الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة و الديمقراطية

انور نصرّ

2012 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



الديمقراطية في العصر الحديث ترتكز اساساتها على مفهوم المواطنة، و من هنا يمكننا البدء بلعمل السياسي الديمقراطي فان كل انسان يولد في دولة تمنحه الجنسية من قبل الحكومة و ان كان الفرد ولد في دولة غير دولة والديه الام تعطيه جميع الحقوق و واجباته دون ان تميز بين االفرد و الفرد الاخر بتميز العنصري او الديني او الجنسي فان لم تكون هذا المميزات جديا له فهذا يعطي للبعض من المجتمع اكثر من حقوق الاخرين .
ان الدول العربية لا تضمن المواطنة للفرد و المجتمع لان مرجعيتها في جل مجتمعها من فكرية و سياسية و حتى بعض الاحيان الادبية تكون مرجعية دينية مفاهيمها قديمة و يمكن وصفها من العصور الوسطى ، و هي ترفض ان تكون الدولة على حياد لمعتقداتها الدينية ، و من هنا نرى ان كان الفرد من دين الحاكم او الاغلبية فيكون فوق كل اعتبار و امتياز عن باقي الافراد من "الاقليات" في دين اعداده قليلة ، فهذا هو التعريف و التعبير الاحدث في المجتمع العربي و هذا يعبر للبشر ان المرجعية الدينية في هذا العصر لها عقلية رجعية ، و يوجد ببعض الدول العربية افراد او جماعة تكون مرجعيتهم العشيرة و الحزب و بعض الاحيان الملة على المستوى العام ، و هذا النوع من المرجعيات يقوم بتقسيم الجماعات و الافراد و يعطي امتيازات خاصة لهم على حساب غيرهم من الافراد و الجماعات ، و كل هذا التمييز و التفريق يتم و يصبح شرعا ببعض الاحيان في الدول ،حتى لو كانت تلك الدول العربية موقعة على ميثاق حقوق الانسان و المواثيق الدولية التي اصدرتها الامم المتحدة ، و كل هذه المواثيق و القرارات الصادرة عن الامم المتحدة تعتبر بمسابة معاهدات بين الدول الموقع عليها ، انما خاصتا في الدول الشرق الاوسط وتحديدا العربية تكون هذه المواثيق الموقعة من قبلهم حبر على ورق اذا كانت تتعارض مع مصالح الحكم و رجال الدين و المعتقدات الدينية و سياسية و العادات ، فمن هنا ياتي دور المثقفين في التوعية الديمقراطية لانهم محررين بلعقل من كل التجذبات السياسية و الدينية و العقائدية و هم بسبب ثقافتهم العالية يفهمون مشاكل الانسانية و هم القادرون دائما ان يعلموا الديمقراطية و المواطنة بشكل اكثر وضوحا و هم الارقى ثقافيا لمساعدة المجتمع و الفرد منه الخروج من انفاق الانعزالية المفروضة قسرا عليهم في المجتمع العربي الاستبدادي و توعيتهم لاحترام الاخر و حقوق الانسان و واجباته تجاه الوطن و المجتمع
و من هنا يجب على الفرد العربي ان ينتمي الى التنظيمات الغير حكومية للمجتمع المدني لان الديمقراطية لديها ابعاد اجتماعية كثيرة عدا عن الابعاد السياسية و المجتمع المدني و تنظيماته تخلق نوع من العلاقات بين الافراد تكون مبادئها اجتماعية و هي الصمام الاساسي امام استبداد الدولة التى همها الاول " الشمولية" السيطرة على كل المجتمع .
ان الجمعيات في المجتمع الديمقراطي هي الاهم لانها ليست ملكية للفرد و ليست ورشة عمل للاداريين فيها و ان عملها هو جماعي ذو عقلية منفتحة للاخر و اهدافها الوصول الى اهم و اكثر الحلول انتاجا لمصلحة المجتمع ككل و من هنا تكون الافكار و العمل الجماعي هو الضمانة الاساسية للنجاح و الشيئ الضروري بلمجتمع المدني ان يكون له الاليات الجدية و القوية لعدم تسرب الديكتاتورية عليها و من هنا تكون المفاهيم الديمقراطية في عقل الشباب الواعد و يعلمه للفئات الاصغر بلمجتمع و يقوم المثقفين ايضا بتعليمهم مفاهيم الديمقراطية في كل المراحل الدراسية حسب وعي التلاميذ و تكون الجمعيات و المثقفين في خط واحد للتعليم مواثيق حقوق الانسان و مقارنة الديمقراطية بغيرها من انواع الحكم القمعي و لتكون الديمقراطية مرجعا اساسيا في التطور الاجتماعي و سلوكه المدني و ليس العقائدي الطائفي لضمان عقول منفتحه للاجيال القادمة في الوطن و المجتمع العربي و ذلك كله للوقوف امام الدول الكبرى التي لا تدافع عن الديمقراطية في الدول العربية مثلا الولايات المتحدة الامركية وتحالفها دائما يكون مع المملكة السعودية لانها بعيدة بكل الاتجاهات عن الديمقراطية و اساليبها و الحرية و حتى حقوق الانسان لان هدف الولايات المتحدة الامركية تكون على الهيمنة الامبريالية و مثلا في لبنان المحكوم من قبل الطوائف وزعمائها الذين لم يكن لهم انتماء وطني ولا يعرفون المواطنة الا عبرالكتب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا مصطلح العلمانية، الديمقراطية يكفي
صادق البلادي ( 2012 / 8 / 16 - 16:45 )
الأخ العزيز
تدعو في مقالتك الى الديمقراطية وتدعو منظمات المجتمع المدني الى التوعية الديمقراطية، توعية من؟ أغير الحموع المُضَللة بشعارات الإسلاميين ، والتي إنتخبت قوائم الإسلاميين في
الإنتخابات البرلمانية؟ هل نكسب هؤلاء بترديد شعار العلمانية ، الملتبس حتى بين دعاته؟
فلماذا إختيار شعار : العلمانية هي الحل؟ هل هناك من يدعو الى الديمقراطية وقبل في نفس الوقت الدعوة الى دولة يحكمها الشرع؟ تُطبق فيها أحكام الشريعة ويتحكم فيها الولي الفقيه، او المفتي. لماذا لا نكتفي بالدعوة للديمقراطية والمجتمع المدني، كما جاء في مقالتك بدون
الصرورة الى شعار : العلمانية هو الحل.


2 - الرد على الاخ صادف بلادي
انور نصر ( 2012 / 8 / 16 - 18:25 )
تحية و بعد
ان شعار العلمانية وضعته بدل عن الصورة الخاصة في الملف الشخصي لي وهذه الصورة لا تعبر و ليس لها اي دخل بمقال الديمقراطية و المواطنة و هي مجودة في كل المقالات المنشورة من قبلي في الموقع
شكرا لك و على اهتمامك


3 - شكر
صادق البلادي ( 2012 / 8 / 16 - 22:23 )

شكرا على التوضيح، أنا من دعاة الديمقراطية و حقوق الإنسان، وبالتالي من المطالبين والداعين الى فصل الدين عن الدولة، أي الى العلمانية، غير أني إرى لدى الكثيرين إفراط في
التركيز على إستخدام العلمانية مصطلحا وكأن القول بها أو حتى النص عليها هو الحل. وليس هناك من حل لأي معضلة غير التوعية والتعبئة لكسب الناس في الإنتخابات الى جانب الديمقراطيين
الحقيقيين، وكذلك للمشاركة مع الجماهير للضغط على الحكومات
ودعوتي للتقليل من التركيز على مصطلح العلمانية هو أنه مصطلح مُلتبس حتى لدى غير قليل من الداعين له، وصار نتيجة التضليل و التشويه شعارا ينفر منه الكثيرون..


4 - شكر
صادق البلادي ( 2012 / 8 / 17 - 06:10 )
شكرا على هذا التوضيح، ويبدو أننا متفقان في ضرورة التأكيد على الديمقراطية والمواطنة، المتضمنان علمانية الدولة، دونما حاجة الى التطبيل ورفع شعار العلمانية، لأنا نريد توعية وتعبئة المُضللين ، السائرين وراء الأحزاب الدينية..

اخر الافلام

.. المحافظون في إيران ذاهبون إلى انتخابات الرئاسة بمرشح واحد


.. توتر الأجواء بين بايدن وترامب قبل المناظرة الرئاسية | #أميرك




.. هل العالم يقترب من المواجهة النووية؟


.. انتخابات فرنسا.. استطلاعات رأي تمنح أقصى اليمين حظوظا أكبر ف




.. فيديو أخير.. وفاة مؤثرة تونسية خلال تواجدها في صقلية الإيطال