الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرس الغوص و الفراشة -برسم الأمل-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2012 / 8 / 14
الادب والفن


مُدِّ يدك إليّ
صافحني كي (يسقط) المطر..
فيغسل مابين يدينا من دماء..
و نعلنها محررةً هذي السماء
من التجار الذين
جعلوا كلماتنا لله
(مقننةً) تحت اسم الدين
باعونا
و اشترونا
ثم أعلنوا المزاد.. باسم رب العباد
و صرنا في سوق الحريم و العبيد
من قلة (الرجال)

هذي الدماء تحمل فقرا و جوع 
و كل تماثيل الرجوع
لعصر لم يأتِ عليه (لهبيّ)
يقول عن أمك ناقصة
.. عن ابنتك سبيّة
و عن وطنك..

قطعة من أرض جاهليّة...

مُدِّ يدك إليّ..
اسندني فقد كفروني
و سيحرقوني إن لم تشهد معي 
أني ما حطمت سوى..

صنم...
**********

جرس الغوص في الطوفان:


أن تفهم لماذا يتخلف مجتمعك بسبب هوسه في الثالوث المحرم( الدين، الجنس، السياسة) و تحاول تحطيمه بطرق أدبية و علمية واجب و جهاد فرض ( عين) في زمن العين بالعين..

الشعوب التي قبلت أن تقسم نفسها إلى قابيل و هابيل، و التي يفرح فيها المدعوس بدعس الداعس و كل من حوله من مدعوسين أصلا بشطارة مراهقين.. هي شعوب حكمت على أوطانها بنهاية طوفان نوح.. و لن يصعد إلى السفينة إلا من لازال قادرا على المحبة.

التاريخ يقول هذا، بودي أن أقول الأيام بيننا، لكن قلبي الصغير الحزين على وطن يحتضر يمنعني من أن أفقد الأمل.

للأسف كثيرون يبيعون (وطنهم) في سوق الكراهية..لا يرون من الحقائق إلا ما يريدون..  بازار هو، و الدولة الأغنى ستشتري.. ( الآثار).
**********

جرس الغوص في الأديان:


السخرية من المقدسات لا تنتمي إلى الحرية و لا إلى التحرر في شيء.. في " أمريكا" البلد العلماني يستطيع أي شخص أن يقاضيك إذا ما تعرضت لدينه الشخصي أو معتقداته بذاته بالسخرية.. 

حتى لو لم تكن مقتنعا بما يؤمن به إنسان آخر، دع مسافة الاحترام و الحرية فاصلة في نقدك و في محاولتك التصويب( إن كنت حشريا)..و اعتذر إن سببت جملتك أي إساءة حتى لو لم تكن تقصدها.

هذا هو المحتوى السليم لأي دين و هذه هي حقيقة العلمانية كمصطلح يفهم بطريقة خاطئة على أنه دين ما أو كفر..
العلمانية هي ببساطة فصل للدين عن الدولة..ليست كفرا و لا حكرا على دين و لا هي تقبل بتكفير أحد و لا بالسخرية من مقدس.

 
كذلك التكفير و تجريم المخالف ليس من أي دين في شيء..

المشكلة في عمرها لم تكن في الأديان، هي في من ألبس الدين عباءة السياسة.. في من أقحم نفسه في علاقات الناس بربهم، في من يتكلم بلسان " الله" فيكفر هذا و ( يعظم) ذاك..
خلاصة القول: الله محبة.. و من أراد التكفير و القتل، و من أراد فرض معتقده بحد السيف فليفعل تحت مسمى آخر غير حب " الله" .. عقولنا لا تسمح بعصر جاهلي جديد.
**********

جرس الغوص في الأمراض:

في هذا الوقت يأخذ أصحاب الدم ( السوري) الحبيب المركز الأول في تواتر حدوث أمراض المناعة الذاتية و السرطانات و كل الأمراض التي يتهم ( الهم) و ( الحزن) في حدوثها..

منذ سنوات كانت المرتبة لأصحاب الدم ( العراقي) الغالي..

أكبر نسبة تشوهات لحديثي الولادة في هذا الوقت هي لأصحاب الدم (العراقي) الحبيب..

بالقياس على ما أعطي من إحداثيات (معادلة) الأخوة.. الأطفال مواليد المستقبل الأكثر تشوها سيكونون في( .......).

املأ الفراغ بكامل ضميرك المرتاح، و لا تنسى أن تصفق للسلاح.. و للغريب.. ثم انه موشحك الحزين بتكفير و تجريم كل من يخالفك من ( أخوة) لهم نفس دمك.. حتى أجيال ستدفع ( الطفولة) ثمن حب المال و الكرسي.
**********

جرس الغوص و الفراشة:

الوطن خميلة أرواح طيبة، تصارع حتى لحظتها الأخيرة، ترف بعين واحدة لتكتب للأحفاد: لا للحقد.. لا للإلغاء.
ثقافة الحب - و إن سخر منها المرضى- منتصرة...

في عام 1995 و بعد إصابته بجلطة دماغية و بقائه في ( السبات) لعشرين يوم.. استيقظ الصحفي الأربعيني "جان دومينيك بوبي" ليجد نفسه مصابا ب " متلازمة المنحبس" "Locked-In syndrome" كان يقظا و واعيا.. مدركا لما حوله، لكنه في حالة شلل رباعي و شلل شامل لكل عضلاته الإرادية عداعضلات العين اليسرى. 

ماذا تنتظرون منه ؟! و ماذا تتوقعون من زوجته؟!
هو: لم ينتحر.. كلا.. 

هي: لا لم تغلق بابها على نفسها، و تندب دمار حياتها بشلل زوجها.. 

جلست إلى جانبه في المستشفى و ساعدته على كتابة رواية.. برفات عينه اليسرى( الناجي الوحيد من قصف مرضي).. عشرة أشهر.. و (200,000 ) رفة عين..و كانت الرواية الرائعة:
 " جرس الغوص و الفراشة" المكتوبة برمش العين..حققت مبيعات خيالية و تحولت لفلم رائع في عام 2007 ( لمن لا يحب المطالعة).

مات "جان دومينيك بوبي" بعد ثلاث سنوات من نجاح روايته، لكن كلماته لم تموت و لن تموت..

هكذا هي الحياة تحدي.. و نحن كمنتمين إلى أوطان تشل.. و نراها في خطر.. صوتنا غير مسموع في ضجيج الكراهية المتبادلة، لكننا سنكتب مستقبلا خاليا من الحقد لأطفالنا ( برمش) العين.. و سنستمر في حرب (الكلمة) المحبة..حرب ( الفكرة) المتقبلة للآخر.. الحرب الأقوى منذ بدء الخليقة.. الحرب الوحيدة التي تجعلك لا تلطخ يديك بدماء أحفادك...

إذا كنتم تحبون الوطن اكتبوا، أمسكوا أقلامكم بنادق حق في وجه ثقافة ( الكراهية).. مزقوا ما ورثناه من ترهات الطوائف.. غير صحيح، غير صحيح أن في طائفة ما يكمن دين نبي...

برسم ( الأمل) المر.. كل أمانينا، أحلامنا، طموحاتنا في ( وطن) يلعب أولاده ( قمار) الكراهية..فيرجمون بعضهم بعضا من غير وعي.

برسم ( الأمل) الحامض.. كل ضحكة لطفل فقد طفولته بينما ( الجهابذة) يتقاتلون على كرسي...

برسم ( الأمل) المالح.. كل عرق جباه الشباب الذين خرجوا في البدء من أجل قضية اشتراها و يشتريها تجار ( العبيد) و ( البترول).. و المتاجرون باسم " الله"...

برسم ( الأمل) الحلو.. مستقبل أحفادنا بلا أحقاد.. إن نحن بقينا على قيد ( الحب). 

برسم ( الأمل) لازال وطننا المشلول.. يحتاج علاجا (علميا) في زمن ( العقل) الممنوع.. في زمن ( التفكير) فيه عار.. و( التكفير) انتصار..

و التكفير لا يقتصر على التكفير الديني، بل للتكفير الوطني نصيب كبير...

يتبع...

لمى محمد
https://www.facebook.com/pages/لمى-محمد/155668901162078?ref=hl








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة نسبية
أحمد عبدو ( 2012 / 8 / 15 - 02:08 )
صور شعرية راقية أستادتي الفاضلة والأرقىنبل العاطفة وسعة الأمل بسعة التاريخ العربي الموغل في القدم...نترقب دائما اسهاماتك ونسعد بها...


2 - توازن جدير
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 15 - 04:14 )
من وحي الرواية الرائعة أتيتينا بما هو أروع
طرح موضوعي إنساني أكثر من رائع
والحقيقة إننا هَرِمنا في عقولنا وأستقرت فينا ثقافة الجمود القائمة على صراع الاضداد
لقد أصبحت ثقافتنا فاقدة المناعة وصرنا كبيئة موبوءة يسكنها كل قبيح ومؤذي
كم نحن بحاجة الى إحياء العقول والضمائر

أستاذه لمى محمد : لكِ أطيب التحيات


3 - كل التحيه والاحترام لهذه الروح العلميه والمعرفيه
jamil tarayra ( 2012 / 8 / 15 - 08:47 )
القصيدة الشعريه رائعه وكم المعرفه كبير وهام وطريقة العرض رائعه فكل المحبة والتقدير


4 - تحياتي
لمى محمد ( 2012 / 8 / 15 - 15:24 )


إذا ( خفق) جناح فراشة هاهناك
سيعبر المسيح في السماء
سيمضي الأولياء في رحلة
تسري و تعرج و تسترد الأدعية

إذا ( خفق) جناحها فقلبها
لا بد يخفق بالحياة
و ما أدراكم ما الحياة!
هي نسمة صيفية في تنور ها هنا
تلفح بنارها
تصقل بفقرها
و تطعم الجياع

أقول للفراشة: لا ترحلي.. ظلي هنا

و أحاول مسه جمالها الملون
تنتفض بقوة
و تكتسي أصابعي
بطحين من جناحها لا يصنع الرغيف
و بسلامها المهيض ..
تنتقل مكسورة لتطعم النيران

و أطلب السماح
لغايتي النبيلة.. 
تبرر الوسيلة
فأسمع بأذني صوت الاحتراق
لفراشة صيفية في تنور ها هنا

لن يعبر المسيح هذه البلاد
و لن تسترد الأدعية
طالما الغايات تبرر الوسائل
طالما أنتم هناك..
تصلبون الأضحية
بعيدا عن تنور ها هنا...
أتمنى أن تكون فكرتي قد وصلت.. شكرًا لمروركم المشجع.. مودتي.


5 - سلمت يداك يا لمى
جريس الهامس ( 2012 / 8 / 15 - 22:20 )
تحفرين في الصخر بإزميل الحق يا لمى ..ما أجمل أنسنة الحجر لينتصر الجمال والحب والوطن على الوحوش السائبة وليصطاد أطفالنا بالحصاة المناسبة لأناملهم دبابة الطاغية ليحولها أطفال المستقبل إلى وسيلة إيضاح عن حيوانات عصور الهمجية المنقرضة - محبتي


6 - أحفاد بلا أحقاد
ليندا كبرييل ( 2012 / 8 / 16 - 06:56 )
هذا هو الشعار الذي نتمنى حقاً يزين حياتنا
في فقرة الغوص في الأديان أقول : إن السياسة على طول التاريخ استغلت الدين أبشع استغلال، والدين بدوره كان في خدمة السياسة، كلاهما ينضويان تحت جلباب واحد ويرفدان بعضهما البعض
لذا أرى أن المشكلة ليست في منْ ألبس الدين عباءة السياسة فحسب، بل هي في رجال الدين أيضا الذين ركبوا موجة السياسة
في بلادنا وقد تشرذم الناس، طرف يتهم الآخر، والجميع يدعون الوطنية والإخلاص للقضية، تعفّنت النفوس وصار من الصعب تدارك الهوة الخطيرة التي ينجرفون إليها
لم يعد يفيد البكاء على الأطلال وتذكر أيام المجد فقد تمكن الحقد من كل النفوس، حقد طائفي، سياسي، اجتماعي، ، قومي.. الكل يركب الموجة اليوم فزاغت الأبصار وما عدنا قادرين على التمييز
نتمنى للإنسان أن ينتصر، أي إنسان؟
للثورة ، أية ثورة؟
للشرعية، أية شرعية؟
الكل يدعي احتكار الإنسانية والثورة والشرعية.. والوطن
أتمنى لصرختك الصادقة أن تصل القلوب المعمية بالأحقاد

هذا رابط النشيد الرائع وطني الأكبر بعد تعديله وصلني من أصدقاء أتمنى أن ينال الإعجاب

http://www.youtube.com/watch_popup?v=r6MrZWUcWuI&vq=high
مع الاحترام والتقدير


7 - اللغة
راسم ناطور ( 2012 / 8 / 16 - 08:17 )
نحن نعيش داخل اللغة ونحن ولدنا الى داخل اللغة واللغة لم تخلق معنا فهي موجوده دائما قبلنا
لذلك نحن نعيش في عالم من مصطلحات وان الدين عالم من مصطلحات ليس بالضرورة ان نتقبله حين يؤدي بنا الى عالم التكفير والعنف الدموي
حرب المحبة او حرب الفكرة هو الجهاد الحقيقي حتى نخلق عالم من مصطلحات جديد وعذب مثل هذا الذي نقراءه عند لمى


8 - نعم للانسانية
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 16 - 09:45 )
إتجاه إنساني رحب وأفكار بحد ذاتها تشكل منار على درب التحرير الحقيقي
في واقعنا العربي الذي يكتنفه الغموض بضيابيته الداكنه


9 - كيف
نيسان سمو ( 2012 / 8 / 16 - 14:16 )
كيف سينجو وينتصر الوطن يا سيدتي إذا كان الهم الاول والاخير للآباء بتهريب اولادهم الى الخارج خوفاً من ان يُقتلوا او ان تنفجر سيارة ملّغمة في وجوههم ؟ كيف سننتصر يا سيدتي إذا كنت كافرة حتى قبل الولادة وزانية حتى قبل زواج امك بأبيك وملحدة حتى قبل ان يُفكر الله في وجهك ؟؟؟؟ كيف سننتصر ونبني اوطاننا ونعيش مع البعض كأخوة للآخرين إذا كانت العمامة وما تحتها هي القانون وهي الفيزياء والكيمياء والرياضيات وحتى الرياضة ؟؟ ولكن في النهاية سننتصر بعونك وبعون كلماتك وبعون من امثالك ... كل التحية والمحبة ...


10 - آه من تجار الدين
عبد الوهاب المطلبي ( 2012 / 8 / 16 - 14:50 )
تحياتي
متى ينتصر الانسان في ملكوت القلب
متى نتحرر من ارث العقل الجمعي الذي دونه فقهاء تجار الدين
لا توجد طائفة في ملكوت القلب لا يوجد حزب


11 - تحياتي
لمى محمد ( 2012 / 8 / 16 - 15:50 )
عندما رأيت مرضي - الصداف- و - السماك- الجلديين لأول مرة،  اقتنعت طفوليا بأن - حورية الماء الصغيرة- لم تنتحر عندما تركها الأمير، بل أصبحت أقوى و أقوى، ثم تزوجت قلبا أبيض، و صار لديهما الكثير من الأطفال الملونيين.. سلالة - حورية البحر الصغيرة- تحمل هذه الأمراض الجلدية التي تنزع قشور الشخص فيما يبقى ( لبه) قويا و جميلا..

تحية لكل من يقف في وجه العدم، المرض، الكراهية، الفشل.. سلام و سلام على كل من يسبح عكس التيار، متحديا الموج.. فيما يقول الجميع أنه غير موجود..شكرا لعقولكم عصافير تعلم أن حيواتنا القصيرة لا تستحق حقدا، و لا تطول بكراهية.. غد أجمل يصنعه أمثالكم، برسم ..أملنا.. تحياتي.

اخر الافلام

.. طلاب الثانوية يدخلون اللجان .. تليفزيون اليوم السابع ينقل أج


.. ا?قوى مراجعة نهاي?ية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية الع




.. السجن 3 سنوات للفنان محمد غنيم في اتهامه بتهديد طليقته


.. إعلان صادم لمحبي الفنانة السورية كندة علوش و-ولاد رزق 3- يحط




.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -