الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق من المعتقل .. الورقة الثالثة : الصراع في المجتمع المدني .

باسم الخندقجي

2012 / 8 / 12
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


إن حزباً أقام أضخم المؤسسات الاهلية - المدنية لأوسع جماهيره من خلال مجموعة رفاق تطوعوا في كنس الشوارع وتنظيف المقابر وتوصيل المعونات الطبية الى الاطراف ..هو حزبٌ عظيم يستحق الحياة...ولكن للأسف مثله كمثل الاب الكادح الذي انشأ وربى ابناءه وعلمهم الى ان اشتد عودهم حتى يلقوا به الى ملجأ العجزة.
ان هذه الصفحة سوداء ومريرة في تاريخ الحزب لما فيها من عيوب واخطاء ادت الى ما ادت اليه من حماقات وانفصالات يتحمل الحزب جزءأً منها بكل تاكيد لانه لم يفهم الدور المطلوب منه والمتمثل في اقامة علاقة حيوية متجددة بينه وبين هذه المؤسسات..علاقة تقوم على اساس المصالح المشتركة والتغذية الراجعة:الحزب هو الحاضنة والمؤسسات هي مجاله الحيوي حيث لا استغناء ولا تجاوز ولا تهميش..ولكن الذي حصل هو ان البعض حوْل الحزب الى متسوْل عجوز .. مستهلك سلبي يطلب من ابنائه الإعاشة والحسنة-الآن بات يطلب النفقه ومن الطبيعي ان تتحول هذه المؤسسات الى المسيطر والمتحكم بشريان الحزب الحيوي الى ان تفاقم الصراع حول الوجود كما ادى في النهاية الى الانفصال والرحيم .
و"لو"- لو الشيطانية !-أن الحزب كان منتجاً لختلفت الصورة بمعنى يكون الحزب مصدراً حركياً للمشاريع والافكار والبرامج الاجتماعية بحيث يكون الدافع والداعم الاطاري الاساس في عمل هذه المؤسسات عبر اقامته افقاً أرحب من خلال علاقته الدولية..ولكي لا يتفاجئ انه يأخذ بعض الاموال من وكالات مسمومة قاتلة!
انني على ثقة تامة بان المؤسسات التي رحلت ستعود ولكن في حالة واحدة فقط وهي عندما يبدا الحزب ببناء
"كتلته التاريخية"..
يقول غرامشي :"المجتمع المدني هو مجال الصراع الطبقي "..وهاهو المجال مفتوح على مصراعيه وينتظر من يقتنص فرصة تلبية تطلعات الجماهير المنكوبة وتحتوي مصالحها وتقودها نحو النشود..فبعد ان كنا ان استوردنا – كمبرادورية فكرية – مفاهيم اللصراع الطبقي ودكتاتورية البيروليتاريا والاقتصاد السياسي دون ان ينمو اياً منها في ارضنا المزدحمة بالمحددات والخصائص الاجتماعية والتاريخية وعدم وجود مصانع كافية لعمال البيروليتاريا !..بعد كل هذا نحن اليوم امام سياسة المصالح والاخذ بعين الاعتبار كيفية رسم هذه السياسة بحيث يكون الحزب قادر على الاستجابة لانعكاسات واقع " المجتمع الفلسطيني " من مصالح واهداف وبرامج وحاجات وذلك من خلال الحذر الشديد والعنق الذي يكفل تحديد رؤية الحزب التي هي بطبيعة الحال هي رؤية الجماهير.
"الصراع الطبقي" يفترض وجود "قيمة زائدة" ما في طيات تناحرات" المجتمع المدني"..ثمة مجال واسع فيه ولا احد يستغله ويستثمره باليه تقدمية وعلينا اذاً ان نبحث عن هذه القيمة الزائدة.ان ولوج الحزب داخل هذا المجال يجب ان يكون ولوجاً تقدمياً جديداً قائم على عدة اسس من اهمها مراعاة مصالح الجماعات الصغيرة والتحالف معها على اهداف معينة ..والاهم هو علاقات الحزب الخارجية مع احزاب يسارية تقدمية وتجمعات وحركات عالمية جديدة يتم التحالف معها لتشكل دعم خارجي "مشروع"يسهم في انشاء ارضية خصبة لنمو مشاريع الحزب ورعاياه من المؤسسات.والبداية فلتكن ممن كانوا ابناء الحزب اولئك العاقين والضالين اليوم..
مؤسساته التي رحلت..وهنا علينا ان نعد الخطاب المناسب الذي يحتوي على سياسة المصالح وصياغة التحالفات دون أي جمود او كبرياء-ان "المجتمع المدني الفلسطيني" ميدان واسع وعليه والمجازفة فيه تتطلب قبل كل شيء دراسة واسعة معمقة لطبيعة صراعاته وعوامله الذاتية والموضوعية.
وبناء "الكتلة التاريخية " يبدأ عندما تتراكم ممارسات الحزب داخل هذا المجتمع حتى تتحول نوعياً الى كتابه تتحتوي داخلها كل التحالفات والمصالح الصغيرة والكبيرة ليصبح الحزب بعد كل هذا قائداً . لهذه الكتلة"المجتمع المدني الفلسطيني" هو سوق واسع كبيرة لدرجة الليبرالية البقاء للأقوى .إن مجالنا الأوحد على الأقل في هذه المرحلة الصعبة لكي ندافع فيه عن مصالح الجماهير بصورة عامة..وكثيرة هي "الدكاكين"فيه ..وللاسف لا يخفى على احد ان بنيته الحالية المتطورة يعود الفضل في بنائها الى مجموعة الرفاق السابقين داخل احزابنا اليسارية وحتما اذا توجهنا الى هؤلاء الضالين بخطاب ذي خصائص معينة – عقد اجتماعي من نوع خاص يكفل مصالحهم فاننا سنصل عملياً الى الصهر التام للتناقضات وسنحقق الرؤية..رئؤية الجماهير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا الحزب ارتكب أخطاءا مميته
أبو لهب ( 2012 / 8 / 12 - 06:24 )
للحقيقة أن هذا الحزب الذي تنتقده زرع بنفسه وعلى يدي قيادييه بذور اضعافه وخرابه وذلك بسبب التالي
الحزب انتهج سياسة انتهازية على مستوى الطرح السياسي ولم يجرؤ أن يقول للاعور انت أنت أعور، كما أن الحزب الذي يتخلى عن عمقه الايديولوجي سيفقد رفاقه الايمان بأهدافه وخصوصا و ان الحزب لم يمارس اي نقد اتجاه مسيرته السابقة، اضافة الى ان تذيل الحزب للفكر السياسي السائد لدى كبريات الفصائل الاخرى أفقد الحزب تميزه الموضوعي،هذا في الجانب النظري اما على المستوى التنظيمي فكان ونتيجة حاجة القيادة المهيمنة الى أن تظل المسيطرة تحالفت وقدمت رشاوي للانتهازيين في المؤتمر الثاني بل ومارست المؤامرات التنظيمية على المناضلين للابقاء على سيطرتها في المؤتمر الثاني واستغلت مؤسساتها الجماهير لتوظيف بعض الكوادر الانتهازية والتخلص من الكوادر المعارضة بعد أن حولت هذه المؤسسات الى امبراطوريات خاصة للبعض الذين سرعان ما انقلبوا عليها، وكل ذلك يهون لو ان هذه القيادة حافظت على النزر القليل من استقلاليتها السياسية،وطرحت برامج نضالية ولكن وكون هذه القيادة لم تكن ترغب ونتيجة الاغراءات بالوقوف في وجه الهيمنة السياسية لكبريات


2 - استكمالا للسابق
أبو لهب ( 2012 / 8 / 12 - 06:32 )
بل اكتفت هذه القيادة بالنقد على استحياء وخوف من قطع بعض الدعم لها في تحالفها في بعض المؤسسات الجماهيرية وقطع المخصصات المالية عنها من مؤسسات م.ت.ف لهذا ترك الكثير من الكوادر صفوف الحزب نتيجة كل هذا العفن والفساد التنظيمي والطرح السياسي الهزيل ، بل ان بعض القياديين المهيمنين على بعض المؤسسات الجماهيرية وعندما اصبح الحزب اصغر من مقاساهم تركوا الحزب آخذين معهم تلك المؤسسات.


3 - هذا عيب بحقنا .. نحن الرفاق
والد الاسير باسم خندقجي ( 2012 / 8 / 12 - 20:29 )
الرفيق العزيز ابو لهب
شكرا لك على ردك للمداخلة للبحث الذي يعده ابني الاسير باسم الخندقجي في سجنه و انت تعلم ان الرفيق باسم هو عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
رفيقي العزيز بالنسبة لما ورد في ردك ان باسم يتهجم في بحثه على حزبه ..ذلك الحزب الذي لا يزال يدعمه و هو في سجنه انما ما كتبه باسم ليس تهجما على البيت الذي يحتضنه و انما هو تقييم و انت تعلم النقد الذاتي و النقد البناء مقبول في هذا الحزب و في كافة الاحزاب اليسارية
رفيقي العزيز كان من الاجدى بكم ايها الرفاق القدامى الا تهجروا هذا الحزب .. انما يجب ان تصححوا البوصلة في هذا الحزب و ان تستمروا فيه رغم كل شئ و


4 - هذا عيب بحقنا .. نحن الرفاق
والد الاسير باسم خندقجي ( 2012 / 8 / 12 - 20:29 )
الا تسمحوا للشللية ان تدمره الى شراذم و آفات مستعصية .. ان حزب الشعب الفلسطيني لا زال هو حزب العمال و الفلاحين و الكادحين .. انتم ايها الرفاق الذين ضحوا بكل شيْ من اجل مبدائهم و من اعتقال و تعذيب في سجون الاحتلال الاسرائيلي و لا داعي لنشر الغسيل على الاسطح
و اود ان اوضح لك انه يوجد للرفيق باسم رواية بعنوان -أشبه وطن- التي ستطبع في بيروت التي تتكلم عن المارد الاممي الفلسطيني الذي كان يستميت من اجل توزيع بيان للحزب و ايصال جريدة الطليعة المقدسية الى كل الرفاق و انت تعلم ذلك
مع تحيات والد الاسير باسم خندقجي
فلسطين
نابلس


5 - رد على الرد
أبو لهب ( 2012 / 8 / 13 - 04:21 )
السيد والد الاسير المحترم
أولا : لم يرد في تعليقي على موضوع الرفيق باسم أي كلمة تشير على التهجم
ثانيا : وانطلاقا من مبدأ النقد الذاتي والذي مارسه الرفيق باسم وان كان على الخفيف أكملته أنا بتفصيل ما جاء في مقال الرفيق باسم
ثالثا:أنت تدرك أننا ومنذ المؤتمر الثاني والمؤآمرات التي مورست فيه لتمرير البرنامج والنظام الداخلي للحزب لم نمارس أية شللية، ومن مارس في حينها وبعدها الشللية هم القيادة التي نتجت عن المؤتمر الثاني واذا أردت فانني أتحدى والوقائع والاثباتات أن أبرز كيف تم استغلال ظروف الاحتلال واستغلال ممارسات الحزب بتحييد رفاق منتخبين من حضور المؤتمر الثاني بينما تم تسهيل حضور رفاق تم تعييينهم لحضور المؤتمر
رابعا : حتى اولئك الذين الذين ساهموا بالمؤامرة وهم قد تعلموا الدرس جيدا اكملوا ومؤامراتهم واستولوا على مؤسسات واخذوا معهم و كانها امبرطوريات خاصة بهم
خامسا : القيادة نفسها تعاملت مع الحزب كأنه ميراث عائلي
سادسا : الشللية نتجت عن ادراك البعض للمؤامرات فكان أن فرض البعض بذكاء وجودهم فأخذوا حصة باللجنة المركزية
سابعا : الكوادر الحريصة وقفت على جنب حتى لا يتمزق الحزب أفبعد هذا شللية

اخر الافلام

.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال


.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا




.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا