الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات العراقية كانت الطريق الصائب .... ولكن

قاسم طلاع

2005 / 2 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وأخيرا ظهرت النتائج التي تمخضت عن الانتخابات التى جرت لأول مرة في العراق منذ أكثر من أربعين سنة ، والتي كان يتوقعها ( أي النتائج ) كل من تابع، ولازال يتابع، مايحدث في العراق.
أقول متوقعة، لأن ما حدث من لقاءآت ومشاورات سياسية خلف خشبة المسرح ومناورات على مستوى العام ، التى تمثلت بأساليب الترهيب والتهديد، واتخاذ الجوامع بزار ( سوق ) لعرض المصطلحات الدينية التى كان العراق قد عاشهاولا زال يعيش تأثيراتها ورفع الصورة المقدسة بدل صورة الدكتاتوروطرح الفتوى التي لا يمكن ولا يسمح بأي حال من الاحوال الطعن فيها (( إنتخب القائمة الفلانية ، وإلا فزوجك حرام عليك... أو سيكون مصيرك جهنم وبئس المصير...الخ )) عملية نفسية الهدف منها التلاعب بشعور وعواطف الآخر ، هذا الآخر الذي لازال ، ومنذ أكثر من ثلاثين سنة يعيش عقدة الخوف ( اليومية ) من الذي هو أعلى منه سلطة، خصوصا إذا كان الآمـر يرتدي اللباس العسكري (( الحرس الوطني والشرطة )) أو يحمل سلاح بيده أو من لف العمامة على رأسه وفي وضع أمني يرثى له.

هذه هي واحدة من الرواسب التي تركها النظام الدكتاتوري المقبور في نفوس الملايين من الشعب العراقي والتى ظهرت إنعكاساتها بوضوح على مستوى الشارع العادي خصوصا في تلك الأيام التي جرت فيها الانتخابات والتي أدت الى حصول الإتلاف الإسلامي/الشيعي على أعلى نسبة من أصوات الناخبين.

إلى جانب هذا العامل ، فإن هناك عامل آخر لا يقل أهمية عن الأول، ألا وهو دور وسائل الإعلام ، التي بدأت ومنذ الساعات الأولى من بدء عملي الاقتراع ، بطرح تنبآتها الجازمة، ودن أي سبب أو حجة (( ولا نعرف كيف ومن أين استقدت أو مصدر معلوماتها )) ، بالفوز المطلق للقائمة الشيعية (( على اعتبار أن الانتخابات تجري على أسس مذهبية )) ، وهذا لعب دورا نفسيا كبيرا في دفع الفرد العراقي الذاهب أو الذي يريد الذهاب الى صناديق الاقتراع باتجاه:
أما هذه القائمة بالذات.
أو البقاء في البيت على أساس " ما فائدة الذهاب الى صناديق الاقتراع ، مادامت النتائج قد عرفت مسبقا.!!!

أما العامل الثالث، هو نجاح التعبئة المذهبية / الطائفية في توجيه الناخب نحو صناديق الاقتراع . وقد شاركت في تشجيع هذه المسألة جميع واسائل الاعلام العالمي/ العربي/ المحلي، وأصبحت مكونات الشعب العراقي ، في ليلة وضحاها ، مكونات شيعية/سنية، وبذلك يكون مثل هذا التقسيم قد جرد الفرد العراقي ، ودون أي معرفة مسبقة منه ، من الحرية التى يطالب بالتمتع بهاومن أي شكال من أشكال ممارسة حق الاختيار وربط مصيره تحت مفهوم " الجبرية " وأصبحت " هذا ما قسمه الله علينا " واقع لايسمح ولا يجوز الانحياز عنه.

أما العامل الرابع والأخير ، هو التشتت الذي أصاب اليسار العراقي ، ذو التاريخ المجيد ، رغم المحاولات الصادقة والجادة التى قامت بها بعض من الشخصيات والاحزاب السياسية للاتفاق على خطة عمل جبهوي (( كما هو الائتلاف )) لخوض هذه الانتخابات . وكما بدا أن الكثير من القوى التى دخلت بقوائم مستقلة ، تجاوزت المائة ، أغفلت أو تناست، أهمية اللحظة التاريخية هذه ، التى ستقرر فيه مستقبل الوضع السياسي/الاقتصادي/ الاجتماعي/ وحتى الثقافي.

أن النتائج التى توخت عن الانتخابات ، ستمهد الطريق إلى بناء أو تأسيس مشروعا إسلاميا/سياسيا، ربما، يكون مشابها للمشروع الإيراني ، الذي أفرزته الثورة الاسلامية هناك ( أي في إيران ) . ( علينا أن لا ننسى، بأن هذه الأحزاب المنظمة تحت قائمة الائتلاف ، رغم اعترافها باللعبة الديمقراطية ، لم تغير لحد الآن برنامجها السياسي ، الذي يصبوا الى بناء دولة الله على الارض )، وليس هذا غريبا علينا، عندما لم ينفي أو يكذب السيد السيستاني الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام ، بأنه في حالة فوز قائمة الائتلاف (( الاسلامية/الشيعية )) وهيمنتها على مقاعد الجمعية الوطنية مستقبلا، فإن السيد السيستاني يصبوا الى دستور دائم للعراق مصدره الوحيد الشريعة الاسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قرر بوتين استبدال وزير الدفاع شويغو الآن؟


.. أية تبعات لتوقيف صحافيين في تونس؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. نتنياهو: عازمون على النصر وتحقيق أهدافه وعودة الرهائن إلى ال


.. أين سيلعب النجم الفرنسي مبابي الموسم المقبل ومن سيخلفه في هج




.. الأضواء القطبية : ظاهرة كونية تُبهر سكان الأرض.. فما سر ألوا