الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توافقات رمضانية

حسين علي الحمداني

2012 / 8 / 14
الادب والفن


وجدنا في شهر رمضان إننا في هدنة مع الأخبار السياسية ، لم يفكر أحد منا أن يمارس هواية سماع الأخبار كما هو في سائر الأيام ما قبل رمضان، ورمضان مائدة أردنا أن تكون خالية من طبق السياسة والتحليلات، وكان مفترض بسياسي البلد أن يصوموا عن التصريحات ويكتفوا بالتشريعات التي ظلت غائبة بفضل عدم التوافق عليها من قبل الشركاء .
وعلى ذكر التوافق،هذا المصطلح الذي تسرب للمطبخ العراقي بهدوء،والطبخ العائلي في العراق في شهر رمضان خضع من حيث يدري أو لا يدري للتوافقات العائلية في تقديم وجباته المتنوعة ، فلا يمكن في ظل التنوع الذوقي إن تجبر الأم العراقية الجميع في تناول ما تطبخه هي دون أن تعود إليهم وتناقشهم وتصل لجملة من التوافقات والقواسم المشتركة بين أفراد العائلة وعليها – أي الأم- أن تحقق أكبر نسبة من التوافق بين جميع أفراد العائلة صغيرهم وكبيرهم رجالهم ونسائهم، ولا أظن بأن للأغلبية هنا الحق في فرض ما تشتهي،انتهى ذلك الزمن الذي ظلت فيه ( ربة البيت) تمارس دور الدكتاتورية في المطبخ ، فليس الجميع يحبون ( الدولمة ) أو يفضلون ( شوربة العدس ) أو حتى ( عصير الزبيب أو نومي بصرة)أو الرز الأحمر أو الأصفر، لهذا فإن التوافق المطبخي بات أحد أهم مقومات رمضان ومائدته ، وهذا ما يجعلنا نصرف أكثر مما يجب،وهذه من مساوئ التوافقية التي تعلمها صغارنا قبل كبارنا ونسائنا قبل رجالنا،وهذا يعني بأن على ( ربة البيت ) أن تعد أكثر من مائدة في رمضان ، مائدة توافقية تحظى بقبول الجميع وتستغرق وقتا طويلا لكي تكون جاهزة،وهذا ما يجعلنا ندرك سر تأخر تشكيل الحكومات التوافقية التي عادة ما تكون مترهلة وتستنزف وقتا وجهدا وأمولا، والموائد التوافقية ما يزيد منها أكثر مما يؤكل،وهنالك صحون تظل كما هي دون أن يلمسها أحد حتى أولئك الذين طلبوها وهي تشبه إلى حد كبير ( وزارات الدولة )،ورب الأسرة يدفع أمولا مضاعفة من أجل إرضاء الجميع و ربة البيت تصرف جهدا مضاعفا دون أن يقول لها أحد شكرا و( عاشت إيدك) .
والتوفقية في رمضان لها أضرار أخرى فتلفاز واحد لا يكفي وحتى أثنين، لأن هنالك كما سمعت أكثر من 68 عمل درامي يعرض على مختلف القنوات العراقية والعربية ولكل منا قناته المفضلة ، خاصة وإن مسلسلات قناة العراقية جميلة في دورة رمضان الحالية، والعائلة العراقية ليست عائلة صغيرة بل هي عائلة مركبة أحيانا تضم أكثر من عائلة في ظل زواج ألأبناء المبكر في العائلة العراقية ، وهذا يتطلب إضافة تلفاز آخر على أقل تقدير لما موجود في البيت من أجل ( إرضاء الجميع ) خاصة وإن أولمبياد لندن 2012 صادفت في رمضان وهذه لوحدها تحتاج لتلفاز يخصص لها.
ألا تجدون معي بأن التوافقية صعبة ومكلفة ماديا وتحتاج لجهود استثنائية ولكن نحن نمارسها حتى باتت نهجا لنا في حياتنا لأنها تجنبنا ( زعل البعض)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. مهرجان موازين للموسيقى يعود بعد غياب 4 سنوات بسبب ج


.. نون النضال | خديجة الحباشنة - الباحثة والسينمائية الأردنية |




.. شطب فنانين من نقابة الممثلين بسبب التطبيع مع إسرائيل


.. تونس.. مهرجان السيرك وفنون الشارع.. إقبال جماهيري وأنشطة في




.. دارفور.. تراث ثقافي من الموسيقى والرقص