الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم لتعميق الطابع الشعبي للانتفاضة، ووضوحها ومعالجة القضايا الملحة لجماهيرها

حزب الشعب الفلسطيني

2002 / 9 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

يا جماهير شعبنا البطل
تستهل الانتفاضة الشعبية الباسلة عامها الثالث، بانعطافه هامة نحو تعزيز طابعها الشعبي والجماهيري، وتوسيع قاعدة القوى والأوساط الاجتماعية المشاركة فيها، وذلك كما تجلى في اندفاعة الجماهير الليلية في مختلف المناطق رغم نظام منع التجول وآلة القمع العسكرية دفاعا عن الكرامة الوطنية للشعب الفلسطيني و البرنامج الوطني، وضد الاستهداف الشخصي والسياسي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
ان تعميق الطابع الشعبي للانتفاضة وتطوير الحالة الجماهيرية المرافقة لها يتطلب جهداً وطنياً مشتركاً في تنظيم الجماهير وتشكيل اللجان الشعبية وتعميم المبادرات الميدانية وتوسيع حالة المواجهة الشاملة مع الاحتلال في مختلف المجالات التي يحاول ضربها وتخريبها، سواء في ميادين التعليم أو الاقتصاد أو تخريب الممتلكات والزراعة ومصادرات الأراضي والفرض الطويل لمنع التجول وغير ذلك من الممارسات، مما سيزيد من زخم الانتفاضة والمحافظة على أهدافها وشعاراتها سعياً لتحقيق برنامج السلام الفلسطيني الذي أقرته الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، والقائم على حق شعبنا في الاستقلال واقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بوصفهما المدخل لتحقيق سلام ثابت ودائم في المنطقة.
 إن صيانةالهدف السياسي للانتفاضة، والتمسك بالمشروع الوطني الفلسطيني هو وحده الكفيل بتحقيق نتائج سياسية ملموسة على طريق التحرير كثمرة للتضحيات الغالية لشعبنا،كما أنه الكفيل بمواجهة المخططات الإسرائيلية-الأمريكية التي يجري تصويرها وكأنها الخيار الوحيد المتبقي أمام شعبنا، وكأن العودة الى مائدة المفاوضات على أساسها هي الإنجاز المطلوب في هذه المرحلة.
ولا شك أن تناغم السلطة الفلسطينية مع المغزى الحقيقي لهبة الجماهير، هو التصميم على مواصلة الانتفاضة والتمسك بالبرنامج الوطني، يتمثل على الصعيد السياسي في الإصرار على مطالبة المجتمع الدولي بالحماية الدولية وتطبيق قرارات مجلس الأمن، الخاصة بوقف العدوان وإنهاء الاحتلال واعتبار ذلك أساساً لاية اتصالات أو مفاوضات سياسية، بما في ذلك التوقف عن الاتصالات والمفاوضات الرامية لفرض أولويات أخرى امنية احتلالية واسعة أو التدخل في تشكيلة القيادة الفلسطينية لصالح التلاؤم مع المتطلبات الإسرائيلية_ الأمريكية، أو غيرها مما يعمق التناقضات الداخلية الفلسطينية على حساب التناقض الرئيسي مع الاحتلال .
ان تحقيق ذلك يتطلب تعزيز نهج التعامل مع مضمون السلطة الفلسطينية بوصفها مظهراً للكيانية الفلسطينية الوليدة للشعب الفلسطيني على طريق دولته المستقلة ذات السيادة،في مقابل نهج بعض الأوساط من أصحاب المصالح التي تنظر للسلطة بوصفها مصدر للمكانة والامتيازات والأموال، مما يتطلب بصورة ملموسة توسيع القاعدة الاجتماعية والسياسية للسلطة الفلسطينية وزيادة اندماجها في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للشعب الفلسطيني من خلال مساهمة وتمثيل مصالح القوى الاجتماعية الأكثر ولاء وإخلاصا لاهداف التحرر الوطني والأكثر معاناة وتضحية في معارك شعبنا الوطنية .
ويندرج ضمن ذلك ايلاء أهمية قصوى للقضايا المعيشية واليومية للجماهير، وعدم الاستخفاف في التعامل مع احتياجاتها الملحة، عبر تقديم معالجات مقنعة وكريمة لقضاياها والتوقف عن تحويل الشعب الفلسطيني عبر بعض أشكال المساعدات والمؤسسات إلى مجموعات من المتسولين أو ملتقى الإعانات من هذا الطرف أو ذاك.
ان المطلوب خطة وطنية شاملة لمعالجة القضايا المعيشية للجماهير بأفق تعزيز صمودها ومساهماتها الحاسمة في الانتفاضة، وعلى أسس تضمن الكرامة للمواطن والعدالة في التعامل مع احتياجاته والتفاعل الحقيقي مع مشاكله وقضاياه، والشفافية في الكشف عن المساعدات ومصادرها والأسس التي تعتمد في توزيعها.
ان الاحتلال الإسرائيلي الذي يعيد إنتاج نفسه بعد عامين من الانتفاضة، وبرغم معاناة شعبنا القاسية، يستترف إمكانياته في فرض منطق القوة والبطش كأساس لحل القضية الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقابل ذلك تتكرس عدالة ومشروعية نضالنا الوطني وأهدافه العادلة لدى أوساط جديدة ومتنامية في كل مكان،الامر الذي يتطلب تعزيز هذا المسار من خلال عدم التساوق مع محاولات الابتزاز، التي قد تطيل أمد منطق القوة الإسرائيلي تزيد من معاناة شعبنا ،وكذلك من خلال التخلص من مظاهر الفوضى والفئوية وتعارض الأولويات الفصائلية على حساب المصلحة المشتركة، ومن خلال تبني استراتيجية وطنية موحدة تعزز الطابع الشعبي للانتفاضة وتزيد من حجم التضامن الدولي معها.

عاشت انتفاضة شعبنا المجيدة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين
والحرية للأسرى والمعتقلين .
حزب الشعب الفلسطيني
28 أيلول 2002

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد