الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية لخطة طريق الثورة المضادة

جورج حزبون

2012 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


المنطقة العربية منشغلة ومشدودة ، الي اين تسير الامور ، وما هو المستقبل القريب ، هل ستكون مصر اخوانية؟ وسوريا الى اين ؟ وهل ستكون حرب بالمنطقة سواء مع ايران او حزب الله او مع غزة ؟ ولما كل هذه الاستعدادات الاسرائيلية ؟ والسلطة الوطنية الفلسطينية اين في كل هذا ؟.
هذه التساؤلات توتر الحياة العامة وتوقف الاقتصاد ،وتزيد الفقر والبطالة وان طالت قد تصل الى الاضرار بالامن !وتشيع الفوضى ، ويبدو انه حال مطلوب ، وبترابط الاقتصاد بالسياسة، وراس المال بالنفوذ والاستغلال ، تكون الجماهي العاملة هي غاية الهدف من حيث هي القوى الاجتماعية الوحيدة القادرة على المواجهة والثورة واقامة الديمقراطية ، لان في هذا النظام تكون اوسع الجماهير من الكادحين قد حققت حريتها الوطنية والاجتماعيه ، واقامة نظام اكثر عدالة ،ويطلقون عليها ( الفوضى الخلاقة ) ، ويستخم الدين وفرقه السياسية لاحتواء الحركة ، وبهذا يتم اجهاض حركة التحرر والمقرطة لسنوات طويلة ، تكن خلالها قد توفرت ظروف ومعادلات لاقامة نظم جديدة ومجتمعات غير متجانسة على القاعدة الاثنية او المذهبية .
واضح بعد معركة سيناء الارهابية ، ان فجوة الخلاف الاسرائيلي المصري ليست واسعة ، ويمكن ردمها بجهد الاخوان ، حيث كانوا معارضة فاصبحوا سلطة تستوجب المحافظة عليها ، والمسافة واسعة بين الوضعين ، والاخوان بحاجة ملحة لاثبات قدرتهم على النهوض بمصر التي تعاني كبوة اقتصادية خانقة وبطالة متزايدة مع نمو سكاني غير منضبط وهائل ،وهنا فان الابتعاد عن اي صراعات خارجية او عمليات استنزاف عسكري باهظ الكلفة امر اساسي ، ولضمان هذا السبيل فان اخونة مفاصل الحكم ضرورة ملحة ، وتكثيف الحراك الديني امر يساعد على عدم الخروج على الحاكم، وان للفقراء ملكوت السموات ، وهم هنا الكادحين صناع ثورة يناير ، والمستنيرين المستدفين في وعيهم وثقافتهم بالارهاب الفكري كما حصل مع فرج فودة وغيره .
وبعد ان وصلت الامور الى ما هي عليه في سوريا ، ولم يعد ممكن بقاء النظام ، ولم يعد ممكن نجاح المعارضة للتعددية فيها وهيمنة التيارات الدينية عسكريا ، مما يعيد سيناريومصر بصيغ اخرى ، حيث قد تقسم الى دويلات ، او تمتد الحرب الاهلية لسنوات كما حصل في لبنان في السبعينيات ، وبقيت الدولة رمزيا والقسمة واقعيا ، لكن في كل الاحوال تكون سوريا خارج معادلة الثورة ، ويتراجع دور طبقتها العاملة وقواها الثورية واليبرالية ، ولعل الاهم انهاء سوريا القلب والشمال والجنوب الطبيعي منها ، على طريقة الاندلس ، حين سادت ملوك الطوائف .
وبعد هذا ما هو السيناريو المعد بعد احتواء قوى الثورة والتغير الشبابي الديمقراطية ، فلا يمكن انفاذ خطة بهذا الحجم لتغير بناء المنطقة الا بحدث على طريقة الصدمة والرعب ، وهذا يحتاج الى حرب ! والجهة المؤهلة لبدئها هي اسرائيل ، والتي لا تعوزها الاسباب ، وقد بداءت بتهيئة الجبهة الداخلية ، وعادة لا تجري مثل هذا الاستعداد عبثا ، فهو يكلفها على الاقل هروب الاستثمار المالي الذي تحتاجه في ازمتها المالية الراهنه ، وسفر لا اقول هجرة شبابية ، علما انها تعاني من هجرة العقول والعناصر الشبابية المتفتحة التي لم تعد تستطيع العيش تحت ظل السيف ، والمعلن ضرب منشاءات ايران النووية !وحيث انها لن نقوم باي عمل عسكري خارج تحالفها الاميركي الاستراتيجي ، وحيث ان الاريكين يبدون تحفظ ، لعدم جدوى الضربة ، ولعدم الرغبة لدخول حرب طويلة مرهقة ماليا في ظل ازمة معقدة قد تطيح بحكم الديمقراطين مع اقراب موعد الانتخابات ، اذن لماذا هذا الاستعداد ، اولا ربما فقط للتاثير السياسي في المنطقة التي تعيش مخاضا قد ينتج غير ما ترغب ، وهنا استعراض القوى مفيد كما الحرب الحقيقية ، وثانيا قد تستغل الوضع السوري وتضرب حزب الله وتنهي امر علاقاتها مع هذا البلد باتفاقية تنهي اتفاق الهدنه الى اتفاق مصالحة وقد يشمل تقاسم مياه !!.
الحرب على غزة مستبعدة ، لعدم الضرورة الان ، خاصة بعد انتخاب الاخوان في مصر واهمية دم استفزازهم ، واهتمام سلطة حماس بمنع الصواريخ على اسرائيل ثم اغلاق الانفاق ، واستعداد حماس للتعاون الامني في سيناء ، اضافة الى انها لا تسمح لاية قوى خارجية من المتواجدين في سيناء الاقتراب للقتال عبر خطوطها مع اسرائيل ، وانها معنية برضاء نظام الاخوان في مصر التي هي في النهاية جزء منه ، وخاصة انها نظرت النجاحهم وكانه انتصار لها ، وان قادتها انتقلوا من دمشق الى القاهرة .
ويكون الامر الاكثر تشابكا هو امر السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية ، فهي محاصرة واقعيا ومقيدة باتفاقات سياسية واقتصادية ، والعالم العربي اصبح غير معني بدعم صمودها بحيث اصبحت في حالة غريبة لسلطة تكافح من اجل ارساء قواعد دولة ، واستكمال استقلالها الوطني ، واسرائيل تقضم بلاستيطان الارض وحقوق الشعب حتى لا يعود هناك سبيل للفاوض او الحوار ، والسلطة عاجزة عن صرف رواتب موظفيها ، وقد اصبحت تعيش مديونية عالية ، كل هذا يهدد تحركها السياسي ، ويجعلها سهلة على الضغط ، اضافة الى انها تتحمل عبء مخيمات اللاجئين في البلدان العربية ،وهنا نتسائل عن اي مغزى بقي لخيار الدولتين ، وحتى خيار الدولة الواحدة ، فالسلطة تتجه نحو الحصول على قرار دولة غير عضو واسرائيل تعلن بالجدار انها ضمت ما تحتاج ، بحيث خيار الدولة الواحدة وهم ،وبربط الامور ببعضها فلا يمكن تصور اي تغيرات لا تاخذ امر السلطة او ما تبقى من فلسطين بالاعتبار ،فالتحالف الاستعماري الرجعي العربي الديني ،لن يترك خلف معركته المصيرية اية بور ثورية ، وخاصة فلسطين ، والتي هي تاريخيا جزء من سوريا ، فلتخضع للترتيب الجديد ، ولينتهي الصراع مع اسرائيل من حيث هو محفز ثوري للامة العربية ، ولتعاد تجربة السلطنات والامارات الخليجية ، ضمانا للامن وتفكيك لقاعدة اجتماعية شبابية ذات تطلع طبقي تغيري ، وليتوسع العمل بالفكر الديني الوهابي وليتغير الاشعار العربي الاستراتيجي ، من الوحدة طريق العودة ، الى الاسلام هو الحل بعد اعادة قيام الخلافة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس