الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار الاخير

عباس موسى الكعبي

2012 / 8 / 14
الغاء عقوبة الاعدام


الحوار الآخير
حوار مع محكوم عليه بالاعدام في زنزانة الموت الدائم قبل التنفيذ بيوم:

- أصحيح انهم سيحكمون عليك بالاعدام؟
- للاسف نعم.. غدا سيتم التنفيذ.. لكن من اخبرك بذلك؟
- ابيك...
- وماذا قال ايضا؟
- لا شيء مهم.. ان مظهره يدعو للرثاء..
- واطفالي واخوتي.. كيف حالهم؟
- انهم لا يعلمون ما يجري..
- هل تعتقد بانهم سيعلمون عاجلا أم آجلا؟
- لست ادري.. لكنهم ما برحوا يسالون عن اخبارك ليل نهار..
- بماذا اجبتموهم؟
- لا ادري بالضبط.. اي جواب.. وما الفائدة من الاجابة اذا كنا جميعا بانتظار المصيبة..
- وماذا عنك .. هل انت بخير؟
- كما ترى.. انا لست بخير .. على اي حال.. هل تشعر بالخوف لانك ستعدم غدا؟
- كلا.. لا اشعر بالخوف ابدا.. كنت انتظر هذا اليوم منذ مدة طويلة.. كي اضع نهاية لمأساتي داخل السجن..
- هل تشعر بالندم على شيء لم تفعله بعد؟
- ابدh. فحينما سيتم تنفيذ الاعدام، سينتهي كل شيء.. حتى انتم..
- حتى نحن؟
- أجل.. لانني لن اعيش مرة أخرى لاراكم من جديد..
- آه.. ليتك لم تسرق شيئا باصديقي العزيز..
- انا لا ادعو ذلك سرقة..
- وماذا تدعوه اذن؟
- انه مجرد تطبيق واقعي للعدالة، لكن بصورة منفردة..
- وهل هناك تطبيق للعدالة بصورة منفردة.. علي ان اعترف بانني .. انك غامض ياصديقي..
- نعم هناك عدالة خاصة بالافراد.. هل علمت ماذا سرقت؟ وممن سرقت؟
- لا يهمني ان اعرف ماذا وممن.. اعرف انك سرقت وكفى..
- لقد سرقت تاجرا ثريا من كبار التجار في المدينة.. وهو..
- رائع.. ألم تكن تلك سرقة؟
- اقول لك انه ثري اكثر مما تعتقد..
- وماذا جلبت لك هذه العملية المشؤومة.. الموت.. تدمير العائلة..
- كان الفقر يتآكلنا ويهزمنا رويدا رويدا.. كنت بحاجة شديدة الى المال.. لاطعم اطفالي وعائلتي.. هل ل كان تتصور ما كان يأكله الاطفال.. كنا نأكل التراب لسد جوعنا.. اتعرف كيف يكون عليه الرجل وهو ينظر الى اطفاله وعيونهم مليئة بدموع الحزن والجوع والذل.. ترى ما كان سيخسره هذا التاجر ذو البطن المنتفخ.. لو قدم بعض المال للفقراء كي يسدوا جوعهم.. هو من اجبرني على سرقته .. انه وامثاله يملكون الملايين دون عمل.. نحن من يجد ويتعب كي تتضخم كروشهم.. وما يؤلمني اننا، نحن الفقراء المعدمين، ندعوا ونتضرع الى الله كل يوم ان يحفظهم ويرعاهم..
- ألم تقنع بما كنت فيه.. كنت انت واطفالك بصحة جيدة نسبيا، اليس كذلك؟ وان أم ترض بنصيبك في الدنيا، فتذكر انها مشيئة الله سبحانه..
- يالعدالة السماء!! اين هو نصيبي كي اقتنع به؟ اجبني اين؟
- ألم تفكر بمستقبل اطفالك قبل الشروع بهذه السرقة ؟
- ان مستقبل اطفالي سيكون مستقبل مشردين ونشالين وربما قوادين لو لم اخاطر بهذه العملية.. كان لابد من ذلك.. ليس لدي اي خيار اخر متاح..
- لكنك خسرت حياتك قبل كل شيء..
- كلا.. لم اخسر شيئا.. انه عصر السرعة كما تعلم.. فالايام حانت قبل موعدها.. إلا ترى معي ان الغد ما هو إلا اليوم لكن يحمل اسما مختلفا..

عباس موسى الكعبي
كتبت ببغداد في 27/ 5/ 1988 ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»