الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف حول راشد الغنوشي فكر فرويد إلى إنعكاس لنفسية يهودي مضطهد في مجتمع مسيحي

فريد رحالي

2012 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كيف حول راشد الغنوشي فكر فرويد إلى إنعكاس لنفسية يهودي مضطهد في مجتمع مسيحي
من المعلوم أن الديكتاتورية بحكم طبيعتها قد حاولت التعتيم على مواقف خصومها على اختلاف مشاربهم
الفكرية يسارية كانت أو قومية أو إسلامية تارة بقطع الطريق أمام توفير العناصر الأساسية القانونية و السياسية و المادية للتفكير و الإبداع و تارة أخرى بتدعيم جهازها الدعائي الإعلامي ليتغول على حساب "النشاز" الذي يمكن أن يشكل بديلا عنها و خصما يهدد كيانها .و لكن و رغم هذا الحصار المنهجي عرفت بعض الاصدارات النور بعد فرار رمز الرقابة و الصنصرة لتكتسب استعمالات شتى حسب القضية التي تتناولها لا سيما تسليط الضوء على أطروحات كثيرا ما تستعمل اليوم للمزايدة السياسة و التمويه على الرأي العام لغايات إنتخابية صرفة بحيث أصبح لزاما على النخبة البحث في هذا الأرشيف و نفض الغبارعنه بعد أن تمكن من التسلل إلى بعض المكتبات أبان الثورة ليسهم في قطع الطريق أمام مغالطة المتابعين للشأن العام و الاهتداء إلى البعض من مواقف التيارات التي صار ابرزها يعتلي سدة الحكم فيما يعرف بالإسلام الليبرالي المعتدل (light ) و الذي شكل موضة ما بعد الثورات ( Post- revolunnaire) في كل من تونس و مصر و اليمن و ليبيا و مستقبلا سوريا إذا كان السنياست السياسي لا ينوي مفاجأة جمهوره ولا أعتقد أنه سيفعل بحكم النجاحات الباهرة إلى حد الأن …

من هذه الإصدارات « مجلة المعرفة » التي كان الإتجاه الإسلامي عقب مؤتمره التأسيسي) ما يعرف بمؤتمر الأربعين المنعقد في السرية سنة 1972( يستعملها بحكم القمع كواجهة من واجهاته الدعائية .حيث كانت أقلامه تعرض بانتظام وجهات فكرية وسياسية واجتماعية...

أستاذ الفلسفة راشد الغنوشي ,في العدد العاشر لسنة 1973 و في مقال «برامج الفلسفة و جيل الضياع »و نظرا إلى أن وثيقة «الرؤية الفكرية و المنهج الأصولي لحركة الإتجاه الإسلامي» التي نصت على أن انحطاط الأمة وتخلفها الحضاري يعود بالأساس إلى ابتعادها عن دين الوحي دين الحق الصحابي, كان و فيما للتوصيف الإخواني لمصاب المجتمعات العربية الإسلامية بحيث يعتبر التعليم الغربي حجر الأساس في صنع جيل من "الضياع" سببا في المسألة الخلقية و مشكلة « الجنس» و «الثقة في النفس»
ليستنتج كاكاديمي اعتباطية دراسة الفلاسفة الغربيين لكونهم يتطارحون قضايا لا علاقة لها بما نعيش فلا منفعة ترجى من وراء تدريس أنساقهم الفكرية. و وعند التدليل يستغفل الشيخ قراءه فماركس أصبح واضعا لقانون كلي في حين أن أهل الإختصاص و المتضلعين في فكر هذا الرجل يقرون بأن إبتدع منهجا لتحليل الواقع و نفى عن فلسفته كل دوغمائية و ولم يدعي كلية المعرفة على عكس ما ذهب إليه الشيخ من إعتبار المادية الجدلية والمادية التاريخية عقيدة جامدة كما أنه تناسى أن ماركس على عكس ما يدعيه زعيم الحركة من أنه يجهل الواقع العربي الإسلامي و كلنا يعرف أن مؤلف البيان الشيوعي و رأس المال كان وعند زيارة استشفائية إلى الجزائر و عند تعرفه على الحضارة العربية الأسلامية قد لاحظ أن الشخصية المحمدية قد لعبت دورا تقدميا في التاريخ العربي و الإسلامي نظرا لجملة القيم التي ارساها في المجتمع الجاهلي أنذاك وبطبيعة الحال كغيره من الإسلاميين كان لابد للشيخ أن يعرج على فهم ماركس للدين كمخدر للشعوب عازلا الفكرة عن سياقها لائما على ماركس الربط الميكانيكي للدين بالثورات الإجتماعية و دوره في تأييد القمع و الإضطهاد و كأن الشيخ لا يذكر عثمان ذي النورين عندما خرج عليه أهل البصرة طالبين اعتزاله الخلافة حيث قال :

« و الله لا أنزع ثوبا سربلينه الله» (أي البسنيه الله)
و لعلنا نقترب في اخر المطاف من الإشارات الربانية لرئيس الحكومة و جوهر الخشوع الإشهاري في صفحات التواصل الاجتماعي لمسؤولين من هذا التنظيم و التاريخ العربي الإسلامي بصفة عامة يعج بالأمثلة التي تدين تديين السياسة و تسييس الدين ابتغاءا لسلطة و عرش...
على كل ما يلفت الإنتباه في سفر الامتاع مع الشيخ في هذا المقال الموقف العنصري الذي اتخذه الأستاذ حيال فرويد حيث وصف فلسفة على أنها« إنعكاس لنفسية يهودي مضطهد في مجتمع مسيحي ينظر باحتقار إلى الغريزة الجنسية» و نسي الشيخ أن الآلاف في العالم يرتزقون من دراسة علم النفس و تدريسه وامتهانه طبيا وإن مثلهم يعاد ادماجهم في المجتمعات بفضله جراء تعقيدات وأزمات نفسية فما الذي يقترحه رئيس الحركة لهؤلاء ?
حتى الفلسفة العربية الإسلامية لا ينوى الشيخ الحفاظ على الأعلام و المدارس المضيئة في تاريخها فلا يرى حسب قوله من منفعة لفكر المعتزلة أو ابن أو الأشعري أو أبن سينا !!!
أن أستاذا علامة كراشد الغنوشي و الذي يعتبر من رموز الفكر الاسلامي في العالم و ربما عما قريب رئيس اتحاد العلماء المسلمين و الذي كان من ابرز الوجوه خلال الحملة الانتخابية ما أنفك يتبجح بأن الحركة كانت و منذ تأسيسها ديمقراطية وهو الذي لا تفارقه التعويذة إذا ما قيل في حضرته علمانية لا يخجل من اقتراح تدريس المودودي و السيد قطب و حسن البنا في برامجنا التعليمية ، البنا الذي يعتبر في كتابه «المرأة المسلمة» «أنها ليست في حاجة إلى التبحر في دراسة الحقوق و القوانين و حسبها أن تعلم من ذلك ما يحتاج إليه عامة الناس ويستشهد بالمعري حيث يقول في رده عن المغالين في تحميل المرأة ما لا حاجة لها به من أنواع الدراسات :
علموهن الغزل و النسيج و الرد ***ن و خلو كتابة و قراءة.
الاسلاميون ومناصروهم يجزمون ويحلفون بأغلظ الأيمان أنها كانت ومنذ التاسيس مدنية تؤمن بالديمقراطية و حقوق الانسان وكاننا في فصل من فصول الأسطورة الفارسية ننتظر أفريدون ليخلصنا من الأمير الضحاك وحياته الاثنتين.
فريد رحالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذوبان تمثال شمعي لأبراهام لينكولن بسبب الحرارة الشديدة


.. ميقاتي: المدخل لعودة الهدوء إلى الجنوب يتمثل في وقف العدوان




.. إدارة جامعة أكسفورد البريطانية تسيّج محيط مخيم التضامن مع غز


.. فلسطينية تودع زوجها الذي استشهد في قصف إسرائيلي على غزة




.. أخصائي جراحة الأسنان خيام مقداد: تجديد الأسنان المفقودة من خ