الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج الانتخابات في العراق،أحلام السلطة وأحلام الناس

فهد ناصر

2005 / 2 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ أن أنتهت الانتخابات البرلمانية في العراق و الكثير من التقارير التي أصدرتها جهات مستقلة قامت بمراقبة سير الانتخابات تؤكد على ان هذه الانتخابات لم تكن بالدرجة التي تم تصويرها للناخب العراقي، من حيث مستوى النزاهة وعدم القدرة على التلاعب بالنتائج او مستوى نزاهة حملات الدعاية الانتخابية التي مارستها الاطراف المتصارعة من اجل الوصول الى مقاعد المجلس الوطني او الجمعية الوطنية،فالكثير من هذه التقارير يشير الى خروقات فاضحة مارستها قوى سياسية معينة او محسوبين على قوائم أنتخابية معينة أيضاَ.الترغيب والترهيب او تصعيد حدة النعرات الطائفية او القومية اللاانسانية او اللجوء الى مرجعيات دينية رجعية تمارس تأثيرا دينيا وعقائديا وطائفيا واسعا بين الاوساط المسحوقة من العراقيين او من يعيشون في المناطق الريفية التي تسود فيها سطوة قيم وأعراف العشيرة ورجال الدين من مقلدي المرجعيات الشيعية المختلفة،او أطلاق الفتاوى حاملة بشرى الجنة لمن يصوت لحساب قائمة ما والنار لمن يختار قائمة اخرى،او التهديد بمصادرة الاراضي الزراعية والغاء عقود الفلاحين في حالة عدم التصويت لقائمة السيد الرئيس،كل هذه وغيرها كانت ممارسات مفضوحة للكثير من القوى والتيارت الاسلامية او القومية التي شاركت في الانتخابات وكان للممارساتها تلك ان حققت قدم السبق في الدخول الى قبة البرلمان العراقي المنتظر.
ثمة أمور تكشفت الان وبعد ان تم الاعلان عن نتائج الانتخابات،مناطق كثيرة لم تصلها صناديق الاقتراع وان وصلت فأن الاستمارات الانتخابية قليلة ولا تكفي لعدد المقترعين او المسجلين رسمياَ،ثمة مناطق تكاثرت وتوالدت فيها المراكز الانتخابية بشكل عجيب وفي يوم الانتخابات فقط حتى تتمكن من أستيعاب الناخبين الذين تم استقدامهم من مدنهم ومناطقهم التي صوتوا فيها.
امور كهذه لا يمكن ان تحتسب كهفوات او اخطاء فنية او تقنية يمكن للمفوضية المستقلة إإإللانتخابات أن تتعلل بها كما تعللت بالاوضاع الامنية وتهديدات الارهابيين،بل هي امور مقصودة وتمت بدقة ودراية من الكثير من الاطراف بما فيها الحكومة وحرسها الوطني او مفوضية الانتخابات المذكورة والمقصود منها أقصاء اطراف وقوائم ما او ترهيب مؤيديها لصالح اطراف وقوائم معينة وكما وضحت نتائج الانتخابات.
ان ممارسات وخروقات كالتي قامت بها التيارات السياسية من أجل حصولها على اكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان بما يمكنها من لعب دور سياسي اكبر في العراق،ليست عجيبة ولا غريبة عن هذه القوى التي عبرت عن أستعدادها الدائم وكما عاشه العراقيين في مناطق معينة لارتكاب كل الخروقات التي تمكنها من اقصاء الخصم السياسي والحصول على مقعد أضافي ان لم تكن اغلب المقاعد.
لقد طبل الكثير لهذه الانتخابات وتغنى بها الكثير أيضا إإإ وجعلوها البلسم الشافي لمعضلات مجتمع يقف على شفير الهاوية ومهدد بالزوال في أية لحظة يصل فيها تصادم المصالح او الخلاف على غنيمة المحاصصات القومية والطائفية الى درجة معينة من الحدة والانقسام.هل هذه الانتخابات ونتائجها الكارثية ستقود العراق الى بر الامان،كل المؤشرات تقول لا،فالشريعة الاسلامية المسلطة كسيف على رقاب العراقيين وعلى حياة وحقوق وحريات غالبية العراقيين واقصد النساء تحديدا او التقسيمات القومية والطائفية واقصد الفدراليات الشمالية والجنوبية او الترحيل الاجباري لسكان مدن معينة بذريعة الدين او الطائفة او القومية او ضم مناطق الى مناطق اخرى،كلها تهدد بان يكون العراق في خبر كان او يكون في ظل حكومة لايعنيها من أمر ملايين الناس ومصائبهم وحقوقهم شيء ما بقدر ما تكون حكومة احزاب كل ما تسعى اليه مصالحها الحزبية ومكاسب قادتها وزعماءها،فيما يصبح الامل، بأن يكون العراق دولة علمانية او تسودها قوانين أنسانية خالية من التعسف والتمييز الاضطهاد الديني والقومي واللامساواة والاستبداد السياسي،ضحية التطلعات والمطامح الشخصية للسياسين وقادة الاحزاب،فامام مغريات السلطة والنفوذ والمواقع السيادية،فأن الكثير من الشخصيات وقادة الاحزاب على أستعداد تام للتحول الى ملالي وخطباء جمعة او شيوخ عشائروالتخلي عن كل ما قيل سابقا حول العلمانية والتقدمية والتحرر وحقوق الانسان او ان العراق موزائيك متعدد الاطياف والاعراق إإإإإ.
ربما تكون الانتخابات بكل نتائجها قد حققت لهذا الحزب او ذاك مكانة سياسية او حضور في المعادلات او الاحداث التي يشهدها العراق وربما يعدد قادة حزب ما او انصاره الاحلام التي سيحققونها بعد الوصول الى السلطة ومقاعد البرلمان،غير ان للعراقي الذي قادته قدماه الى صندوق الاقتراع ديمقراطيا إإإ ليختار مستقبل ما او كما رسمته له او خدعته به وسائل الدعاية الانتخابية او الاعلام المأجور،احلام اخرى لشدة بساطتها ووضوحها لاتكاد تنافس احلام قادة وزعماء اوصلهم بصوته الفعلي او المزور الى كراسي الحلم او السلطة،الامن والحرية والكرامة الانسانية تلك هي احلام العراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل