الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغرب التخوفات

حميد المصباحي

2012 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


دائما هناك ما يتهدد هذا البلد,ما يزعج فاعليه,الملاحظ أن أغلبهم لا يوجدون داخل الحكومة بل خارجها,فهل معنى هذا أن هذه التخوفات مرتبطة بالمعارضة وحدها؟
1تخوفات الحكومة
الحكومات والأحزاب الممثلة بها,تدرك بعض عوائق الحكم,من متاعب اجتماعية واقتصادية,وسكنية وغيرها من انشغالات,مؤرقة للأغلبية,وتبحث لها عن حلول عاجلة,وعندما تعجز,تحاول توضيح صعوبات الحلول المقترحة,فتعدلها,أو تلغيها,وتشتد المنافسة مع الخصوم في المعارضة,التي يفترض ان تطور المقترحات أو تستبدلها بما يناسب الوضح والحالات,لكن الوضع حاليا مختلف عن كل الحالات السابقة,بفعل وجود حكومة,تقودها حركة دينية سياسية ممثلة في حزب العدالة والتنمية,المتحالف مع حزب يساري,هو حزب التقدم والإشتراكية,إضافة إلى حزب الإستقلال,الذي فرط في الكتلة الديمقراطية,ولبى نداء الحكومة حفظا لتوازناته الداخلية,التي تفرض عليه الوجود في الحكومة,حفظا لوحدته,كما أنه حزب محافظ في صلبه,ولا توجد اختلافات جوهرية مع حزب العدالة والتنمية.أما حزب التقدم والإشتراكية,فإن اشتراكيته تقلصت لصالح اختيارات من الصعب تصنيفها لا يساريا ولا حتى يمينيا,حيث يحاول الحفاظ على علاقاته باليسار,خصوصا الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,وفي الوقت نفسه استكمال رهاناته على رجال الأعمال لتقوية فريقه البرلماني الذي نجح أخيرا في تشكيله بعد عقود من التواجد بالبرلمان المغربي,هنا تكون تخوفات الحكومة,رهينة باستمرارية وجودها المشروط بالتوفر على الأغلبية التي تؤهلها للإستمرار في قيادة الحكومة,وهذه التخوفات عادية,لأن الأحزاب المشكلة للحكومة,ليست لديها القدرة على استحضار الأزمات الإستراتيجية,فقد اعتادت الحديث عنها عندما كانت في المعارضة,بحيث أنها ترى خلف كل تخوف,مبالغة في تضخيم المشاكل,والمعيقات كما كانت تفعل هي نفسها عندما كانت في المعارضة,فلا شئ يخيفها على المغرب واختياراته الإقتصادية وحتى الحضارية العامة.
2تخوفات المعارضة
أدركت خصوصية اللحظة التي يعيشها المغرب سياسيا,ويمكن تقسيم هذه التخوفات إلى قسمين.أولها الفاعلون السياسيون,الذين يعبرون عن اختيارات أحزابهم في المعارضة,وهم ينبهون إلى أن اختيارات الحكومة,محكومة بشعارات كبيرة,فرضتها ضراوة المنافسة,وحركية الشارع المغربي السياسية,وأن رئيس الحكومة لازال يعتبر نفسه في أوج الحملة الإنتخابية ولم يستيقظ بعد منها ,فخطابات التبشير لا يمكنها أن تستمر لسنوات,والمجتمع كبرت انتظاراته,وبقدر تضخمها تزداد نسبة غضبه ,ليس على بن كيران وحده,بل الحكومة بأكملها,لذلك يسعى قائد الفريق,إلى التذكير بالعوائق التي تعترض فريقه,باحثا عن مبررات تأخر النتائج التي بشر بها ولا زال يوزعها شمالا وجنوبا,وكأنه يحمل حلولا سحرية,وهذا ما نبهت له المعارضة السياسية,واعتبرته نتاجا لغياب التجربة والحنكة السياسية,محاولة سلوك أسلوب التنبيه وعد رفع وتيرة الصراعات ضد الحكومة,بتركها تهاجم وحدها لتنشغل بالصراعات الصغيرة,قصد الإنهاك وعدم تحمل مسؤولية فشلها,الذي لا نتمناه طبعا لها,احتراما على الأقل لاختيارات المغاربة.
أما تخوفات الفريق الثاني,فهي تمتح في أغلبها من انشغالات رجال الفكر ومعهم فاعلون سياسيون لم يوافقوا على اختيارات المعارضة,وفضلوا الكشف عن تخوفاتهم,التي تعني أن المغرب اختار مسارا غير واضح الإتجاهات,مضطرب,فالحكومة تبدو غير قادرة على تدبير شؤونها في التسيير خصوصا الإقتصادية منها,ويظهر ذلك جليا في لجوئها للقروض,التي تعرف مسبقا أنها سوف تقيدها وتفرض عليها اختيارات صعبة,تمس ما هو اجتماعي بالضرورة,أي ما يشكل هاجس كل الحكومات السابقة,بل هو عصب المجتمع والدولة معا,فكيف تفرط فيما يضمن حرية تحركها وتقترض من صندوق النقد الدولي,أو أية مؤسسة دولية أخرى,والحكومة تعرف نتائج التقويم الهيكلي الكارثية,والتي لزال المغرب والمغاربة يدفعون ثمنها من قوت يومهم وامتداد الكدح لأغلب فئاتهم الإجتماعية,بما فيها الطبقات الوسطى نفسها ,فكيف تكون حلول الأمس الكارثية مقبولة حاليا,في ظل أزمات عالمية وعربية؟؟
3تخوفات الدولة
لاتبدي الدولة بشكل واضح تخوفاتها,بل تكتفي باعتبارها سلطة دستورية عليا بالتنبيه للإختلالات,والمبادئ العامة,التي على كل حكومة التمسك بها والدفاع عنها,كمشترك ثقافي وحضاري,مع الإهتمام برعاية المشاريع الكبرى,وكأنها تؤكد على ضرورة انتظار نتائج اختيارات الحكومة وما سوف تسفر عنه,خصوصا في ظل دستور جديد,يتطلب تنزيله مجهودات تشريعية وتنظيمية,من قبيل الجهوية,وقانونها,وترسيمات حدودها,إضافة إلى الإنتخابات المحلية,لكن ما يمكن ملاحظته,أن رهان الدولة مختلف,فهي تنتظر هي الأخرى انتهاء ملابسات التحولات التي يعرفها العالم,والمنطقة العربية,التي تفرض التحرك بحذر,بولغ في الكثير من خطواته,خصوصا تلك التي تخص الحركية الوطنية والدينامية الداخلية,التي ينبغي أن تتحرك حتى لا تصدأ آليات الحركة,وميكانيزماتها,.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك