الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسقط السياسه .. عاشت الرياضه

حامد حمودي عباس

2012 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


مرة أخرى ، تهتف روابي وسفوح لندن ، بسقوط هياكل السياسة سيئة الصيت والصوره ، وبحياة الرياضة وروادها وابطالها الميامين .. مرة أخرى اشعر بتفاهتي حينما ابتعدت عن العيش في عالم اقنعوني بانه من عوالم البطر ، وان من يكتب فيه وعنه ، ما هو الا دوني الموقع ثقافيا ، ولا ينتمي الى اولئك المحترقة قلوبهم على مصير الأمة وما هي فيه من أزمه .
مرة اخرى ، هتفت لندن خلال مهرجانها الرياضي لعام 2012 ، وهتفت معها وبكل ما لدي من جوارح .. ألا فلتسقط السياسة في بلدان تسير القهقرى نحو حتوفها السوداء ، وهي تفر من عوالم النور ، تاركة أسمالها تلعب بها ريح الفناء ، وتعبث باطرافها غربان البراري ..
لتسقط كل صفحات المجد الكاذب ، والتي سطرتها أقلام ادعت بانها ترقى الى حدود امتلاك ناصية التقدم ، وهي لا تستطيع بكل ما بذلته من أحبار وورق وجهود ، أن تبلغ حدا من فرحة صبية في اولمبياد لندن ، نالت قصب السبق في اجمل حوار جسدي رياضي ، أو حزن لم يخرج بصاحبته عن لياقة التصرف حينما يصار الى خسارة ..
لتسقط ، كل مفاخر انبعاث الشرق المخزيه ، وهي لا زالت مصرة على لوك ترهات افعالها الممهورة بمهر الموت .. ولتعش النفوس المعفرة بالوان قوس قزح ، تجري وتضحك وتذرف الدموع ، لا يعرقل مسارات فرحها وحزنها شيء من عقد ، ولا توقفها عن لي ذراع الدنيا بأسرها حينما تواجهها صور التحدي ، ويطلب منها أن تعبر عن الانسان الراقي ..
في لندن .. أمسكت نفسي عن البكاء ، وأنا أرى متسابقة عربية طوت رأسها بحجاب ( العفة ) ، لتساهم ضمن سباق لا يعرف للعفة من معنى غير صفاء النوايا ، ولا يعجبه ان ينظر الى عوره .. فراحت المسكينة تتحرك بسلاسل قيودها على مضمار السباق ، لتبقى في آخر الركب ، لا ينتظرها أحد ، ولا يلتفت لها الحكام ، غير أن المجتمع الراقي فوق مقاعد المشاهده ، راح يصفق لها مخافة ان تسقط مغشيا عليها بفعل القصور القاتل في الأداء ، أو أن تترك الخسارة في نفسها جرح مهين .. لقد كانت المتسابقة العربية أشبه بالطير الذبيح وهي تعدو وسط غزلان بشرية تطير على الارض ، وخصلات شعر كل واحدة منهن تسبح ملوحة في نسيم الحرية بكل فخار ..
حتى تلكم الحالات القليلة جدا ، والتي انتصرت بها الرياضة العربية في الميدان ، أساسها غريب ، ومصدرها غريب ، واعدادها جرى في محيط الغربة ..
في لندن هذه الايام .. سقط القناع عن وجوه جميع العرافين من ممتهني السياسة في بلداننا ، لتبدو قصائدهم وديباجاتهم وبحوثهم وكأنها عقود مع الفراغ ، أكلتها الارضة فلم تعد سوى اوراق باهتة ..
متى يحين لنا ان نستحي ، فلا يطلق على أحدنا صفة مفكر أو محلل سياسي أو حتى راع للبقر .. فلقد ملت منا دنيا النفاق ، وانبسطت أمامنا سبل التباري الرخيص لبلوغ قمم هي ابعد عنا بكثير ، وأدنى لهم بكثير ، اولئك الذين نحيا بفضل رقيهم وعلومهم واكتشافاتهم ورياضتهم وحتى طعامهم .
متى يحين لنا ان نستحي فلا نطلق التهم جزافا على الاستعمار والامبريالية وعملائهم المأجورين بكونهم هم السبب في تخلفنا ، في حين ارتفعت أعلام كولومبيا وروسيا البيضاء وجزر البهاما لتعلو على بيارق امريكا وبريطانيا فوق منصات التنافس ؟؟ ! .
لقد آن لنا الأوان أن نرعوي وتخضنا الصدمة لنفيق على واقعنا المزري ، فننتبه الى أن اللعبة اليوم قد انتهت .. خلاص .. لا عزاء للفاشلين .. وان علينا ان نتهادى بهدوء تام الى نقطة البداية كي نشرع من جديد ، فبلادنا اصبحت بلا علوم ، ولا فنون ، ولا رياضه ، وغابت اعلامها عن منصات المتميزين ، وتهاوت معايير الحياة فيها لتقف بين حدين ، اما ان تعيش لصا ويغادرك حكم الضمير ، أو ان تموت كمدا من آثار الجوع والضياع .. آن لنا أن نشعر بآثار الصعقة عسى ان نفيق ، أو يصيبنا الخرس فنستريح ونريح هذا العالم المشغول عنا بمسيرته الجباره .
فلا ثورات الربيع المحفوفة بموازين الصدفه ، ولا ديمقراطية الحكم تنقذنا مما نحن فيه من خراب ، لكوننا لم نحسن ولحد الان غير أن نضرب بعضنا بعضا ، أو يضربنا الاخرون على مؤخراتنا بمداس الذلة حتى نسير على الخطوط المستقيمه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ حامد حمودي عباس المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 8 / 13 - 08:45 )
كم أستسخف الأخبار الرياضية عندما تحدثنا عن الميداليات التي حققها الأبطال ( للعرب ) .. ما دخل العرب ؟؟
البطل التونسي حقق لتونس ، المصري لمصر ، السعودي للسعودية ... هل فضّل العرب على هؤلاء الأبطال ليشملوا أنفسهم بإنجازاتهم ؟؟
لم أر صفاقة أكثر من هذا
لكني كنت أتأمل في العداءة العراقية دانا عبد الرزاق ، وللأسف لم تنجز المأمول منها
كل أوليمبياد وأنت بخير أستاذ حامد
كانت متعة كبيرة توّجها فريقا كرة الطائرة . رجال . يوم أمس ( روسيا والبرازيل ) في مباراة مثيرة رائعة ، هكذا الرجولة والإقدام وإلا بلاش
كما تمتعت جداً بالجمباز الإيقاعي ومشاهدة الساحرتين الروسيتين ديمترييفا و كاناييفا
هل تظن أنهم جاؤوا من كوكب آخر ؟
أتمنى للعراق فوزاً قادماً فليس بالكثير على العراق أن يكون أبناؤه من الأبطال العالميين
تنقصنا الرعاية، اقرأ التقرير في البي بي سي كم تكلفت بريطانيا على إعداد أبطالها
القضية تحتاج إلى الإخلاص ونحن لسنا هكذا للأسف
احترامي وتقديري


2 - طوبى للذين يستحون من واقعهم المُخجِل
الحكيم البابلي ( 2012 / 8 / 13 - 09:18 )
عزيزي الصديق حامد حمودي
لسعتني فقرة مقالك التي تقول : ( متى يحين لنا أن نستحي ؟ ) !، كم هي حقيقية وواقعية هذه الفقرة !، فنحنُ قومٌ لا نستحي
تعملتُ في حياتي أن الخجل نوع من أنواع الرفض للوضع والحالة والصورة التي يعيشها صاحب الخجل ، ويقول ماركس : الخجل عاطفة ثورية
صدقني كنت أتعرق خجلاً كلما شاهدت واحدة من الأمم المغمورة التي لم يسبق أن سمعنا بها من قبل ، وهي تُشارك بقوة في الأولمبك وتحوز ولو على ميدالية برونزية ، بعض تلك الأمم كانت من أكلة لحوم البشر قبل مائة عام !، واليوم تقتحم الأولمبك بكل جدارة وثبات ، ونحنُ نتفرج بلا خجل !، وكأن الإله الذي قال بأننا أحسن أمة أُخرجت للناس كان سكراناً يوم بال على ذيلنا وأوهمنا بأننا حقاً محسوبين على البشر الذي يدعي أنه خلقهم
نعم صديقي ، لم يمر يوم من أيام مشاهداتي للأولمبك إلا وشعرتُ بالعار لكوني من وطن التنابلة الذين لا يُحسنون سوى التفرج والإستهلاك -كدودة الأرض- لكل ما حولهم !!، وتقول كتبنا بأن صعاليك الجاهلية كانوا من أشد العدائين وأسرعهم !!، ولكن .. الظاهر أن أديان المنطقة قلمت أظفارهم وإستبدلت جيناتهم
وإلا لماذا إستيقظ الجميع إلا نحن ؟
تحياتي


3 - الى صديقي الحكيم
حامد حمودي عباس ( 2012 / 8 / 13 - 09:47 )
كل يوم ، بل كل لحظه ، يذوب في داخلي عنصر الامل في ان ترسو مراكبنا على شواطيء النور .. كل هذا ولا زال من ينفخ في رؤوسنا بحثا في ( المعنى المتافيزيقي للحضارة والتاريخ ) سعيا منه لبلوغ ذاكرة الفرد وذاكرة الامه .. حيث لا تاريخ ولا ذاكرة لنا وسط هذا العالم الواقعي المبني على المنطق والمعرفه .. تحياتي لك ودمت بالف خير


4 - صديقتي ليندا
حامد حمودي عباس ( 2012 / 8 / 13 - 09:50 )
اتمنى لك المزيد من مشاعر حب الحياة .. وعسى ان نحضى بالعيش مع اولمبياد البرازيل مع خالص تقديري


5 - الصديق حامد حمودى ..
محمد حسين يونس ( 2012 / 8 / 13 - 14:18 )
احيك علي هذه الزفرة الحزينه التي رغم اعجابها بالاخر لا تخفي حسدا له ان كانو بشرا طبيعيين في حين اننا مسخنا مسخا منذ ان اصبح الامر بيدنا و زال الاستعمار فانفقنا المال و الطاقة و الجهد في عبث اطفال يؤلهون الاب القائد حامي الامه و مانح الخير او حابسه .. .. ما تشعر به سيادتك امام التلفزيون يوجعني و يؤلمني في واقع الحياة عندما اشهد مناقشه بين مسئول حكومي يتخذ القرار و خبير او استشارى او مقاول اجنبي .. الاول تمتليء كلماته بالا يقين مثل ((انشاء الله و ربنا يسهل و اهو كله علي الله و لو كان لينا عمر)) .. و الاخر يتكلم عن المستقبل بلغة الواثق(( بعد اربعة اسابيع الموقف الان كذا و كذا ,, المؤشرات تدل علي .. تجربتنا في اوغندا اثبتت )).. فارق كبير بين مسئول يرتدى حجابا فكريا و اخر يجرى منطلقا و الهواء يعبث بشعره المعتني به .. تحياتي و سلامي


6 - تعليق حيذف لأسباب لا يعلمها إلا ....
سردار أمد ( 2012 / 8 / 13 - 21:18 )
لبعض الظروف نادراما اعلق
واستغرب لماذا تم حذف تعليقي وهو عبارة عن اكمال لأقوال الاصدقاء اعلاه وشك لا اكثر؟!

دمتم بخير


7 - الصديق محمد حسين يونس
حامد حمودي عباس ( 2012 / 8 / 14 - 06:23 )
ما يظهر لي في قاع الحياة اليومية من ملامح ، يؤكد لي بان الفرج ليس بالقريب .. الجماهير المغفله تحارب وبشراسة متناهيه ضد مصالحها وتقف مع جلاديها .. هنا تتوقف كل التفسيرات وتبرز كل الحقائق .. اننا ننافق انفسنا لو صدقنا ما نلوكه منذ عشرات السنين ، بأن اصلاحا سيحدث ، أو ربيعا سيطل علينا من وراء أكمات التخلف .. الانسان هو الهدف اولا ولابد من ان يتم اعادة تشكيل الانسان في بلادنا .. وبخلافه فستبقى دواوين المظالم هي الحل .. تقبل شكري وخالص تحياتي


8 - الاخ سردار احمد
حامد حمودي عباس ( 2012 / 8 / 14 - 06:26 )
اشكرك على مساهمتك الطيبه .. لا اعرف حيثيات منع التعليق .. تقبل ثانية حبي وتقديري


9 - تحياتي أستاذ سردار أحمد المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 8 / 14 - 08:03 )
بعد غيبة طويلة أتمنى أن تكون بأحسن حال
أرجوك يا أستاذ سردار ، أن ترسل شكوى على حذف التعليق
الحذف غير مقصود بالتأكيد وأحياناً يحصل هذا معنا فنتقدم بالشكوى ليظهر التعليق فوراً
أحييك ، وأحيي الإخوة المعلقين، وأرجو لكم الأمان والسلام في الوطن حيث أنتم في معمعة النار والدمار
لك أطيب السلام والمحبة يا أستاذ سردار


10 - الحذف خطأ غير مقصود لكنه مشكلة قديمة
سردار أمد ( 2012 / 8 / 14 - 13:47 )
تعليقي كان تعقيب عادي وكان تحية وشكر للأخوة الأعزاء حامد حمودي، والحكيم البابلي، والأخت ليندا كبرييل، وأعلم أن الحذف غير مقصود لأن التعليق لم يكن به أي شيء يدعوا لذلك، أتمنى من موقع الحوار أن يكون أكثر دقة في موضوع التعليقات لأنها مشكلة قديمة جديدة.
أشكر الأخت ليندا على تمنياتها بالامان والسلام في الوطن، أود أن اؤكد لكم ان البلد متجه من دكتاتورية سياسية نحو دكتاتورية دينية اكثر سوءا.
مودتي وتقديري للجميع

اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم