الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفل تأبين الشهداء المصريين ، شهداء الوطن ، شهداء الواجب

طلعت الصفدي

2012 / 8 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


حفل تأبين الشهداء المصريين ، شهداء الوطن ، شهداء الواجب


الكلمة التي ألقاها طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
باسم القوى الديمقراطية والتقدمية بغزة
في ذكرى تأبين الشهداء المصريين الذين سقطوا غدرا في رفح / سيناء

باسم فلسطين التي ننتمي اليها وتنتمي إلينا ،باسم الأرض التي نتجذر فيها وتتجذر فينا ،باسم الشعب الفلسطيني ،وقواه الديمقراطية واليسارية والتقدمية الحية ،ومكونات المجتمع المدني من عمال ومزارعين وطلبة ومثقفين ثوريين، وأكاديميين ،باسم ممثلينا في كافة الأطر النقابية العمالية والمهنية ،والشبابية والاتحادات النسوية ،ومؤسسات حقوق الانسان والديمقراطية في كافة مواقع وتجمعات الشعب الفلسطيني ،الذين روعتهم المجزرة الوحشية التي ارتكبتها مجموعات من العصابات الارهابية المتطرفة ،بحق العشرات من جيش مصر في رفح ،شهداء الواجب ،وشهداء الوطن ،نتقدم للشعب المصري وللجيش المصري ولأهالي الشهداء بأحر التعازي والمواساة ،ولكل القوى الوطنية والناصرية والديمقراطية والتقدمية في المجتمع المصري.

اننا جميعا مصريون وفلسطينيون وعرب أمام حدث ارهابي ،وجريمة بشعة تحتاج منا لوقفة صادقة ومسئولة مع أنفسنا ،بعيدا عن المزايدات السياسية أو تحميل المسئولية لهذا الطرف او ذاك ،دون اثباتات ودلائل ،فالدم المصري المقدس الذي روى أرض سيناء أكبر من كل خطابات التطرف والمزايدة عليه. ان المصلحة الوطنية لشعبينا تتطلب جمع المعلومات الأمنية من الجميع على جانبي الحدود ،وتحليلها ودراستها ،واتخاذ الاجراءات الفورية لفرض السيادية المصرية على أرضها ،وحماية أمن الوطن والمواطن ،وردع المجموعات الأصولية المتطرفة التي استخدمت سيناء وكرا وملاذا للهاربين والمطلوبين ،يسعون لإضعاف دور مصر العربي ،وإجبارها على الانكفاء على الذات ،واستبدال دورها التاريخي والإقليمي بدور تابع وملحق يستجدي الحماية من الآخرين ،ويعرض وجودها لخطر الانقسام والتبعية ،ويؤجج الصراعات الداخلية مثل ما يحدث في سوريا واليمن وليبيا والعراق يتنافى مع حضارتها ،وتراثها التاريخي العربي والإسلامي ،ودورها الريادي في دعم حركات التحرر في العالم ،وفي المقدمة منها الشعب الفلسطيني.

ان فداحة المجزرة تتطلب من الجميع استخلاص الدروس والعبر ،ومعرفة الثغرات والأخطاء التي تراكمت خلال الفترات السابقة ،ودراسة نقدية وتقييميه ،تقطع الطريق على تكرار ما حدث ،والوقوف الى جانب مصر وجيشها لحماية الأرض المصرية برا وبحرا وجوا ،وضمان سيادتها الكاملة على سيناء ،فالأمن القومي الفلسطيني هو جزء من الأمن القومي المصري ،وملاحقة كل من يعبث بأمن مصر ،ويستبيح سيادتها وحدودها . ونحن على ثقة بأن الجهات السياسية والأمنية المصرية ،ومعها القوى الديمقراطية والتقدمية وكل المفكرين الثوريين لقادرين على تحديد الجهات المستفيدة من هذه ألجريمة ،وتحديد أهدافها القريبة والبعيدة ولحساب من يعملون ،والأطراف التي شاركت في التنفيذ ،وتتبع حركتها المكانية ،والجهات التي رعت وقدمت كل الوسائل اللوجستية ليتم تنفيذ هذه المجزرة الوحشية بدم بارد في شهر رمضان ،والشك في دعوة الحكومة الاسرائيلية لرعاياها بترك سيناء سريعا قبل حدوث المجزرة .

ان القوى الديمقراطية واليسارية والتقدمية الفلسطينية ،تدرك جيدا ،خطورة هذه المجزرة على القضية الفلسطينية ،فهي تمس بشكل مباشر دورة الحياة للفلسطينيين ،كما تعي جيدا خطورة التطرف الفكري ،والتكفيري ،باعتباره يشكل الشرارة الأولى للتطرف الجسدي ،فالإرهاب لا دين له ولا وطن له ،فما يجري في البلدان العربية والإسلامية هو دليل كاف على خطورته ،الذي تمارسه مجموعات القاعدة وتوابعها ومن يلف حولها ،وان اسلوبها مناف للشرائع السماوية ولحقوق الانسان وكرامته . لقد تحول الارهاب الى ظاهرة عالمية تستخدمها القوى الرأسمالية والامبريالية والصهيونية وتدعمها القوى الرجعية لزعزعة الاستقرار في المنطقة ،ولخلق حالة من التوتر والصراع الداخلي بين أبناء الشعب الواحد ،ولوقف حركة التاريخ والتطور الانساني ،وتعطيل مشاريع التنمية ،وتوفير المناخ للفتن التي تستهلك طاقات المجتمع يصعب عليها ،مواجهة المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ،وتوجه ضربة للسلم المجتمعي ،والنسيج الاجتماعي وتحرفه عن الصراع الرئيس مع الاحتلال ،كما يوفر ضمانة لحماية أمن اسرائيل كراعية لإرهاب الدولة المنظم .

ان أنظمة الحكم الديكتاتورية في العالم العربي ،قد وفرت البيئة والخميرة لتفريخ هذه الجماعات وتكاثرها ،وأمدتها مؤسسات التنشئة الاجتماعية بالحياة ،بوسائل مادية وفكرية تتناقض مع تطور الحياة والعلم والحداثة والإبداع ،وشكلت حاضنات لهذا التطرف الديني ،ومع تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ،وتزايد حجم البطالة ،وانتشار الفساد في أجهزة الدولة المختلفة والاستبداد ،واستحواذ السلطة على مصادر القوة المادية ،وممارسة كل أشكال القمع ضد مطالب الجماهير الكادحة ،والتفاوت الكبير في الدخل ،وغياب الديمقراطية السياسية والاجتماعية ،وملاحقة القوى السياسية الديمقراطية والمفكرين الثوريين ،وسحق آدمية الانسان ،واغتصاب حقوقه ،وفشل الاعلام الرسمي والشعبي وقوى الشعب الحية في تحصين الشباب بلغة العقل والتفكير لتقع فريسة في مستنقع الجماعات التكفيرية التي لا تمتلك سوى وسائل العنف والخداع ،وتغييب سلطة العقل والمعرفة ووسائل الابداع الفكري . ان مواجهة ظاهرة التطرف الديني ،تحتاج لخطة وبرامج عمل ،واستنهاض جميع مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية ،بما فيها دور رجالات الأزهر في مواجهة غول التطرف والإرهاب ،وهنا يأتي أهمية توحيد القوى الديمقراطية واليسارية والتقدمية والشيوعية والشخصيات الاعتبارية وكل دعاة التنوير والمعرفة في جبهة وطنية موحدة لمواجهة الاخطار المحدقة بالشعب المصري وإخراجه من الأزمة العاصفة التي يعيشها ،فمصر اليوم بحاجة لوحدتكم أكثر من أى وقت مضى.

ان أخطر ما يواجه الأمن القومي المصري ،والفلسطيني الفراغ الأمني في سيناء ،وغياب سيطرة الجيش على أراضيها ،سمح للعناصر الارهابية المتطرفة والأصولية الوافدة من التمركز فيها ،وتحولت سيناء لبؤرة تجمع الخارجين عن القانون والبلطجية وقطاع الطرق وتجار السلاح والمخدرات ،واستحوذت تلك الجماعات على السلطة ،ورفعت شعارات لتحويل سيناء الى أمارة اسلامية ،مما أكد ان مصالحها مشبوهة ويمكن استخدامها من أجهزة مخابرات معادية . وفي هذا السياق فان محاولة البعض تحت وقع الصدمة ،وغزارة الدم تحميل الشعب الفلسطيني مسئولية ما جرى دون توفر المعلومات الصحيحة ،يعتبر منافيا للأصول الوطنية والقانونية ، ويعكس عدم فهم طبيعة العلاقة التاريخية والحميمية التي تربط الشعب الفلسطيني بالشعب المصري ،وغياب معرفة واقع الحال في غزة منذ استيلاء حركة حماس على غزة ومساهمتها في الانقسام .
ان سوق الاتهامات دون قرائن مادية يؤدي الى اخفاء الحقيقة ،وهى وسيلة للبحث عن كبش فداء وتحميله المسئولية ،وهذا ما تريده القوى المعادية لشعبينا وفي المقدمة حكومة التطرف في اسرائيل ،بما فيها الدوائر المخابراتية الأمريكية والأطلسية ،وقد يكون بعض المتطرفين الفلسطينيين لهم دور في ذلك فهذا يحتاج لأدلة ولدى القيادة الأمنية المصرية القدرة على تفحص المعلومات والوصول الى المعرفة بعيدا عن التلويح بالعقاب الجماعي على الفلسطينيين ،الذين شجبوا واستنكروا وأدانوا وطالبوا الجهات المصرية بالإسراع في معرفة نتائج التحقيق وعرضها على الرأى العام المصري والفلسطيني .
ان استعادة السيطرة الأمنية على سيناء ،ومواجهة عصابات التطرف الديني والإجرام ،وتعديل الملاحق الأمنية لاتفاقية كامب ديفيد سيئة السمعة والصيت ،والاصطفاف الشعبي والرسمي خلف القوات المسلحة المصرية ،يشكل المقدمات الاولى لتعزيز السيادة المصرية على أرضها بالكامل ،فأمن مصر هو أمن للعرب ،وفي المقدمة منها أمن الشعب الفلسطيني.

كل التحية للشعب المصري العظيم
كل التحية والتقدير لجيش مصر العظيم جيش ملحمة اكتوبر العظيمة
كل التحية للقوى الديمقراطية والتقدمية واليسارية والشيوعية المصرية
كل التحية لشهداء الجيش المصري شهداء الواجب والوطن
كل التحية للجرحى والمصابين والشفاء العاجل لهم
عاشت وحدة الشعبين المصري والفلسطيني

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،حزب الشعب الفلسطيني ،
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ،الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا ،المبادرة الوطنية

الخميس 9/8/2012 في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مقابل جامعة الأزهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح