الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاختيار - قصة
نبيل جديد
2012 / 8 / 15الادب والفن
1_ مقدمة :
كان أمرا عاديا أن تنتخب بريطانيا رئيسا لوزرائها ، أما أن يكون " طوني بلير " فهو ما فاجأني تماما : لتطابق تاريخ ميلادنا ؛ مما جعلني بشكل لا شعوري أتحسس ندبة إليتي، و أطيل النظر في المرآة لأراقب آثار جرح آخر يدفع وجنتي ، كنت أراه في عيني كل من ألتقيه ،خاصة الإناث .
2ـ أولا :
يدفعني خوف فطري متراكم عبر أجيال سابقة لمقاومة الولادة ... ثلاثة أيام من ( النضال الدؤوب ) و ( الكفاح المرير ) ظللت ( صامدا ) ( أتصدى ) لمحاولات جسد أمي لفظي خارجا ، تساعده الجدات ، ودعوات الجارات ، وخبرات الدايات ... و عندما انتهت المعركة لم أقوى على الصراخ ، فقط استسلمت لأنين خافت متقطع .
3ـ ندبة الإلية :
قادني والدي في اليوم الأول : إلى المدرسة .
بعد أيام انتابني هاجس لم أستطع فهمه حتى هذا الوقت : اختصار الطريق .
فأكتشف حلقة كلاب تحيطني ، تكشر عن أنياب بيضاء طويلة حادة ، تتحفز بأجسادها ، تطأطيء رؤوسها ، تركز أنظارها على حركاتي ، مع زمجرة تحضيرية لنباح غاضب ... و لم تكتمل أبدا محاولتي للهرب ، فاستيقظت في المشفى أحمل جراحا و ضمادات ...
فهمت أن إغمائي سبب نجاتي من الموت ، وعدت إلى المدرسة أحمل ندبة كبيرة على إليتي ، و جرحا لا يزول يطبع وجنتي ؛ ليذكرني يوميا صباحا بأن واجبي شمّ خطوات والدي باسمرار ....
4ـ كيوبيد :
كان كيوبيد يغمس سهامه بعطر الحب ، فيترك آثار الموله ، و الانجذاب ، و العشق ، فيتسلى و يلهو بالقلوب طائرا من مكان لآخر ؛ لكنه اكتشف أن فعلته ليست إلا وظيفة كبلته بها الآلهة، لذا فقد الحماس ، ورغب عن الاعتناء بسهامه ، ثم انزوى ركنا ؛ مما جعل انتظاري له بلا طائل ، فقامت عائلتي بدوره ، ووضعت شروط الجمال و النسب و الوظيفة ( تعويضا عن الحسب ) ، لكن هذه الصفة وان بدت " ظاهريا " لمصلحتي ، فقد جاءت لتعطي هامشا من الحرية لزوجتي أكبر مما أحلم ، فإذا أضفنا هذا الهامش إلى ما كانت تتمتع به من موهبة للحصول على ما تريد مهما بلغ ، و استطاعتها إقناعي بوجهة نظرها ، و قدرتها على مساومتي حتى في أكثر لحظات غضبي وشرقيتي ، و إجادتها الباهرة لاستخدام سلاح الإلحاح و التكرار ، و البراعة المفرطة في المقاطعة الاقتصادية وأحيانا الجنسية ... فسيتضح كيف يتسع الهامش ليشمل الصفحة ( كاملة ) ؟!! .
5ـ كفاحي : ( بعيدا عن هتلر )
اختارتني العلامات في الثانوية وحددت طريقي ...
اختارتني الوظيفة ...
اختارني رئيسي ( مفتاحا ) له ...
6ـ باتجاه رامبو : ( قريبا من البطل الأمريكي )
شاركت زوجتي (باختيار) أفضل لفظة عربية قحة نطلقها اسما لبكرنا ، و عند بلوغه الرشد ، فاجأني القاضي بقبوله ادعاء ابني لتغيير اسمه .
7ـ خاتمة :
..... أنتظر الموت بصدر مفتوح ، فهل أبدو شجاعا ؟ ، أم أن مداورتي للموت لينساني مناكدة مفضوحة؟!.. ربما ؟!.. فقد أفعل شيئا بشأن اللجام الذي يساوي الفراغ = الموت = المجهول = النوم المديد = الضجر الأكبر من الخواء > العدم الأصغر من الأرق < السأم < القرف <السجن < العبودية < الحلم < الإرادة < الألم ... وربما أمحو هذه المفردات بانشغالي بالإعداد للانخراط في الانتخابات القادمة ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ
.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين
.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ
.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت
.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر