الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلاميين يتحرّكوا أمام جمود العلمانيين

سامي بن بلعيد

2012 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لا نجانب الصواب إذا قُلنا إن الاحزاب اليسارية العلمانية قد فقدت الصلة في واقع الانسان العربي بصفةٌ خاصّة وإن كان لها حضور طفيف على المستوى العالمي وكل ذلك يعود الى طبيعة النهج الشمولي المتصلّب للأفكار اليسارية التي جعلتهم يضنون إن حركة التأريخ تبدأ من لدنهم وتنتهي حيث يريدون لها أن تنتهي , والملفت للانتباه إنهم يضنون إن ما أصاب الشعوب العربية من البلاء والويلات إلاّ لانه تم إقصائهم ويعتقدون بأن الشعوب لا زالت تعقد ألآمال العريضة عليهم وتنتظر رجوعهم , ولذلك نراهم يتحدّثون إلينا من داخل نفس السدود الفكرية المُتحجِّرة

هذه هي الحقيقة المُرّة التي جعلت من اليساريين مجرّد ظاهرة صوتية تتمتع في سماع صوتها بل إنها تتمسك فيه الى درجة العشق , إي أن التعصّب قد أصبح ظاهرة يساريةٌ بامتياز , والتعصّب أكثر خطورةً من الجهل . فإذا كان الجهل يعمل بصاحبهُ أكثر مما يعمل فيه عدوّه , فالتعصُّب يعمي عيون صاحبه ويقوده الى الهاوية دون أن يعلم

ومن واقع تجربتي الخاصة وحواراتي في مواقع مختلفة مع إسلاميين وعلمانيين يساريين لاحظت إن الاسلاميين في جل الاحوال يستخدمون الحُجة _ وإن كانت واهية _ ويستخدمون اللين نوعاً ما ويحاولون التقرُّب بكل وسيلة وبكل صبر , وبالنظر الى حوار اليساريين فإنّه يفتقر الى الواقعيّة والحُجة , ولاحظت إنّه من الصّعب جداً أن تبني شراكة معينة معهم لأنهم لا يتقدمون خطوة ولا يتأخرون خطوة _ مكانك سر _ ولا ينقصون حرفاً ولا يزيدون حرفاً عمّا هو في الاسطوانة

وبرغم إن الشعوب تواقةٌ للحرية والاستقلال وتميل الى الجانب العلماني أكثر من ميولها للإسلام السياسي وخير دليل هي الثورات والانتفاضات الشعبية في الوطن العربي , فبدلاً من إنخراط اليساريين بقوة في صفوف هذه الثورة التي ترفع أغلب شعاراتهم نرى إن الكثيرين تحولوا الى معلقين عن أحداث الثورات مثلهم مثل معلقين كُرة القدم , بل إن البعض قد تحوّل الى مُنظّر ضد أفكار تلك الثورات للأسف الشديد والذي يفترض أن يكون المُثقف العلماني هو مصدر إلهام للشعوب وثائريها

وأمام ذلك الجمود والتعصُّب والضياع لليسارين قام أتباع الاسلام السياسي بإختطاف الكاس بعد إن سجلوا ضربات صاروخية قاتلة في مرمى اليسار, ولا يستطع عاقل أن ينكر وجود الاسلام السياسي بقوّة وكفاءة أستمدها من موت الخصوم وتقوقعهم على معتقداتهم ,

والاسلام السياسي أثبت حضوره ليس على مستوى الساحة العربية فحسب بل على المستوى العالمي , لقد تعلموا الدروس وأستفادوا من أخطائهم وبدأوا ينفتحون للعالم بصورة أكبر وتجاوزوا اليساريين بمسافات شاسعة الى درجة أن اليساريين أصبحوا غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم ولا يمتلكون غير نفس الاسطوانة القديمة التي تستخدم الاسلام شماعة يعلّقوا عليها أسباب فشلهم

أنا أرى إن العلمانيين اليساريين بجاجة الى خيمة تغيير ومدرسة تغيير وربما مِعلامة تغيير تلقنهم الحروف الابجدية للتغيير والتكامل الانساني في مجال العمل الوطني العام
على قاعدة إن الوطن للجميع والعقل هو سيّد الموقف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال