الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرّة أخرى...أهم سفراء لفلسطين؟

فايز رشيد

2012 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في آخر تقليعة: طالب السفير الفلسطيني في ألمانيا بتدريس"المحرقة اليهودية"الهولوكوست من جيل إلى جيل.جاء ذلك في مقابلة له مع الصحفي الإسرائيلي باراك ريفيد.ووفقاً للمجلة الإلكترونية"دنيا الوطن" ومواقع إلكترونية كثيرة أخرى: فإن المقابلة جرى نشرها باللغتين العبرية والإنجليزية في صحيفة هآرتس في تموز(يوليو) الماضي.جاء على لسان السفير مايلي:"يتوجب أن نُعلّم أبناءنا جيلاً بعد جيل عن المحرقة اليهودية كحدث مؤلم ورهيب, كي لا يتكرر مثل هذا الحدث مطلقا. المحرقة مأساة إنسانية إصابت اليهود".من ناحية ثانية:قبل أسبوعين زار أحد المسؤولين الفلسطينيين مكان الهولوكوست في بولندا ووضع إكليلاً من الزهور.على صعيد آخر:أحد السفراء الفلسطينيين السابقين في بولندا:أحيا ذكرى المحرقة :بوضع الزهور وإضاءة الشموع،وغيرهما , وإقامة حفلة وداع للسفير الصهيوني في بولندا دافيد بيلغ.
للأسف يتصورهؤلاء المسؤولين وكأنهم يعيشون في المريخ!وكأنهم لايمتون بصلة إلى شعبنا الفلسطيني الذي ذاق مئات المذابح وعشرات الاعتداءات والحروب وكافة أشكال المعاناة, على أيدي العدو الإسرائيلي والحركة الصهيونية , منذ ما يقارب المئة عام وحتى اللحظة.هؤلاء يتساوقون مع الضغوطات الأمريكية والأوروبية والغربية على الدول العربية(بمن فيها السلطة الفلسطينية) وعلى وكالة الغوث(الأونروا): من أجل تدريس الهولوكوست في المناهج العربية والفلسطينية.يتساوقون مع كل تلك الضغوطات إضافة إلى الإسرائيلية بالطبع من أجل عدم تدريس النكبة الفلسطينية للطلاب.إسرائيل سنّت قوانين يخطر بموجبها على أهلنا في منطقة 1948 إحياء ذكرى النكبة تحت طائلة السجن لسنوات طويلة .
تأتي هذه الدعوات في الوقت الذي سنّت فيه العديد من الدول الأوروبية قانوناً يعرف"بقانون غيسو" وبموجبه يُحظر على الباحثين والمؤرخين: التشكيك في الرواية الصهيونية للهولوكوست(ليس من زاوية صحة رواية الحدث, وأنما من حيث أرقام الرواية الإسرائيلية عن الضحايا اليهود), تحت طائلة السجن لفترات طويلة.كل من الذين شككوا في صحة الرواية الصهيونية: تعرضوا للطرد من مناصبهم, والامتناع عن طباعة مؤلفاتهم, ومحاربتهم في لقمة عيشهم،وتغريمهم مابلغ مالية باهظة, ومنهم : المؤرخ روجيه غارودي والمؤرخ البريطاني ديفيد ايرفينج . النازيون اقترفوا المجازر بحق كافة الشعوب الأوروبية: أحرقوا آلاف المدن والقرى.الاتحاد السوفياتي خسر 20 مليوناً من أبنائه على أيدي النازيين, كذلك خسرت أعداداً هائلة من أبنائها: شعوب أوروبية كثيرة, فلماذا التركيز فقط على الضحايا اليهود؟الحركة الصهيونية ضحّمت المحرقة لإيجاد المسوغ القانوني لاغتصاب فلسطين وطرد أهلها وجلب المهاجرين وإقامة دولتها.ولابتزاز الدول الأوروبية وبخاصة ألمانيا.الكاتب اليهودي نورمان فلنكشتاين قال عن هذه المحرقة بأنها صناعة للصهيونية وإسرائيل, في كتابه القيمّ"صناعة الهولوكوست".
لقد تآمرت الحركة الصهيونية مع النازية ضد اليهود:عقدت اتفاقية الترانسفير في عام 1933 مع ألمانيا, من أجل تسهيل هجرة اليهود في ألمانيا إلى فلسطين, وتشجيع الصادرات الألمانية وتسويقها في فلسطين بمساعدة الحركة الصهيونية وذلك في اتفاقية ثانية في عام 1934(عبد الرحمن عبد الغني،ألمانيا النازية وفلسطين،مؤسسة الدراسات الفلسطينية،بيروت،1995 ص69). توالت الاتصالات بين الحركة الصهيونية والنازية: ففي تشرين أول عام 1937, وفي فلسطين, التقى أيخمان وهاغن عن النازية مع بولكيسي ممثل المنظمة الإرهابية: الهاجناة, وتم الاتفاق بين الطرفين: على"تزويد الحركة الصهيونية للجستابو بأية معلومات عن التنظيمات اليهودية في الدول الأوربية وعن أية نشاطات لها ضد النازيين, مقابل دعم هؤلاء لإقامة الدولة الصهيونية"(غالدر،المذكرات الحربية،دار التقدم،موسكو،1993،ص39-46).هذا غيض من فيض التعاون بين الطرفين،وللمهتمين يمكن الاضطلاع على تفاصيل أخرى في بعض الكتب التي تتناول هذه القضية.
لقد اعتمدت محكمة نورمبرغ رقم ستة ملايين يهودي من الضحايا رسمياً استناداً إلى شاهدين اثنين فقط،هما هويتل ولويزليسني, وهما ضابطان نازيان, وهذا لا يكفي. كما أنه لم يتم العثور على أية وثيقة ممهورة بتوقيع هتلر،أو أحد الزعماء النازيين تقضي بإبادة اليهود.(أنظر لوسي دافيدوفيتش،الحرب ضد اليهود،دار التقدم،موسكو،1975،ص21-25).كثيرون من الكتاب والباحثين أجمعوا(وبعد زيارات ميدانية لأمكنة المحارق) على أن من المستحيل أن تتسع لتلك الأعداد الهائلة من الأشخاص. وعلى افتراض أنها استخدمت فعلياً, لكانت قد احتاجت إلى عشرات السنين من أجل إتمام عملية الحرق.أما بالنسبة للغاز الذي جرى استخدامه في الحرق, وهو السيانيد فهو, غالي التكاليف ويحتاج إلى احتراس شديد في استخدامه ممن يستعمله(روجيه غارودي،الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية،دار الغد العربي،القاهرة،1996،ص56).
بالمناسبة وربما الكثيرون من أبناء جلدتنا من العرب لا يعرفون التفاصيل التالية: حول الويلات التي ذاقها عشرات الآلاف من العرب على أيدي النازية نعم،هناك(67400) معتقلاً عربياً , وغالبيتهم من شمال إفريقيا كانوا معتقلين في السجون النازية في عام 1940.وإن الكثيرين منهم ماتوا جرّاء التعذيب والأهوال التي لاقوها،وعديدون منهم اصيبوا بعاهات دائمة،كما أن النازية أجرت عملية تعقيم لانغال إقليم الراين ,وكان هؤلاء أبناء ام إنجابهم من ملونين،وفيهم أبناء شمالي إفريقيا ونساء ألمانيات.هذا التعقيم جرى في عام 1937.(أنّا فريدمان،الضحايا الآخرون،دار النهضة،دمشق 2005،ص39.).
وبالعودة إلى عنوان هذه المقالة،فإن الصحفي الإسرائيلي الذي أجرى المقابلة مع السفير الفلسطيني في ألمانيا،وصف تلك المقابلة وصاحبها:بالصدق والنزاهة والوضوح... مستطرداً:بأنه فوجئ في هذه الأقوال.سفير فلسطين في جنوب أفريقيا قام قبل عامين بإقامة وليمة لأحد الوفود الصهيونية التي زارت هذا البلد, في ظل مقاطعة مؤيدي القضية الفلسطينية من الجنوب أفريقيين(وما أكثرهم), ومقاطعة العمال, والمؤسسات الأكاديمية لنشاطات الوفد يبقى القول:أن من حقنا التساؤل عن سفراء فلسطين, كما جاء في العنوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغة الدبلوماسية
سعيد دلمن ( 2012 / 8 / 17 - 16:34 )
لا أريد أن أدخل في جدل حول دقة المعلومات التاريخية أو عدم دقتها فيما يتعلق بموضوع المحرقة لأن ذلك يدخلنا في متاهات قد تعطي للطرف الآخر مساحة أفضل للمناورة والتضليل ، فالدبلوماسية الفلسطينية أدركت جيداً وخلال تجربتها الطويلة والمليئة بالمعاناة والإحباط في مختلف مراحل عملها الدبلوماسي ،خاصة على مستوى العلاقات الثنائية التي تتشابك من خلالها العديد من الالتزامات والمصالح والتي بالإمكان ترجمتها أو تجسيدها في إطار المصالح الحيوية الفلسطينية ، بأن العمل الدبلوماسي لن يكون ناجحا دون القدرة على تجاوز تلك الخطوط التي تعيق من قدرتها على تفنيد كل المحاولات التي تتخذ من قضايا حقوق بمختلف مضامينه الإنسانية في الحاضر والماضي حاجزاً سياسياً منيعاً في مقابل حقوقها الإنسانية والوطنية الشرعية..ولو أن اختراق الدبلوماسية الفلسطينية لهذا الحاجز قد أتى التعامل معه متأخر ا.. بالقياس الزمني للقضية وعمر التحرك الدبلوماسي الفلسطيني .. فالتعامل مع موضوع المحرقة من الجانب الإنساني يعكس إنسانية القضية الفلسطينية وسمو مطالبها في مواجهة كل أنواع القهر والقتل والأجرام للمحتل الإسرائيلي..مع التحية


2 - لغة الدبلوماسية-2
سعيد دلمن ( 2012 / 8 / 17 - 16:57 )
المعذرة -تصليح الفقرة من السطر السادس- التي تتخذ من قضايا حقوق الإنسان بمختلف مضامينه الإنسانية في الحاضر والماضي حاجزاً -مع الشكر

اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال