الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسين ... ظاهرة الاصلاح ضد المفسدين

ثائر الربيعي

2012 / 8 / 15
حقوق الانسان


التاريخ هو الذي يجسد دورس وعبرالامم بمواقفها وحوادثها المشرفة لما تركته من بصمة مضيئة ومؤثرة في تقويم نفس الانسان الذي كرمه الله بانه سيد المخلوقات ، والمغزية لجسامة الاعمال التي ارتكبت به والذي رفض الوجود الحيواني ان ينسبها لنفسه لانه ليس لديه القدرةعلى اقتراف مثل هذا النوع من الوحشية .
وتاريخ البشرية يحمل بين ثناياه انبل القيم النبيلة لرجال عجز الخلود عن وصفهم فصاروا هم الخلود الذي لايمحى ذاكرة الاجيال عبر الزمن وبرغم تحديات طغاته المستبدين لافعال وجرائم لاتزال تبحث عن الاجابة من الانسانية ،ولعل قضية ملحمة واقعة (الطف ) هي من اوائل الحوادث التي اقتخرت بها الانسانية والاسلام الذي تجلى بامام الرافضين للخنوع والاستعباد هو نفس رسول الله الامام الحسين (ع) موقف ثابت هو وصحبه قست حتى الطبيعة عليه بالماء في حر صيف ورضيعه يفطم بسهماً من الوريد الى الوريد ، فضل نهجاً ومسيرة خلود لكل الطامحين والثائرين الذين يبحثون عن الايثار والتضحية من اجل قضية مبدأ ،فتحولت الى افقاً ومدى يشق الاصوات لصوت سمي صوت الاحرار وباختلاف الانتماء ليصارع الفساد والمفسدين والظالمين الذين اردوا تغير النهج الحقيقي لرسالة السماء لتقول لهم (اني لم اخرج اشراً ولابطراً ولاظالماً ولامفسداً وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ) لتوصل رسالة واضحة المضامين تبتدءا من رفضك لظاهرة استعباد الناس باعادة الرق البشري التي فضتها كل الاديان السماوية بسبب تولي طغاة زمام امور الرعية والسطو على مقدرات الشعوب ونهب خيراتهم وتركهم يبحثون عن فتات رغيف الخبر وفضلات ماياكلون الحكام انه الفساد بام عينه بقوله( اني لاارى الموت الاسعادة والحياة مع الظالمين الا برما ) فما قيمة عيش المرء بحياة الذلة والمهانة ،فالموت لايعني الموت بما تحويه الكلمة من النسيان والاندثار وانما الشهادة باروع صورها وهو جسد مقطع مرمى على التراب حز راسه محملاً على رمحاً ،لتاتي سنابك خيل المفسدين وقيل لها حطمي صدره ومحي ذكره ،هو ثابت العزيمة للطريق الذي سلكه ليبلغهم (والله لااعطينكم بيدي اعطاء الذليل ولااقر لكم اقرار العبيد) فقد تحول الحسين بما لقي في كربلاء من ظلم وعدوان لم يشهد له مثيل ،لاسرة اوصى الرسول المسلمون بهم بعد موته بان يعاملوا بالاحسان(قل لاسالكم عليه اجراً الا المودت في القربى )وقائلاً عن الحسين (ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) الى ظاهرة للاصلاح كثقافة عنفوان وشموخ تدرس لكل جيل تحارب الفساد وسلوك المفسدين المنحرفين الذين انتهجوا لنفسهم طريق المعصية والابتعاد من رحمة الله لقتلهم ريحانة الرسول،واستمرت المنازلة بين فكر الحسين ومع الذين يعيثون بالارض وبالقيم الانسانية فساداً منذ اكثر من (1400) عام وتحديداً استشهاده في يوم (10) محرم سنة (61) للهجرة ، فهنالك لكل يوم حياة جديدة وخلود لهذا العملاق المتعملق الذي رفض مغريات الدنيا صابراً صامداً وهو يودع اهله واحبته قرابيناً لله ،صحيح ان سيوف العارفين بحقه ومنزلته لم تبالي بما اقترفت وساقها التمرد والالاف من الجيوش حاصروا معسكره ورموا خيام اهله بسهام خدرهم ونتهكوا حرمته متنصلين منسلخين من كل المعايير والقيم العربية التي نأت على نفسها ان تمارس القتل والترويع للنساء والاطفال وتسلب حتى ملابس القتلى الصرع اين القيم العربية والاصالة منهم ؟
فالعرب عرفوا بامتلاكهم للاخلاق قبل حتى مجيء الرسول ليذكرهم الحسين (كونوا عرب كونوا احرار في دنياكم ) فلا حياة لمن تنادي فجوائز ملك الري والذهب والفضا كانت هي اكثر وقعاً فيهم لقتل الحسين بقول احدهم (املىء الركاب ذهباً وفضا ان قتلت خير الناس اماً وابا)
والسؤال هو نفسه على مدى التاريخ يتردد من انتصر ومن بقى ؟
فالتاريخ يروي لنا ماذا فعل كل طاغية عند توليه سدة الحكم وتفننه وابتكاره ابشع اساليب التعذيب ضد فكر وثقلفة هذا الصرح الذي تمرد على التراب وكل انواع القيود وسلاسل الحديد ،فمحاولات هدم المرقد وحرقه واغراقه بالمياه ،وقتل الذين يؤمنون بنهجه النير وتقطيع ايديهم والسنتهم ظناً انهم سيوقفوت مده الجارف لكل ثقافات الفساد ،فهم مخطئين وسيخطاً غيرهم هي عدالة السماء تمنحها لمن يعطي ويضحي لينعم الاخرين ويعيشوا بحياة تسودها الكرامة والحرية ويرفضوا سلوك الملوك الفاسدين الذين يكرسوا لثقافة هدم الانسان وسلبه من انسانيته التي كرم الله بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتقال مسلحين اثنين ومقتل آخرين من منفذي هجوم داغستان


.. شبكات | اعتقال عارضة أزياء يمنية بعد جدل أثارته صور زفافها




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأونروا: 69% من مدارس النازحين ف


.. الأونروا: 69% من المباني المدرسية التي كانت تؤوي نازحين في غ




.. مشاهد للحظات الأولى بعد قصف مقر تابع للأمم المتحدة في غزة