الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب يهزمون بعضهم وأصبحوا جميعاً خاسرين

سامي بن بلعيد

2012 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أمر الاقصاء ظاهرة عربيّة بامتياز , قبل الاسلام وبعده , تأريخ طويل من الفتن والحروب الاهلية والتآكُل الداخلي المستديم الذي أوصل الجميع الى هذا الضياع الرهيب والذي لم يؤهل العرب للتمهيد حتى لدراسة الاسباب التي أدت الى ذلك بل ان الثقافة العامة ما برحت تدفع بنفس الاتجاه

صحيح إن شعوب العالم قاطبة مرّت بصراعات مريرة وحروب طاحنة ولكنها تعلّمت الدرس وأدركت الهدف السامي على لوحة التأريخ وأعادت حساباتها ووصلت مع الاديات الى حالة سلام ووصلت أديانها الى حالة سلام مع شعوبها ومع نفسها , فغيّرت وجه الحياة وبنت الانسان وحققت له الرفاهية في أغلب الاحوال

فلماذا العربي ؟
يعيش حالة حرب وصراع منذ فجر التأريخ ... تطاحُن من أجل ناقة أو فرس إقتتال من أجل كرسي , تأمر ,كراهيّة , حقد , رفض للآخر , عناد , أوهام , ضياع , تخلُّف , إستبداد , فقر وجهل دائم , نرجسية بدوية , إيمان زائف , كُفر بالمبادى الانسانية

تسميات وطنية ودينية وثورية بألوان الطيف

وكُلّها تدعي إمتلاك الحقيقة وتدور حول ذاتها ومصالحها الضيّقة ... وكل منها يحاول كسب تأييد الشعوب بإستخدام كل وسائل الخراب والتجهيل والتشتيت لذهنية الانسان وإخلاقياته
أوصلوا الشعوب الى أقصى درجات الضعف , أصبحنا مسخرة لاعدائنا ومذلّة لاصحابنا : إن كان لنا أصحاب _ والمصيبة إن كل طرف يدّعي إخلاصه للشعوب وهو يكيد فيها

العلماني يتهم المتديّن والمتدين يتهم العلماني وداخل إطاراتهم الخاصّة يتهمون بعضهم , إختلاف ضارب في الصميم في القبائل والاحزاب والجماعات والافراد فيما بينها ومع بعضها
إختلاف بين المرأة والرجل واتهام الاول للأخير بسلب حقوقه الانسانية ... إضطراب على المستوى العائلي

وكل تلك السلوكيات أفرزت إستعمار وحكام مستبدين يشغّلهم بالايجار ...

لقد أصبحنا في الحضيض ... حتى الافكار الوطنية الثوريّة النيّرة لم نعُد نميّزها بل إننا نتآمر عليها بدرايةٍ وبغير دراية

عِشق مستديم للاستعمار والمولاه الدنيئة على حساب المصالح العليا للشعوب

هذا هو حال الاقطار العربية بمتدينيها الاسلاميين وغير الاسلاميين , بسياسييها العلمانيين وغير العلمانيين , بالحافظين للمعلومات وغير الحافظين , الاصوليين والمنفتحين , الهاربين الى الماضي البعيد أو الهاربين الى الحاضر المختلف

إنها كارثة وحلًت ديار العرب ويأتي من يبررها ويقول خلاف صحي , الخلاف ينتج الابداع ويؤسس للعقل التقدي ... دون تمييز بحجم الخسائر التي نتجرعها جميعاُ والتي تدفعنا نتائجها برحلات وهميّة خارج إطار التأريخ الحديث والمعاصر

هل أدرك العرب شيئ إسمه التكامل الانساني ؟ وإن لم يُدرك ذلك هل هناك من أمل يدفعنا بهذا الاتجاه الرحب لكي نستعيد شيئ من إنسانيتنا المفقودة ؟

هناك مرآة لكل عربي لا يرى فيها إلاّ صورته وتلك المرآه تمنعه من رؤية المجتمع الذي يعيشه , غيبوبة فكرية إخلاقية قاتلة يحليها ما يسمى بالمثقفين ببديع الكلام الذي يزيد من حجم الشتات والتخلُّف

يا لها من أُمة لا تستحي ولا تخجل من وضعها الذي صار يخجل ويرثي له الغريب , أُمّةٌ تبيع كرامتها للغريب بتلك الانتصارات الوهميّة على بعضها البعض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدي الكريم
نيسان سمو ( 2012 / 8 / 16 - 14:02 )
ألا تعلم سيدي الكريم الجواب أم انك تعلمه ولكنك لم تتجرأ ذكره ؟ هذه هي مصيبتنا !!!! اما إذا لا تعلم الجواب فهي المصيبة الاكبر.. انا واثق من انك تعلم السبب ولكنك لم تذكره ولهذا سنبقى هكذا امة تعبانة ، خربانة ، عتيقة ، مصدأ، منحلة ، وووووو الخ الى ان نستطيع قول الحقيقة وبكل حرية وتُحترم تلك الحرية حينها سنصل الى او سنضع او خطوة على الطريق الصحيح .. والى ذلك الوقت الرحمة لك ولي .. مع التحية


2 - التلوث منذ 1400 عام
محمد البدري ( 2012 / 8 / 16 - 14:45 )
لقد لوثت ثقافة العرب المنطقة باسرها منذ خرجوا بكل خرائهم الفكري والديني تحت مسمي الفتح الاسلامي. لقد وصل الكذب والدجل والنفاق والتعهر في ثاقة العرب الي حد ان يكون الغزو والنهب والسلب فتحا. فعندما قاومنا ثقافة العروبة والهوية العربية لم نكن مخطئين لكن الغريب ان يظهر العميان بيننا ليقولوا باننا جميعا امة عربية؟ اليس هذا امرا مضحكا، لقد سبوا الشعوب جميعا تزلفا ونفاقا لاحط الثقافات التي احتوتها منطقة الشرق الاوسط. تحية وتقدير وشكر لهذه المقالة الموجعة.


3 - فكر معايه
نزار الحافي ( 2012 / 8 / 16 - 18:14 )
اميريكا وبريطانيا واستراليا ونيوزيلندا وجنوب افريقيا وكندا كل هذه الدول هي مكون الامه الانجلوساكسينيه ولكن كل بلد على حده يمثل نظام قائم يرعى مصالح بلده في المكان الاول ومن ثم قد يتحالف مع الاقربين والابعدين لصيانة مصالحه
اهل سيأتي يوما ونكون امة العرب في موقع قريب من ما سبق ذكره دول مستقله حره ترعى مصالح شعوبها وحرياتهم وتتحالف مع من تشاء عرب كانوا ام غير عرب اللغه تجمعنا والدين ولكن لا مصالح لنا مع بعضنا البعض متى ننسى الامه العربيه والجامعه العربيه والقضيه الفلسطينيه نكون قد اصبحنا بلدان كاملة الوجود كل بلد يرعى مصالحه ولا غير مصالحه ومصالح شعبه


4 - نيسان سمو لك التحيّة
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 16 - 20:44 )
والحمدلله على كل فشل وما يتليه من خيبت أمل حسب قولك
في الحقيقة أنت أتيت بطريقة شفافة ووضعت يدك على موضع ألالم وقدمت سوالك المهم اليّا هل اعلم الجواب أم لا وبنفس الطريقة أتيت بجزء مهم من الاجابة والتي تقول فيها أننا متى ما أستطعنا قول الحقيقة بكل حرية ووجدنا من يحترمها سنكون قد وضعنا الخطوات الاولى لطريق الألف ميل
والى جانب عدم قبول ألآخر هناك خلل عام في كينونة الانسان العربي ( ذاته ) ولا يمكنه رؤية الاشياء من حوله كما هي عليه لأنّه عاطفي إنفعالي وذلك أيضاً يجعله غير قادر على التعاطي مع تلك الاشياء وغير قادر على صناعة المعرفة بالعقلية العاطفية وبذلك كُلّه يكون فاقد لعملية التحليل المنهجي لآنها من دور العقل النقدي الواعي والمحايد
وكل ذلك أشار اليه الكثير من المفكرين والباحثين أمثال الجابري وأركون والعروي ومالك ابن نبي وغيرهم في مجال التنمية البشرية أمثال تكريتي وبكّار والفقّي وغيرهم الكثيرين
وطبعاُ تلك مشكلة كبيرة وحلولها ليست آنية وللإجابة على ذلك لا بد من تفصيل طويل في المشاركة اللآحقة إن طاب لك الحوار
فمن عاداتنا العرب أن ننكر الرأي الآخر في حال إن لم ترضى بها نفوسنا أو يكون في


5 - الى محمد البدري
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 16 - 23:53 )
أنا شخصياً أتفق معك من حيث الوضع السلبي المزري الذي يعيشه العرب
وبالمقابل أختلف مع حضرتك من حيث التحليل
فالمشكلة لا تتعلّق في الاسلاميين وحدهم بل إنها عامة , فأنت ترفض ألآخر والآخر يرفضك والكل يرفض الكل وكل طرف يحمّل الآخر كل التبعات والاختلالات وهذا هو الجزء الرئيسي من الخلل الذي أشرت اليه في تعليقي السابق
فيما يخص الهويّة والعروبية هي مجرّد إسم ... ومتى ما أرتقى العربي يرتقي ذلك الاسم والعكس صحيح ... الجانب الآخر نحن الآن في عصر التكلات الاقتصادية والسياسية والتقافية الكبرى ويكفينا المثال من أوروبا التي أصبحت كقريةٌ صغيرة يتحرّك بها الناس بكل حرية من أقصاها الى أقصاها مستخدمين عملة واحدة .. والجدير ذكره إن نسبة الاستقرار والرفاهية في أوروبا صارت أفضل من قبل بكثير

المشكلة أخي الفاضل محمد تكمن في العقول المشطّرة والضمائر الشّبه ميّته
أطيب تحيّة لجنابك الكريم


6 - الى الاستاذ نزار الحافي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 17 - 00:08 )
أسمح لي أخي نزار ففي الامر شيئ من الالتباس ولم تتضح لي الفكرة أنت طرحت أهمية توحد الكثير من الشعوب مغ بعضها مع إحتفاض كل شعب بحقه الخاص في تسيير شؤونه
ولكنك لم ترتضيها للشعوب العربية مع الاحتفاض بالحق الخاص لكل شعب

فيستحال لأي شعب أن يكون شريك لشعوب أُخرى ما لم تكن لدية القدرة على إدارة حياته والعكس صحيح
فلا داعي للقلق والتطيًّر من التقارب العربي فتلك هي الخطوة الاولى الذي سترفع مكانت العرب بين الشعوب , أمّا في حال استمرار الاختلاف وعدم احترام العربي للعربي فمن المستحيل أن يأتي من يحترمنا أو يتعاون معانا ... ولكن سيأتي من يسمعنا الكلام الجميل من أجل أن يتحكّم بحياتنا ومواردنا
لك التحية

اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا