الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رص صفوف النضال المستقل للطبقة العاملة والجماهير الثورية هو الطريق للتغلب على نظام الأسد والقوى الرجعية

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2012 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية




اندلعت الاحتجاجات الواسعة في سوريا منذ ما يقرب من عام ونصف لمناهضة نظام الأسد الدكتاتوري. ولتعلن بدء صراع مفتوح وواسع في سوريا بين نظام الأسد وحزبه الذي حكم البلاد طوال عقود بقبضة من الحديد والنار وبين القوى المناهضة له. ورغم إن تلك التحركات الاحتجاجية جاءت في أجواء تصاعد المد الجماهيري ضد الأنظمة المستبدة في منطقة الشرق الأوسط، إلّا انه ومنذ البدء هيمنت الأطراف الإسلامية والقومية الرجعية على الحركة المعارضة للنظام. تلك الجماعات والأطراف التي تبحث عن فرصة للحصول على سهم في السلطة ولا تحمل رسالة مختلفة في جوهرها عن هوية النظام الطبقية أو أساليبه وتقاليده واستبداده وعنصريته.

الآن وبعد كل هذه المدة أصبحت الجماهير في معظم أجزاء سوريا تعيش مأساة بأبعاد واسعة من التقتيل والتهديد المستمر والتشرد وانعدام الأمن وغموض المصير ووصلت أعداد الضحايا إلى عشرات الآلاف أكثريتها قتلت بأيدي النظام وجيشه الوحشي.

إن التدخل الدولي وكذلك الإقليمي في مسار الأحداث في سوريا كان متوقعا منذ البدء. حيث تبحث القوى الامبريالية والإقليمية المنخرطة في الصراع على سوريا عن تثبيت نظام سياسي رجعي على صعيد المنطقة ، أما بالإبقاء على نظام الأسد أو إبداله بهذا أو ذاك من البدائل الرجعية. إن الدول الامبريالية لحلف الناتو وبعد أن استطاعت التدخل عسكريا في ليبيا لم تتردد لحظة في التدخل في سوريا بهدف ترسيم مسار الأوضاع فيها لصالحها وكجزء من مخططها لإجهاض الثورة والمد الثوري في المنطقة. كما وان القطب الروسي الصيني الذي تضرر وخسر مواقع مقابل دول حلف الناتو على صعيد ليبيا، جعل التدخل في سوريا والتأثير على مسار أحداثها إلى أحد أركان إستراتيجيته في مواجهة حلف الناتو في سوريا والمنطقة ولإجهاض الاحتجاجات الجماهيرية فيها على طريقته. هذا، ولم تتأخر دول المنطقة وقواها وأحزابها بشكل مباشر وفعلي في التدخل في مسار أوضاع سوريا. إن محور إيران وحزب اللـه وتيارات الإسلام السياسي الشيعي المتسلطة على الجماهير في العراق لا تتدخل لصالح نظام الأسد فحسب، بل إنها تشاركه الحرب بوجه الجماهير في سوريا. وبالمقابل فان التدخل المباشر للمحور السعودي ودول الخليج وتركيا وانخراطه الفعلي ومنذ البدء في ترسيم أوضاع سوريا لا يخفى على أحد. ثم جاء إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع قرار السعودية ضد سورية الذي كانت تنتظره أمريكا من أجل التدخل بأكثر الأشكال خطورة.

لقد تحولت سوريا إلى ميدان للمواجهة بين الأقطاب المتنافسة وساحة لحسم صراعاتها، الأمر الذي وجه ضربة لنضال الجماهير وقسّم صفوفها تبعاً لمصالح وأهداف الأقطاب الدولية ومحاور الصراع الإقليمية ووضعها في حالة من التبعية والترقب وجعل النظام يمعن في جرائمه ودمويته تجاه السكان بما فيهم الأطفال والشيوخ بحجة مواجهة التدخل الخارجي.

لا شكّ إن ضعف الحركة العمالية والاشتراكية السياسي والتنظيمي في سوريا، وعدم قدرتها على ولوج ميدان الصراع كقطب أساسي وقوة مؤثرة ومستقلة، فسح المجال واسعاً أمام الجماعات الرجعية البرجوازية الإسلامية والقومية للعب دورها المخرب وفرض آفاقها على حركة الجماهير وتوجيهها. حيث استطاعت تلك الجماعات فتح الباب واسعاً أمام التدخل الخارجي وتبريره ومنحه الغطاء اللازم وتنفيذها لمخططات الأطراف الإقليمية والدولية والمتاجرة بالأهداف الحقيقية لحركة الجماهير.

هناك حركة نزوح جماعي من سوريا بسب انعدام الأمن إلى الدول المجاورة كتركيا والأردن والعراق حيث يعيش عشرات الآلاف على المناطق الحدودية في ظل ظروف قاسية وأوضاع معاشية مزرية، ناهيك عن التردد والبطء الواضح من قبل السلطات في العراق في تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين. إن المأساة الإنسانية تتعمق وتتخذ أبعادا واسعة في مختلف مناطق سوريا بسبب أعمال القمع الحكومية الواسعة واستخدام العنف المسلح من قبل طرفي الصراع سواء الحكومة أو المعارضة المسلحة ودعم هذا العنف وتغذيته من قبل الدول الإقليمية والعالمية. ولكن ورغم تباكي جميع الأطراف التي تضع يدها في سوريا على الجماهير وأوضاعها إلّا إن مصالح هذه الجماهير وحاجاتها هي آخر مسألة يمكن أن تدخل في حساباتهم. فالجميع يريد أن يسجل تقدماً على الآخر مستخدماً مأساة مجتمع بأكمله مجرد وسيلة ومعبر للوصول إلى أهدافه الرجعية والمعادية للإنسان.

إن الخروج من هذا المأزق والمأساة الإنسانية وتداعياتها على صعيد المنطقة غير ممكن بدون وضع حد لممارسات وسياسات كل تلك القوى البرجوازية المحلية والعالمية والإقليمية، وغير ممكن بدون العمل الثوري المباشر من قبل الطبقة العاملة وأحزابها الشيوعية والاشتراكية وكذلك الجماهير التحررية والثورية، ليس داخل سوريا فحسب، بل على صعيد المنطقة كذلك. وإن الرد الوحيد الثوري على نظام الأسد ومعارضيه البرجوازيين الرجعيين، هو رص صفوف نضال الطبقة العاملة وجموع الكادحين والجماهير التحررية والمحرومة في نضال سياسي جماهيري ثوري، في حركة سياسية ثورية تتصدى لكل هذه القوى في سوريا وتدعمها الطبقة العاملة والجماهير الثورية في المنطقة والعالم. إن الوضع والمستقبل المظلم الذي خلقته وتسعى لخلقه القوى البرجوازية العالمية والمحلية والإقليمية أمام الجماهير في سوريا هو نفس المصير المظلم الذي تريد تلك القوى أن تضعه أمام الجماهير في المنطقة برمتها.

إننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي نناضل من أجل رص صفوف قوى الطبقة العاملة والجماهير الثورية والتحررية في سوريا والمنطقة للتصدي بوجه القوى الرجعية من مختلف الأشكال ووضع حد لمآسي الجماهير في سوريا. كما يدين الحزب الشيوعي العمالي العراقي الممارسات القمعية لنظام بشار الأسد بحق الجماهير المنتفضة والسكان العزل في سوريا. كذلك يدين حزبنا كافة أنواع التدخلات الخارجية من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي تريد تنفيذ مخططاتها وتدير صراعاتها وتنافسها على حساب قضية حرية وحقوق وأمن الجماهير السورية المضطهدة. ويعتبر إن أيّ تدخل خارجي إنما يسهم في مضاعفة تلك المآسي ويحرف النضال العادل لجماهير سوريا من أجل حريتها وحقوقها وأمنها، ويناشد جميع القوى التحررية والإنسانية والثورية في العالم الوقوف إلى جانب جماهير سورية لإنهاء الأوضاع المأساوية التي تمر بها ودعم سعيها من أجل تحقيق الحرية والرفاه والمساواة. في نفس الوقت يؤكد الحزب على ضرورة أن تتحمل الحكومة العراقية مسؤولياتها تجاه الحاجات الإنسانية للاجئين السوريين دون تلكؤ بتوفير المخيمات الملائمة والغذاء والدواء اللازم والخدمات الأساسية لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه