الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا- على السيد ياسر المندلاوي نحو دراسة ومراجعة موضوعية هادئة لنتائج الانتخابات العراقيه :

انيس الامير

2005 / 2 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رغم الاختلاف الواضح في اسلوب السيدين هادي التكريتي وياسرالمندلاوي في تحليل الاسباب التي ادت الى اخفاق القوى الديمقراطيه وعلى رأسها قائمة ( اتحاد الشعب ) في الانتخابات العراقيه الا ان ما يجمع ما بينهما هو الشعور بخيبة امل مريره لهذه النتائج.
لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه بألحاح : ( هل كان بالامكان توقع نتائج افضل في ظل الظروف المعقدة والملتبسه وفي ظل اجواء التصعيد الطائفي والعنصري؟)
انا شخصيا" لم اكن اتوقع ان تحصل قائمة(اتحاد الشعب) على نسبة تزيد عن 4% أي ما يعادل 320 الف صوت.لكن القائمة حصلت بموجب النتائج المعلنه على 70 الف صوت فقط وهنا لابد من توضيح الحقائق الآتيه:
1- ان الحزب الشيوعي العراقي حصل على 150 الف صوت في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في نفس وقت اجراء انتخابات الجمعيه الوطنيه التي حصل فيها الحزب الشيوعي على 58 الف صوت( بعد طرح 12 الف صوت تمثل اصوات الخارج). اذن اين ذهبت ال90 الف صوت المتبقيه؟ انها بدون شك ضاعت بسبب ما اشيع عن فتوى المرجعيه التي تنسحب على انتخابات الجمعيه الوطنيه و لا تنسحب على الانتخابات المحليه.
2- هناك معلومات غير مؤكدة عن عزوف الكثير من مؤيدي (اتحاد الشعب) عن الاشتراك في الانتخابات تفاديا" للحرج الذي سببته الشائعات عن فتوى المرجعيه.
3- ان الكثير من القوائم المهمه لم تحصل على مقعد واحد من بينها:
- تجمع الديمقراطيين المستقلين برئاسة عدنان الباجه جي .
- الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة نصير كامل الجادرجي.
- حركة الدعوة الاسلاميه التي كان يترأسها الشهيد عز الدين سليم
- الائتلاف الوطني الديمقراطي( مالك دوهان الحسن وتوفيق الياسري)
- اضافه الى حركة (حمد) وتجمع (وطني)
وبالعوده الى السيد ياسر المندلاوي فانا اتفق مع ما طرحه من تراجع
شعبية الأفكار الشيوعية والإشتراكية على النطاق العالمي, إثر إنهيار الإتحاد السوفيتي
وهزيمة النماذج الإشتراكية وعدم قدرة الأحزاب الشيوعية,
ومنها الحزب الشيوعي العراقي, تجاوز تبعات هذا الإنهيار بدون خسائر حقيقية في حجم
التأييد الشعبي لها في نفس الوقت الذي كان الحزب الشيوعي العراقي يتعرض لأعلى درجات القمع وحملات التشويه الظالمة في الداخل العراقي, على يد سلطة غاشمة,
الأمر الذي أثر بشكل فاعل على فرص الحزب في إقامة صلات واسعة مع الجماهيرمع تعاظم التوجه الديني للجماهير الباحثة عن الخلاص من جحيم القمع والظلم والإستعباد, وإصطفافها
مع قوى الإسلام السياسي, التي بدأت تشغل - شيئاً فشيئا - ولأسباب عديدة, موقع الصدارة في العمل السياسي العراقي, على حساب الحزب الشيوعي.
وقد اصاب السيد المندلاوي حين شخص ان القمع السلطوي للإسلام السياسي لم يك’ أخف وطأة عن القمع الذي تعرض له الحزب الشيوعي العراقي, ومع ذلك فإن ذلك لم يؤثر في قدرة أحزاب
الإسلام السياسي على إقامة صلات واسعة مع الجماهير بسبب ان مستويات هذا القمع, كانت متباينة, بمعنى إن القمع ضد الشيوعيين العراقيين كان شاملاً,
ولم يستهدف الوجود التنظيمي والسياسي لهم, وإنما تعدى ذلك إلى تجريد الحزب من
قاعدته الإجتماعية عبر تلفيق الأكاذيب التي تزعزع ثقة الجماهير ليس بالحزب ككيان
سياسي, بل وبمجمل الفكر الشيوعي أيضا. وكذلك عبر الحملة الإيمانية المقرونة
بتقديم صورة مشوهة ومغلوطة للشيوعي بإعتباره ملحداً يناهض الدين والتدين.
لكن القمع الذي تعرض له الإسلام السياسي, ما كان له أن يتعدى في تأثيراته الحدود التنظيمية والسياسية لأحزابه دون ان تشمل المنطلقات الفكرية والأيديولوجية لهذه الحركات, كون هذه الأخيرة تتغذى من الفكر الإسلامي الذي يؤطر معتقدات وسلوك الغالبية العظمى من السكان.
لقد قدم السيد المندلاوي في الفقرات السابقه تحليلا" علميا"يعطي اجابات شافيه للنتائج المتواضعه التي حصلت عليها ( اتحاد الشعب) بالقياس الى التأريخ المشرف للشيوعيين العراقيين عبر 70 عاما" وبالقياس الى وطنية ونزاهة الشيوعيون التي يعترف بها الاصدقاء والخصوم على حد سواء. ويمكن ان نضيف لكل الاسباب التي اوردها السيد المندلاوي سببا" اساسيا" لتراجع القوى الديمقراطيه هو حالة الاصطفاف الطائفي والقومي غير المسبوقه في تأريخ العراق فلقد اصبح للمسيحيين احزاب سياسيه! وكذلك للتركمان والاكراد الفيليين والايزيديين اضافة للاحزاب الدينيه الشيعيه والسنيه والقوميه العربيه والكرديه فماذا تبقى اذن للقوى الديمقراطيه التي لاتؤمن بهذه التقسيمات؟
لكن السيد المندلاوي ( وانا هنا لست بصدد الدفاع عن سياسة الحزب الشيوعي فانا لست شيوعيا") قد جافى الحقيقه حين اشر صمت الحزب الشيوعي حيال المجازر الأمريكية في النجف والفلوجة ومدينة الصدر وفي مناطق أخرى من العراق,
وعدم التوقف بما فيه الكفاية أمام سياسة العقاب الجماعي, التي إعتمدتها قوات الإحتلال
في المناطق الساخنة, والتغاضي عن بشاعة الممارسات في سجون الإحتلال فانا اعتقد ( وقد لا اكون محقا") ان وسائل التعبير والتحرك المتاحه للحزب وغيره من القوى الديمقراطيه كان محدوده بشكل كبير مما جعل صوتها غير مسموع .
انني اتمنى على الديمقراطيين العراقيين عدم المبالغة في مغزى نتائج الانتخابات العراقيه ولقد قلت في مقال سابق (ان النسبه المتدنيه التي حصلت عليها القوى الديمقراطيه في الانتخابات الحاليه لا تؤشر على الاطلاق عزلة هذه القوى عن الجماهير او اخفاقها في صياغة البرامج السياسيه المعبره عن مصالح الشعب بل على العكس فأن هذه النتائج متوقعه جدا" ولا تمثل سوى البدايه لانطلاقة هذه القوى التي سوف تكسب نفوذا" متزايدا" في صفوف الجماهير عندما تتوفر المناخات الصحيه وبدون شك فأن ما هدمه صدام حسين في ثلاثة عقود لا يمكن اعادته في عام ونصف سيما وان عملية البناء هي اصعب من عملية الهدم)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش