الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطلقاء عائدون

عمار طلال

2012 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


اصدر مجلس الوزراء قرارا بالعفو عن البعثيين والعسكر.. غير الملوثة ايديهم بدم الابرياء، القادمين من سوريا، يقضي باعادة الاعتبار لهم وظيفيا واجتماعيا.
يظن مصدرو القرار ان ثمة بعثي او عسكري لم تتلوث يداه بالدم! لكن صدر الوطن واسع والشعب العراقي متسامح، في ظل وضع دستوري يكفل كرامة الفرد ارتقاءً به عن الاحقاد التي عبرتها المرحلة فانطفأ الشر...
القرار يشبه تماما عفو الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم، الذي استعاره من عفو الله عن مجرمين لم يراعوا فيه رباً ولا براءة ولم يحاكموه، انما قتلوه.. هكذا.. عفو الخاطر في استديو الموسيقى بمبنى الاذاعة والتلفزيون، في التاسع من شباط 1963؛ لأن القتل لا يعني شيئا للبعثية، وخاصة العسكريين منهم الذين استنفدوا خدمتهم بالسخرية من انسانية ضحاياهم:
- اجضعو واذبحو
حتى من كان منهم الامالة في اضافة الواو الى نهايات المفردات ليست لهجته، كان يستخدمها تقربا من صدام!
استقدام البعثية والعسكر، من سوريا ليكونوا تحت العين، بعد ان ضيق الله عليهم الارض بما رحبت، اجراء سليم، يجب ان ينفذ بحذر شديد، لأنهم كالافاعي، يلتفون على من يخدمهم، مثلما التفوا على عبد الكريم بعد ان عفى عنهم، والتفوا على الشيوعيين، بعد الجبهة الوطنية في العام 1978، والتفوا على دول الخليج التي دعمتهم طيلة عدوانهم على ايران، وقد حذر الامام الخميني دول الخليج منه، قائلا: يا دول الخليج انه كالافاعى سيلتف عليكم.
وصدقت النبوأة...
قال الشاعر:
حياية الكاع من يبرد وكتها اتنام
وتعشعش بفي زورك
وتلك صفة بعثية بامتياز، على منفذي قرار اعادة البعثية والعسكر من سوريا التي تقيأتهم مرة ثانيا الى العراق، ان يتحسبوا الى انهم شياطين مردة لا أمان لهم.
البعثية ودهاقنة معسكرات صدام التي طلت هواء العراق بالخاكي وجدرانه بالسواد وجففت الضمائر في مواضعها المبهمة من اجساد الناس، ضمائرهم تشبه مخاطا جافا ومقززا ملفوفا بمنديل وسخ.
لكن يجب ان ينصف مجلس الوزراء ضحاياهم في الوقت الذي يعيد خلاله حقوق الخدمة والتقاعد لعسكر صدام.. رجال المهمات الصعبة! ولا ادري اية صعوبة في سحق المدنيين العزل.. كردا في الشمال وشيعة في الجنوب.. من قبل عسكر فائقي التدريب مدججين باحدث الاسلحة.
أؤكد.. على تسوية الثارات العالقة في الوقت السريع الذي تلزمنا به ظروف سوريا، اذ ان اولياء الدم ما زالوا ينتظرون اولائك الذين تقيأتهم سوريا، في حين الدولة ستعيد اليهم مستحقات تدخل ضمن الحديث النبوي الشريف:
(اذا اردت ان ترى اهل النار في الدنيا؛ انظر لمن يكرم اتقاءً لشره).
ولان ولي الدم منصور من عند الله؛ فتجب تسوية الامورن قبل انتشار جرائم الثأر تقلق الوضع الاجتماعي الذي استقر في العراق بفضل الله وهمة شعبه وجهد حكومة منتخبة ديمقراطيا لمثل تلك المهمات.
اذن فلنستقبل طلقاء فتح مكة على حذر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف