الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرابع عشر من آب عام 2007 ....؟؟!! .

خالد تعلو القائدي

2012 / 8 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


.
قبل خمس سنوات من ألان ، كان هناك موعد مع الألم والشقاء في كرعزير وسيبا شيخدرى ، ( القحطانية والجزيرة ) عندما اجتمع أعوان الغدر والإرهاب وهم يضعون اللمسات الأخيرة في زرع براثن إرهابهم العفن ، قبل خمس سنوات من ألان كان أكثر من 300 شخص ( أطفال رضع – شباب _ شابات – شيوخ عجائز _ نساء حوامل ) ينفسون أنفاسهم الأخيرة على هذه الأرض القاحلة ، في حين أربع شاحنات تزين نفسها بالأكفان المهداة إلى أهلنا في كرعزيز وسيبا شيخدرى ، هذه الأكفان التي نسجت من أقمشة سوداء بأيادي المستضعفين إيمانا وإنسانية ، كانوا مجهزين بالغدر والإرهاب ليحطوا الرحال في كرعزير ، المحطة التي أرادوها لتكون مقبرة جماعية لأناس عزل ، أناس لا يريدون سوى السلام والطمأنينة والعيش الكريم ، أكثر من ألف قتيل وجريح ومفقود كانوا ضحية هذا اليوم المأساوي ، الكارثة التي هزت العالم اجمع ، في لحظة من لحظات الخوف عندما غطت غيوم سوداء سماء هذه المدينة الجميلة ، ليعلن الإرهاب علانية بأنهم أصحاب عقول نتنة وضمائر ميتة لا يفرقون بين هذا وذاك بل أكدوا للعام اجمع بأنهم لا يحملون في داخلهم غير الكراهية للبشرية ، في ذكرى فاجعة 14 من آب تتشابه العناوين والكلمات والسطور لتنسج من خيالاتنا أعظم الأحزان ، وتحط الرحال بين شوارع كرعزير التي انفطرت وانفجرت ولتبتلع أرواح أكثر من 300 شخص في لحظة توقفت فيها عقارب الساعة عن الدوران ، هذه العاصفة الهوجاء التي جعلت الأشلاء تندثر بين الأنقاض هنا وهناك ، في ذكرى هذه الفاجعة الأليمة ننكس الأعلام الناصعة البياض ونرفع رايات السود إجلالا وإكراما لأرواح شهداءنا الأبرار ، خمس سنوات مرت وكأنها ثوانٍ معدودات نكاد لا نشعر بها وكأننا مازلنا هناك نجمع الأشلاء من تحت الأنقاض في فجر يوم اختلطت الدماء بالتراب وكأن السماء قد أمطرت ليلة الأمس دما قاتما ، خمس سنوات مرت ومازلنا نعيش هول هذه الفاجعة ، ومازلنا نعجز عن وصفها بالكلمات والسطور ، وإذا أردت أن تعيش لحظة الألم التي عشناه يوم الفاجعة ، فقم بزيارة مركز لاش فرع شنكال وعندما تدخل قاعة شهداء 14 من آب سوف تعجز عن الكلمات والبكاء ، فصور شهداء هذه الفاجعة تزين جدران هذه القاعة ، وجوه بريئة فارقت الحياة في لحظة يصعب على المرء نسيانها ، ويصعب على ذاكرة الإنسانية تجاهلها ، لان هذه الفاجعة كانت بمثابة حرب وبائية على الكورد الايزيديين القاطنين في كرعزير وسيبا شيخدرى ، وهي مكملة لعدد لا يحصى من الفرمانات ضد الايزيديين التي يرويها لنا التاريخ ومسجلة تحت رقم 72 فرمانا لتزيدها رقما أخرا وتفتح صفحة جديدة من الاضطهاد والظلم ضد الكورد الايزيديين في شنكال ، ومرة أخرى كفة الميزان تنحاز للإرهابيين ليفعلوا فعلتهم الشنيعة بأبناء شنكال ، وليعيدوا مجدهم الــ لا أخلاقي والــ لا أنساني ضد أناس عزل ليس لهم غير الله في النجاة والعيش الكريم ، ومرة أخرى يدخل الإرهابيين موسوعة غينيس للأعمال الإجرامية ضد أبناء شنكال ، وقد نستطيع القول بان فاجعة 14 من آب اكبر عمليات الإجرامية ضد احد أهم مكونات الشعب العراقي بشكل عام والشعب الكوردي بشكل خاص كون تعداد الايزيدية قد لا تتجاوز 600 ألف في العراق اجمع وبدون أدنى شك إن قتل أكثر من 300 شخص تعتبر من أبشع الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية ، خاصة ونحن في عصر الديمقراطية والحرية والتحضر الأخلاقي مع وجود روح التسامح والتعاون بين كافة فئات المجتمعات الحالية ، ولكن يبدو إن دعاة الدين الجهلة قد تناسوا الشرائع السماوية التي تحرم قتل الأبرياء باسم الدين والتدين الكاذب ، وليس لنا إلا أن نقول رحم الله شهداء هذه الفاجعة وأسكنهم فسيح جناته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل