الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخضر الإبراهيمي كبش فداء ؟

عبد الجبار الغراز
كاتب وباحث من المغرب

(Abdeljebbar Lourhraz)

2012 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



لقد قبل ، إذن، السيد الأخضر الإبراهيمي مهمة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة و الجامعة العربية لسوريا ، لتدبير الملف السوري خلفا لكوفي عنان ، الذي استقال من منصبه بعد أن صرف ، هذا الأخير ، و بدون جدوى ، كل طاقته الفكرية و الدبلوماسية من أجل أن يقود سوريا إلى بر الأمان لتخرج من نفقها المظلم .
المبعوث الجديد ، إذن ، أريد منه أن يكون عربيا لغرض في نفس يعقوب لا يعلمه إلا الله و الراسخون في فن السياسة . لكن هل ثمة جديد سيقدمه هذا الخلف في الوقت الذي لم يستطع السلف أن يمنح أي شيء إيجابي على أرض الواقع لهذا الملف لطي صفحاته الأكثر دموية ؟
نعتقد جازمين ، كإجابة عن هذا السؤال ، أن السيد الابراهيمي سوف لن يفلح في حل هذا المشكل السوري . الظاهر أنه لم يستوعب الدرس العراقي جيدا ، ألا يعلم هذا الرجل ، علم اليقين أن سوريا تتعرض كما تعرض العراق سابقا لمخطط التفكيك ، ذلك المخطط الذي يصب في مصلحة الغرب و إسرائيل على الخصوص ؟ أفلا يكفي خيره ، كرجل سياسة مشهود له بالكفاءة الفكرية و الحنكة السياسية ، شر الأخطاء التي ارتكبها في العراق ، و التي بسببها أدى العراق ثمنا غاليا ، حيث لا يزال هذا الأخير يؤدي فواتير ما صنعت أيادي الأمريكان من قتل للنفوس الأبية و طمس للهوية الثقافية للشعب العراقي و لمعالمه الفكرية التي كانت تشكل نبراسا ينير الطريق المؤدي إلى الرقي و الازدهار ؟
لقد كنا نأمل أن يستمع السيد الإبراهيمي لصوت الضمائر الحية في بلادنا العربية و يعمل بنصائحها و نخص هنا الذكر النصائح الموجهة له من طرف السيد عبد الباري عطوان في مقاله المنشور ب" القدس العربي " في عدد يوم السبت الماضي ، لكنه لم يفعل حيث ضرب بهذه النصائح الثمينة عرض الحائط ، و لم يتجنب المصيدة التي سيقع ، لا محالة فيها ، و هو شيخ وقور و له رصيد سياسي و دبلوماسي محترم ينبغي أن يحافظ عليه و لا يعرضه لدنس هذا الملف السوري الملغوم .
لم يعمل شيخنا الوقور بنصيحة كل ناصح أمين ، و قبل عن طواعية و عن وعي أن يتورط ، في هذا الملف السوري الملغوم ، و عليه أن يتحمل تبعات هذا الاختيار ، فلن تنفعه ، هذه المرة ابتسامته الدافئة التي لا تفارق محياه ،المطمئنة لكل نفس حائرة ، و سوف لن تذيب دبلوماسيته التي توحي بالبراءة و الطهر السياسي ، ذلك الجليد الذي اكتسح قلوبا قد تحجرت و أصابها العمى و لا تفهم سوى لغة المصالح . عندئذ ، سوف يبدد كل رصيده في عالم السياسة و يفقد كل مصداقيته ، و يحكم على نفسه بالموت السياسي .
و خلاصة القول ، يعتبر الملف السوري ملفا شائكا و عسيرا و دروبه ملتوية ، لا يستطيع الأخضر الابراهيمي و لا غيره ، فك طلاسيمه ، و بالأحرى تعاطيه عبر تدبير ملفه وفق خطة ترضي كل الأطراف المتحكمة فيه . فإذا كان عنان قد فشل في مهامه الأممية ، فكيف للسيد الإبراهيمي أن ينجح فيها ، و هو يعلم مسبقا أن مفاتيح الحل السوري بيد القوى العظمى المتناحرة التي تريد أن تجعل من الربيع العربي امتدادا لرغباتها او مصالحها الحيوية المتعارضة في منطقة الشرق الأوسط ، اللهم إذا كان السيد الإبراهيمي يقبل على نفسه أن يقدمها ، لا قدر الله ، قربانا على مذبح المصالح و الرغبات التوسعية الإمبريالية لهذا الغرب المتوحش ، و يقبل على نفسه أن يجعل ، هذا الأخير ، من موته ، ذريعة للتدخل في سوريا لحسم الأمر عسكريا على رغم أنف الصين و روسيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة