الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية

أسعد البصري

2012 / 8 / 14
الادب والفن


لقد كرهه عدد كبير من البشر
لكنه بعد فوات الأوان يكتشف بأن أحداً لا يتذكره
وأن كل تلك الأوهام كانت كراهيته لنفسه
يكتب لأن حياته قد تمت ولا حاجة له بها
يكتب لكي لا يتذكر ولا يندم
يكتب بين السطور طريقه إلى القبر
يكتب أسفه على يوسف الذي هو أسف على يعقوب
لأن يعقوب حقيقة يوسف بينما هذا الأخير مجرد خيال أبيه
الرجال الفارغون التي كتبها ت. س . إليوت
(( نحن البشرُ الجوّف
نحن البشرُ المحشوون
نميلُ معا
والرأسُ مليءٌ بالقشِّ. فيا للحسرة!
حناجرُنا المتيبسةُ إذا ما
نهمسُ
هادئةٌ وبلا معنى
مثل الريحِ تمرُّ على العشبِ اليابس
أو أقدام ٍ الجرذان ِ تمرُّ على كسر ِ زجاج ٍ
في القبو اليابس ))
ويقول إليوت في المكان الصحيح من القصيدة
(( عيونٌ لا أجرؤ أن ألقاها في الأحلام ))
هذه العيون العمياء المفتوحة على تفاهة حياتنا والذكريات
ثم في هذا العصر لم نعد نعرف الفكرة من العقدة النفسية
محشور كفأر يترك آثار أقدامه على زجاجٍ مكسور
أبحث عن شعر جديد يستحق العبور والكسور والصلاة بين الصخور
هذا اليوم كتب عبد الرزاق عبد الواحد قصيدة جديدة عن اللاجئين في عمان
كيف تكتب نيابة عن البشر ؟؟ هذا الشعر انتهى
اكتب عن شيخوختك ؟ عن تجربتك ؟؟ عن الماء الذي سقط من يدك ؟
عن العجز الجنسي واستمرار الرغبة في الخيال
اكتب عن الواقع والمحال و لماذا لم تنتحر .
اكتب عن حبيبتك التي تقرأ شعرك و كأنها تبحث في محفظتك عن سر
اكتب عن جار و مجرور و هذا العمر الذي يدور
مسكنات في الوريد هذه الحروف العربية
دوار يقضي على عصبة من القوالين بدمعة واحدة
لم أستطع القدوم في الوقت المحدد لاستلام الأغطية
لهذا أنام على فراش بلاستيكي بارد
الإثنين هاديء في الملجأ حتى الممرات ينام فيها عدد قليل من المدمنين
في هذا المصح العقلي أشعر بفرح غامر خصوصاً في الليالي الهادئة كالإثنين
لا صراخ فتيات و فتيان لا صخب لا جنس لا عنف
أفكر بقصيدة سعدي يوسف الأخيرة ... شاعر ثمانيني يلقي القبض على عصره
(( غيرَ أنكَ في ظُلمةٍ ، لا ترى .
أنتَ لستَ تُحِسُّ بما أرعشَ الشجرةْ
أنتَ لستَ تُحسُّ بما جعلَ الطيرَ يدخلُ  في الشجرةْ.
مطرٌ لا يُرى
مطرٌ قد أحَسَّ به الطيرُ قبلكَ
والشجرةْ . ))
دماغي أشعر به ك قطعة ثلج في جبهتي حين أنسى دوائي و أفكر ب سعدي يوسف
 متى يصدق هؤلاء الذين لم يحتقروا كبرياءهم
ولم يخرجوا إلى الثقافة العالمية و قاع المدن الكبرى
ولم ينتصروا على الشخص الذي ولد وكبر معهم
بأنهم في الحقيقة ليس عندهم شيء يقولونه
ولماذا لا يكون هناك تشابه بين سعدي يوسف و هنري ميللر في السيرة والسلوك والنظرة إلى الأدب والأساليب والحرية ( حتى في الشكل هههههه) ؟؟ هل نستبعد هذا التشابه في الأسفار الدائمة للأديبين والحديث المستمر عن ذلك في الأدب و كأن السيرة الذاتية والحياة تتداخل والكتابة بشكل غير مفهوم بالنسبة لنا أحيانا ، بل يخربط علينا فهمنا التقليدي للأدب . والتصرف كسائح زائر على هذه الأرض باستمرار . طبعاً ستقولون ما قاله أورويل وهو أن ميللر لا يهتم بالشؤون العامة و بالسياسة تحديداً بينما سعدي شيوعي يساري و مهتم بل منغمر بالشأن العام . أعتقد أن المظهر خادع إلى حد كبير . لو تفحصنا أفكار سعدي و أفكار ميللر في الأدب والحياة والسيرة يا إلهي هناك تشابه كبير خصوصاً في قضية الحرية . فلا هنري ميللر يرى العالم من خلال الجسد والجنس فقط ولا سعدي يوسف يراه من خلال السياسة والنضال فقط . طبعاً تبدو المقارنة مزعجة بالنسبة لنا لأننا نعتز ب سعدي العراقي أكثر من ميللر الأمريكي بكل تأكيد لأسباب وطنية و قومية لكن التشابه يجعلنا نفهم كلا الأديبين أكثر بل يقربنا أكثر ربما من المعنى الجوهري الذي يمثله الفن والإبداع في الإنسان والتاريخ والعالم . هناك عناية فائقة بالحرية الإنسانية و بتحويل السيرة الذاتية إلى رسالة و صدمة و موقف . منذ زمن وأنا أفكر بهذا أصدقائي لم أجرؤ على كتابته إلا اليوم . و ربما يبقى هذا الكلام وربما أكون مخطئاً . مجرد حماسة لكاتبين عزيزين على قلبي
دعوني أنام بعد خمس دقائق يأتون لتفتيش الأسرة
هؤلاء الحرس تزعجني الكاشفات الضوئية التي يتجولون بها فوقنا الساعة الثالثة فجراً
(( أشدّ قبضتيّ ثمّ أصفعُ القدرْ )) // بدر شاكر السياب










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان