الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوعاد الدسوقي : أنبياء العصر الجدد!

اوعاد الدسوقي

2012 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



حالة من الإرتباك و التخبط يعيشها الشارع المصري في ظل مشهد ضبابي يغلب عليه طابع الإقصاء و الإنتقام وتصفية المعارضين وكل من له رأي مخالف لمن اعتبروا انفسهم أنبياء و رسل هذا العصر, سفراء العناية الالهية لفتح مصر وتطهيرها من الاوثان والازلام و اتباع الشيطان ومنهم من شبه حاكمهم بالنبي عليه الصلاة والسلام وشبه قراراته الاخيرة بقرارات النبي ( ص ) لفتح مكة !!! تملكوا صكوك الوطنية ومفاتيح الجنة وخزائن النار , يراهم أتباعهم من الدرويش منزهين لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم الحق و الحقيقة حصرية عليهم وما عدا ذلك كذب وتضليل , هم فقط يعرفون وغيرهم لا يعرف بل جاهل وسفيه هم فقط الثورة وباقي الشعب فلول و متآمرين و قد وصل الأمر بـ نائب كبيرهم تكفير كل من يخالفهم و اهدار دم المصريين إن اعترضوا او ثاروا ضدهم.

المرحلة التي تمر بها البلاد الان هي الاسواء في تاريخها لم تعرف لها شبيه حتي في احلك عصور القمع _ أيام القلم السياسي و زائر الفجر _ ولكن يبدوا أننا نعيش عصر تحالفت فيه الديكتاتورية والفاشية في اسواء صورها لإجتثاث قادة الفكر والرأي واصحاب القلم والكلمة _وكل من لا يسبح بحمد انبياء العصر الجدد ويمجد الملائكة التي سكنت القصور الرئاسية_ من المجتمع حتي تخلوا لهم الساحة ويمكنوا لسلطانهم في الارض

مشاعر مضطربة و قلق سائد في الوسط الصحفي والإعلامي وبين المبدعين و الكتاب من المحاولات المستميتة للأنبياء الجدد لوضع الأغلال والقيود علي حرية الكلمة و التعبير والرأي , مناخ غير مبشر اضرم نيران الوجع في قلوب المفكرين والمثقفين والمبدعين واصحاب القلم حزنا علي مصر بعد أن ظللت سمائهم سحب التشاؤم وخاصة مع موجة إستغلال ثغرات القانون وتطويعها بفضل ألاعيب بعض المحامين المواليين للحاكم تلفيق قضايا و غلق بعض القنوات الفضائية, نهيك عن التلويح بسحب تراخيص قنوات اخري كما جاء علي لسان وزير الاستثمار في تصريح واضح يحمل نبرة التهديد , وكذلك مصادرة جريدة الدستور وصوت الأمة وتقديم بلاغات ضد بعض رموز المعارضة لتصفيتهم عقب فشل حرب الإشاعات والتشويه التي تم إستخدامها ضد تلك الرموز لاغتيالها نفسياً واخلاقيا.

ما يفعله الأنبياء الجدد يجعلنا نتيقن إن مصر أغتصبت في وضح النهار وفي نهر الطريق وعلي المشاع دون ان يحرك هذا للشعب ساكن او يهتز له جفن لتعود مصر مرة اخري الي عصر الحزب الواحد الحاكم والرئيس الذي يملك صلاحيات وسلطات استبدادية مطلقة لم يحصل عليها حاكم من قبل ولم تحدث في اي دولة حتي في جمهورية الموز!! . و هذا من عجائب الثورة المصرية التي قامت للقضاء علي هيمنة الحزب الواحد وتقنين سلطات الرئيس فـ أتت بما هو اسواء.

ما يحدث علي ارض الكنانة جعل الكثير يكفر بالثورة بل هناك من ندم علي المشاركة فيها بعد ان عادت مصر الي الوراء عشرات السنين وكاد نور المدنية والحضارة ان ينطفئ بعد مطالبات الانبياء الجدد ان نعود الي عصر القُلة والمروحة الخوص وان يجلس الشعب بالملابس القطنية الداخلية في غرفة واحدة توفيرا وترشيد للإستهلاك.

أما عن تكميم الأفواه وترهيب خلق الله حتي لا يتجرأ أحد و ينتقد افعالهم وقرارتهم فحدث و لا حرج فأن فعلت ذلك وجدت السباب والإتهامات في انتظارك تهطل عليك كسيل الأمطار من اللجان الالكترونية للحزب الحاكم فهم اصحاب السبق في التعليق الاول علي اي موضوع علي صفحات المواقع الإلكترونية ليقودا بعدها قطيع المعلقين في رحلة السباب و البذاءة أ لكل من تسول له نفسه الحديث عن الرئيس و جماعتهم واتباعهم و دراويشهم والمكبرين والمهللين والمسبحين بحمدهم , في الوقت الذي يحللون ذبح الأخرين بسكين الإشاعات والتشويه والكلمات المبتذلة دون حياء او مراعاة للإسلام الذين يدعون انهم حُماته!,لتسمع ممن كانوا يتشدقون بالديمقراطية و الحرية بـ الأمس و إستخدموها شعار في الانتخاب وتأسيس الأحزاب هم اليوم اشد الناس عداوة لهذه الحرية طالما تسمح بـ انتقادهم , ولتلك الديمقراطية إن أتت بغيرهم فهم ينظرون للحريات والديمقراطية بمنظور اعور ومفهوم منقوص يروها وثن إن لم تكن في صالحهم!

وفي ظل هذ المشهد الفوضوي الإقصائي ضاعت كل الحقائق ما عدا حقيقة واحدة انه قد تم بيع شرف الوطن بـ أبخس الآثمان في اسواق النخاسة السياسية و نهشت الذئاب عرضة بعد عمليات غسيل المخ و إستغلال حاجة الفقراء وتحويل الشعب الي مومياوات محنطة و وضعهم في توابيت زجاجية لعرضها في متحف الخسة والنذالة العالمي لتسلية الفيل القطري و إسعاد عواهرأمريكا

للأسف مصر تعيش زمن إن اراد فيه المواطن يكون صالحا ويعيش في هدوء وينعم بـ الرضا السامي لدرويش الحزب الحاكم دون ان يتعرض للإهانه عليه: أن يلغي عقله , يقطع لسانه , يغلق فمه , يحتفظ برأيه لنفسه , و يحذر إنتقاد أنبياء العصر او ذاك الملاك ساكن القصر!

اوعاد الدسوقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تحظى سيارة بيك أب بشعبية كبيرة؟ | عالم السرعة


.. -بقنابل أمريكية تزن 2000 رطل-.. شاهد كيف علق حسام زملط على ت




.. عودة مرتقبة لمقتدى الصدر إلى المشهد السياسي| #الظهيرة


.. تقارير عن خطة لإدارة إسرائيلية مدنية لقطاع غزة لمدة قد تصل إ




.. قذائف تطلق من الطائرات المروحية الإسرائيلية على شمال غزة