينهما مهما كان الزوج سابقاً إلى الإنزال ) .
اختلاف سرعة الهبوط و الصعود و نقطة الإثارة القائمة بينهما ليست حالة طبيعية ارتباك الأنثى ، إضافةً إلى البرود الجنسي إن امتلكته و ساديّة الذكر و تربية الأنثى على الخجل يجعلها أقل امتلاكاً للرغبة الجنسية من الذكر ،
فالمرأة الشرقية لا يثيرها ملامح القضيب الذكري الظاهر فوق بنطال الرجل السائر في الشارع وسط النهار ، كتلك الأنثى التي تحتذي حذاءاً مثيراً لذكور الحي .
و كذلك الأفلام الجنسيّة و الأحاديث الجنسيّة و من ضمنها الشتائم الجنسيّة التي تحمل أثر جنسي متداولة في أوساط الذكور بكثرة بينما تندر في أوساط الإناث تبعاً لظروف بيئية و اجتماعية .
حرمان الأنثى من النشوة الجنسية هو إعتداء عليها و انتقاص من حقها الإنساني المشروع و التعامل معها على أنها سلبية في ممارسة الجنس حينما كان الرجل وحده إيجابياً في الجنس .
ربما كان الختان الإعتداء المادي الأول الذي تتعرض له الأنثى كونها أنثى كي تتحول لأداةٍ جنسية يفرّغ الذكر بها رغبته متى شاء تزمناً مع حرمانها من النشوة الجنسية فأمست آلة تنتج له ما شاء من الأولاد إلى أن تصل إلى سن اليأس .

يتبع . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي