الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتحولون .. أحزاب ومواقف عربية على شفير الهاوية

مهند صلاحات

2012 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية




أصدرت الجبهة الشعبية القيادة العامة في رام الله بياناً قالت فيه: إن مواقف أحمد جبريل المؤيدة لبشار الأسد، هي مواقف شخصية وفردية لا تمثلنا، وقد جاء هذا البيان بعد أن فرطت سبحةُ النظام السوري وتساقطت حباتها بعدَ مجموعة انشقاقات كان آخرها رئيس وزرائه ومن قبله صديقه المُقرب مناف طلاس ابن أحد أعمدة النظام السوري مصطفى طلاس، وأتوقع أن أقرأ قريباً بياناً مشابهاً يصدر عن حزب الله اللبناني يتبرأُ فيه الحزب من أمينه العام حسن نصر الله ويحملهُ المسؤولية عن تأييد نظام الأسد وإيقاع حزب المقاومة بفخِ قتلِ الشعب السوري وحرفِ البوصلة، وربما يتسع الموضوع أكثر ليصل لدرجة تواطئه باغتيال المسؤول العسكري في الحزب "عماد مغنية" بعد أن أشارت تحقيقات ليد سورية في اغتياله وتواطؤ من تيار حسن نصر الله في الحزب باعتباره المسؤول عن اغتيال رفيق الحريري والتسبب بضرب المصالح السورية في لبنان وإخراج الجيش السوري منه.
كما وسنشهدُ الكثير قريباً من بيانات مشابهة تصدر عن أحزابٍ ومجموعاتٍ سياسيةٍ أيدت بشار الأسد خلال حربه على شعبه، كونَ الرجل في نزاعه الأخير وبعد أن أصبحت حلب بأيدي الجيش الحر لم يعد قادراً على تسديد فواتير ورواتب مستحقة لهذه الأحزاب والشخصيات، وليس من المستبعد حتى أن يَصدر عن حزب البعث السوري بياناً مشابهاً يحمّلُ الأسدَ المسؤولية ويتبرأ منه كمحاولة استباقية لمنع اجتثاثه على الطريقة العراقية لقانون اجتثاث البعث، كما سنرى سقوطاً مدوياً لكتاب وصحافيين عرب يحاولون الدفاع عن أنفسهم وتبرير موقفهم من وقوفهم إلى جانب الأسد، وستشهد الساحة السورية والعربية انشقاقات شبيهة بانشقاقات رجالات نظام الأسد المتهاوي من باب أن ينقذوا أنفسهم من السفينة التي تغرق معولين على شعوبٍ بلا ذاكرة، أو تنسى كثيراً وتسامحُ أكثر ويعلَقُ في ذاكرتها غالباً المشهد الأخير كما حدث مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين حيث اختزلت الشعوب العربية تاريخه الدموي بمشهد إعدامه الأخير..
كما أن ضربة تفجير خلية الأزمة خلقت خوفاً كبيراً في صفوف النظام وجعلته أكثر هشاشة وفوضوية، وأوصلت رسالة لكافة العساكر والضباط والمسؤولين رسالة واضحة مفادها أن لا أحد بمنأى عن أيدي الثوار، وهو ما جعلهم يعيدون حساباتهم أكثر وهم يشاهدون مجموعات الجيش السوري الحر تبدو اليوم أكثر قوة وتسليحاً مما كانت عليه بالسابق ولم تعد بحاجة لتدخل عسكري دولي كما حدث في ليبيا وأنهم - أي ثوار سوريا - قرروا نزع شوكهم بأيديهم.
وقت السقوط لا يبقى مواقف وتتجه بوصلة الموالين نحو المصالح، وحينَ يسقطُ الجمل تكثرُ سكاكينه حتى ممن كان "لحم كتافهم ورواتبهم من خيره".
رأيتُ بعيني موقفاً مشابهاً لن أنساهُ ما حييت، مشهدُ سقوط مدينة بغداد الرشيد في أيدي الاحتلال الأمريكي في نيسان من العام 2003، حين كانت الناس كلها هائمة مصدومة لا تجدُ تفسيراً منطقياً لما تراه وما يحدث، رأينا بأم أعيننا في إحدى المدن في شمال الأردن أعضاء حزب البعث العراقي يتقاسمون أثاثَ مكتب حزبهم ليلة سقوط بغداد وإسقاط تمثال صدام، وكأنها غنائم حرب..
الأحزاب السلطوية العربية التي انطلقت من فكرة الحزب الواحد والزعيم الأوحد "المُلهم الضرورة" وإلغاء الآخر من محيطها وحساباتها، وغالت بدمِ شعوبها، ولم تَقم على أي أساس أو منطلق إنساني، وجعلت مبادئها القومية التي نظّر لها مؤسسيها الأوائل، مجردَ شعارات على الجدران ومبررات لقمع شعوبها باسم فلسطين والمقاومة والقضايا العربية التي لم تُقدم لها هذه الأحزاب سوى التجارة باسمها واضطهاد الإثنيات المشكلة لنسيجها الاجتماعي وسلبهم حقوقهم المدنية والسياسية كما أكراد سوريا، والعراق سابقاً إبان فترة حكم البعث، بل إن هذه الأحزاب جمعت أفرادها بطرق انتهازية باعتبارهم مخبرين ورجالات سلطة وانقلبت مراراً وتكراراً على قياداتها كما فعل حافظ الأسد بانقلابه على صلاح جديد ووضعه تحت الإقامة الجبرية، لم تؤسس هذه الأحزاب لبنية الحزب الحقيقي من حيث المضمون والرؤية، بالتالي فإنها سقطت في أول عاصفة واجهتها، فجميع معاركها "أم المعارك" أدت لسقوطها لأنها لم تعمل على التأسيس لحزب حقيقي بل نفعي سلطوي يسقط بتغير معادلاته الدولية وتحول تحالفاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا