الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يسارية المثقف

حميد المصباحي

2012 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


المثقفون كانوا دائما نقديين في توجهاتهم,طبيعي أن ينحاز البعض لصالح هذه الجهة أو تلك,وينتصر لفكرة السلطة,فيغدو مدافعا عنها,ويفك ارتباطه بكل الحركات المعارضة,وكل معارضة للسلطة حتما لن تكون إلا سياسية,يصير له مجاله,أي خدمة السلطة بفكره,وتبرير سلوكاتها السياسية,باختصار تحول الفكر إلى إيديلوجية,تحمي مصالح السلطة والمتحالفين معها من الطبقات الفئات المستفيدة من الإمتيازات المادية وحتى الرمزية,لكن السؤال هل المثقف يساري بطبعه,أم أنه لايكتس هذه اليسارية إلا بانتسابه لتنظيم يساري,حزب أو منظمة أو حركة سياسية تقدمية؟؟؟
1اليساري المثقف
كان اليسار يصر على أهمية المعرفة,وهناك من حصرها فيما هو إيديولوجي,كالمراجع التي تنظر للثورات,تحدد التحالفات وكيفية انتزاع السلطة وبنائها بعد الثورة,وما يعنيه الإقتصاد البديل لنمط الإنتاج المطاح به,هذا اتجاه أرتذوكسي,في اليسار,كالسلفي,الذي يعتبر العلم هو ما ينفع الناس في أمور دينهم وآخرتهم,ما عداه فهو ليس علما,بل ضلال,يقسي القلب ويعميه عن معرفة الله تعالى,لكن هناك اتجاه آخر في اليسار,اعتبر المعرفة عامة,ليست محصورة فيماهو إيديولوجي,بل تتعداه إلى المعرفة العلمية الدقيقة والإنسانية والفلسفية,بدون حصرها في الفلسفة المادية,بل الإنفتاح على الفكر الوجودي والثراتي الديني والتاريخي,وجل الإبداعات الإنسانية,الفنية الروائية والشعرية والموسيقية,فاليسار في نظر التوجه الثاني,يستحضر العاطفي الإنساني,ويقيم مسافة بين الوعي والإيديولوجيا,فلا يصير المناضل عبدا للتنظيم,يكرر المقولات,ويعمل وفقها وكأنه حارس محراب,لايتحرك بدون تعليمات,لن تكتسب شرعيتها بدون تأويل لما قاله الثوار السابقون.
2المثقف اليساري
هو مثقف بمعارف غير موجهة إيديولوجيا,يمتح من النقد كقيمة سامية,فهو يجد نفسه ضد كل السلط,فكره يقظ,لاتغريه المصالح,ولا يطمح لها,بل إنه يحرج الدولة وحتى خصومها من المعارضين,فهو يساري بدون انتماء لتيار تنظيمي سياسي وإيديولوجي,لكنه داعم فعلي للمعارضة اليسارية العقلانية,فهو يكشف نظريا عن اختلالات الدولة,وحيفها وحتى عنفها المادي والإيديولوجي,وفي الوقت نفسه يوضح عيوب المعارضة وجوانب قصورها في الصراعات السياسية والفكرية الإيديولوجية العامة,وهذا الصنف من المثقفين,يعتبره اليساريون الأرتذكسيون متعاليا عن الصراعات الطبقية,بل متخاذلا في نصرته للتنظيمات اليسارية والطبقات التي تعبر عن تطلعاتها الإجتماعية والسياسية,بينما هو في الحقيقة نصير الحق والعدالة,واليسار نفسه قد يمس بهذه القيم,ويتعالى عن محاسبة نفسه,والإنتباه لتراتبيته المقرفة,التي تجعل البعض في خدمة البعض الآخر,وتؤهل أفرادها بناء على غير الكفاءةووهذه حقائق يتجنب اليسار طرحها,ويعتبر المثقف عندما يثيرها بمثابة خصم أو عدو,يسعى لإضعاف اليسار والنيل منه سياسيا وإيديولوجيا.
يسارية المثقف,ليست تنظيمية لتتحكم فيه الأحزاب والتنظيمات اليسارية,وإن كان من حقه هذا الإنتماء,دون أن يكون مبررا لصمته على ما يروج في الجسم اليساري الذي اختار التفاعل معه ودعمه,فكريا وحتى حركيا وإيديولوجيا ,مادامت لديه هذه القناعة الفردية,فيسارية المثقف,يستمدها من حسه النقدي,ويقظته الفكرية,سواء كان رجل فكر أو مبدع,فعين على مجتمعه لا تحيد,.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم